شروح: الكتاب الأول، الجزء ٥
يتابع كوبرنيكوس حديثه قائلًا: «الآن وبعد أن تبيَّن أن الأرض أيضًا على هيئة كرة، أعتقد أننا يجب أن نفهم ما إن كانت هناك حركة ما تتبع هذا الشكل أم لا.» بطبيعة الحال يكاد يُجمِع الكل على أن الأرض «مستقرة في مركز العالم»؛ وعلى نفس المنوال، يواصل بأسلوبه المعتاد الذي ينطوي على حذر خفي: «المسألة لم تحسم بعد، ويجب عدم الاستهزاء بها على الإطلاق.»
كي نثمِّن حجته الجديرة بأن توصف بالثورية بحق؛ وكذا الموقف الثابت لمعارضيه، لن يكون سردنا الموجز للتطور في علم الكونيات كافيًا تمامًا. إننا بحاجة أيضًا لأن نتذكَّر أن فيزياء الحركة مثلما كان يفهمها الجميع وقتئذٍ، كانت مختلفة وقتها تمامًا عن ميكانيكا نيوتن التي نستخدمها الآن على نحو اعتيادي بنفس قدر اختلاف العقائد الوثنية عن عقيدة الإله الواحد؛ في الواقع، تاريخ نظرية الحركة عبارة عن تدرُّج من التعددية إلى التوحيد، وعلينا الآن إيجاز شيء من ذلك التاريخ.