تحديد الهدف المرحلي
للوهلة الأولى، قد يبدو تحديدُ الهدف المرحلي أمرًا صعبًا في بعض الأحيان. والمفتاح الأساسي للعثور على الهدف الصحيح هو أن يناقشه الفريق التنفيذي لبعض الوقت دون الشعور بالحاجة الملحَّة إلى الوصول إلى قرار سريع. وفي معظم الأوقات، لا يكون التخمين المبدئي الذي يبدأ الفريق التنفيذي في التفكير فيه هو الهدفَ المرحلي نفسَه، بل أحد العوامل التي تساعد على تحقيقه وخلق السياق العام له.
فعلى سبيل المثال، إذا صنَّع أحد المصانع منتجًا به عيوب، فإنه يتسبَّب في إلحاق الأذى بالعملاء. فلنفترض أن المنتج هو مقعد سيارة للأطفال. أو نفترض أنه درَّاجة. قد يكون أول ما يتفتق عنه ذهنُ المسئولين التنفيذيين ليكون الهدف المرحلي هو «إصلاح عيوب المنتَج». ولكن، على كل حال، قد يكون الهدف الأمثل في هذه الحالة هو «استعادة سُمعة المصنع في السوق». وبالطبع سيكون «إصلاح عيوب المنتج» أحدَ العوامل التي تساعد على تحقيق هذا الهدف، ولكن إذا كان هذا هو الهدف المرحلي الذي ستنصبُّ عليه جهود الشركة في الشهور الستة أو التسعة التالية، فسوف تظل الشركة تعاني ذلك الضررَ الذي أصابها حين اهتزَّت سُمعتها من قبل.
لذا، حاولْ دائمًا التحلي بالصبر، وسلْ نفسك باستمرار: «هل هذا بالفعل هو الهدف المرحلي الذي يجب أن نسعى لتحقيقه في هذه الفترة، أم إنه فقط أحدُ العوامل التي ستساعدنا على تحقيق هدف أكبرَ وأشمل؟»
إذا كنت لا تزال تواجه بعض الصعوبات في تحديد الهدف المرحلي، فربما تكون قد ابتعدت عنه بذهنك وتطرَّقت إلى أفكار بعيدة. فغالبًا ما يكون هذا الهدف المرحلي بسيطًا ومباشرًا لدرجة أنك لا تراه. وقد تجد إجابةَ هذا السؤال عند مستشارٍ تستعين به يملك رؤيةً خارجية للموقف، أو عند موظف بسيط في الشركة بعيد تمامًا عن المجال الإداري والتحليلي بها.