أركيولوجيا العقل العربي: البحث عن الجذور
«هذه رحلة أو تغريبة تبدو في ظاهرها رحلةً إلى أعماق النفس والتاريخ؛ إلا أنها تتَّجه معنًى ودلالةً إلى الحاضر والمستقبل بحثًا عن أسباب حالنا الراهن، وعن العقل الموروث الفاعل.»
ينطلق «شوقي جلال» من الماضي والتاريخ والتراث لفَهم سياقات الحاضر ورسم أبعاده المستقبلية، متَّخذًا من الشك معيارًا رئيسًا لتقييم العقل العربي، والبحث في أسباب تراجُعه الحضاري، وغياب مَلَكة النقد الإبداعي؛ إذ يرى أن غياب الشك المنهجي على مدى أجيال طويلة أدَّى إلى الانصراف عن التجديد، وعدم إعمال العقل في الموروث في صورته الأسطورية، مع سيادة منهج التفكير الغيبي الذي يُلغي الإرادة ويُغيِّب الفِكر والعقل. كما يناقش «شوقي جلال» إشكاليةَ الخصوصية الثقافية المستمَدة من الموروث، مُوضِّحًا أن التراث بِنْية ثقافية دينامية مُتطوِّرة بتطوُّر الفاعلية الإنتاجية للمجتمع، وأن ما نفعله هو الذي يحدِّد مَن نكون وليس الرجوع إلى كتب السَّلف الأقدمين، مؤكِّدًا على ضرورة التسلُّح بالثقافة في ظل مجتمع المعرفة الذي تُشكِّله ثورةٌ تكنولوجية متركِزة على العلم والمعرفة.