المنظر الأول
المشهد الأول
(مبراي … واقف على الطريق بين الأشجار.)
مبراي
:
لقد أبعدوها ولم تجترم
وهبت لها عاصفات العذاب
لينعم من بعدها زوجها
بمجد وجاهٍ بغير حساب
أجاني إن الحجا آفة
ولو أن أهل الحجى في السحاب
وأين العدالة والعادلون
فشيمة كل امرئ أن يحابي
لقد ضقت ذرعًا بهذا المصا
ب فماذا أعد لهذا المصاب
وهاني المسيب ولكنني
أرى في فؤادي لشاط السباب
وقد أغمض الله أجفانه
لكيلا يفر علي طلابي
وها تلك مركبة علَّها
بجاني آخذة في اقترابي
وقد قربوا يا إلهي فكن
بفضلك عوني في كل ما بي
(هنا يسمع صوت مركبة في الخارج فيهجم مبراي عليها قبل
ظهورها في المرسح ويمسك بالعنان ونصفه داخل الكواليس ونصفه في الخارج
ظاهرًا للناس.)
مبراي
:
قف أيها السائق.
السائق
:
آه، ما هذا.
مبراي
:
لا تخف فلست من قطاع الطريق، ولكن أخبرني ما في مركبتك رجل
وامرأة.
تومسون
:
ما لك وقفت أيها السائق؟
مبراي
:
هذا هو بعينه.
تومسون
:
عربجي، سر بسرعة البرق الخاطف.
مبراي
:
إنني أخطف روحك برصاصة واحدة إذا خطوت خطوة واحدة.
تومسون
(يهجم على مبراي)
:
ماذا تريد أيها الرجل؟
مبراي
:
اخسأ أيها اللئيم. چاني چاني، أأنت هنا.
تومسون
:
لا تجيبي، لا تجيبي أيتها السيدة.
چاني
:
مبراي، مبراي.
مبراي
:
آه، هي، هي (تومسون يحول بينه وبين الكواليس
ليمنعه من الدخول).
تومسون
:
ارجع يا هذا.
مبراي
:
إياك أن تمسني، چاني چاني هل تعلمين إلى أين يأخذونك يا چاني؟
چاني
:
نعم، إلى منزلي في البرية.
مبراي
:
كلا كلا وإنما هم يخطفونك إلى فرنسا.
تومسون
:
لعنة الله عليك.
چاني
(تدخل)
:
آه، الآن فهمت.
تومسون
:
ألا فتذهب يا هذا في سبيلك.
مبراي
:
أيها السائق، باسم القانون أطلب منك أن تأخذني مع هذه السيدة إلى منزلها،
وإلا كنت شريكًا لهذا الشقي في جناية خطفها.
السائق
:
حاضر يا سيدي، تفضلوا (مشير إليهم بالرجوع
للمركبة).
تومسون
(ماسكًا چاني والسائق)
:
إياك أن تغتر بكلام هذا الرجل وعليك أن تأخذني مع السيدة وحدنا.
السائق
:
حاضر يا سيدي، تفضلوا، فإنني آخذ كل من يركب معي.
(يأخذ تومسون چاني فيتعلق بها مبراي.)
مبراي
:
ارجعي، ارجعي يا چاني فإنني آمرك بذلك باسم أبيك وأمك.
تومسون
(يهدد مبراي)
:
إنني أسألك المرة الأخيرة أتتركها أم لا.
مبراي
:
خسئت أيها اللئيم، وإياك أن تخطو خطوة.
تومسون
:
إذًا لا بد من قتلك، خذها ولتكن ملعونًا.
(هنا يطلق تومسون الرصاص على مبراي فتصيح چاني بخوف وتهرب
من جهة تومسون فرارًا من صوت الرصاص ولكن لا تكون بجانبه حين يطلق عليه مبراي
الرصاص.)
مبراي
(بهدوء بينما يجرح)
:
كانت يدك ترتجف فلم تصبني جيدًا أما يدي أنا فلا ترتجف، خذها ولتكن
معلونًا.
(يطلق مبراي الرصاص على تومسون فيصيبه في صدره فيسقط على
الأرض.)
مبراي
(للسائق)
:
أيها السائق هذا مال بقدر ما تريد فسر بنا كالبرق إلى منزل السير ريشار
في البرية وراء هذه الغابة.
(يخرج مبراي وچاني والسائق عائدين للمركبة فيتعلق تومسون
القتيل بثياب السائق وهو يتخبط من جراحه فيتخلص السائق منه شيئًا
فشيئًا.)
تومسون
(في حالة التراح)
:
وأنا، أنا، ألا ترى أنني أموت، آه … آه يا قاتل يا شيطان تروح وتتركني
تعال، تعال (يتمكن من الوقوف قليلًا)
أغيثوني، ارحموني، آه يا ابن الشياطين … آه ريشار، ريشار … هل يحل بك ما حل
بي؟ لاشك أن في العالم إلهًا لأنه انتقم مني.
(يسقط ويموت داخل الكواليس.)
المنظر الثاني
(في منزل ريشار في البرية. غرفة چاني وفيها البلكون والنافذة التي
تقدم ذكرها.)
المشهد الأول
چاني – مبراي
چاني
:
هل جُرحت يا مبراي؟
مبراي
:
لا تخافي فجرحي خفيف فإن الرصاصة مست جلدي مسًّا.
چاني
:
ولكن ما العمل يا رباه بعد الآن؟ فإنه لم يبقَ لدي ريب في أنه يرغب في
خروجي من إنكلترا كلها، بل ربما كانت حياتي نفسها ثقيلة عليه.
مبراي
:
تعزي يا چاني، فقد بقيت لدي وسيلة لم أستعملها إلى الآن ولكني متى
استعملتها سحقت بها كبرياءه سحقًا، وما منعني من استعمالها إلى الآن غير
فرط حبي له.
چاني
:
وما هي هذه الوسيلة؟
مبراي
:
هي كلمة واحدة أقولها له، ومتى قلتها أصبح ريشار تعيسًا إلى حد لا تذكر
عنده تعاسة.
چاني
:
آه، فدع ذلك إذًا بحياتك، لأني لا أريد أن يصبح تعيسًا وأفضل أن أتعذب
وحدي.
مبراي
:
كلا يا چاني، فإنك لم تقفي على جميع مقاصد ريشار بعد فإنه كما قصر في
واجباته نحوك قد أخذ يقصر في واجباته نحو وطنه. وإني أخشى أن يكون لصنعه
تأثير على مستقبل إنكلترا وحدها.
چاني
:
فاصنع إذًا ما تراه حسنًا.
مبراي
:
نعم، وإني مسافر في هذا المساء إلى لندن لأقول له تلك الكلمة وسأعود به
ذليلًا صاغرًا فانتظريني يا بنية، أستودعك الله.
چاني
:
بسلام يا مبراي.
(يخرج مبراي.)
المشهد الثاني
چاني
چاني
:
أأندب حظي أو زماني الذي مضى
فما حرج أن اليتيمة تندب
دهتني صروف الدهر ما غادرت أخا
ولا تركت أمًّا ولا، ولم لي أب
عجبت وهل في الناس مثلي شقية
على أن حالي لو درى الناس أعجب
يريح الدجى هذي العناصر كلها
وأسهر وحدي في الدجى أتعذب
وما نفس الليل الذي مر باردًا
علي كأنفاسي التي تتلهب
وما هو إلا الهم إن حل بامرئ
فسيان ما يأتي وما يتجنب
آه، ما أحلى هذه الطبيعة الهادئة تحت جنح هذا الظلام وكم قد وقفت من هذه
النافذة أعد نجوم السماء. وأتأمل في العمق الذي تحتها، آه، عفوًا يا أماه
عما خطر أحيانًا في بالي وأنا واقفة هنا، فإنني كم قلت إنني إذا ألقيت
بنفسي من هذا العلو الشاهق مت واسترحت من عذابي. ترى متى يعود مبراي، وهل
هو صادق في ما قاله عن السر أو أنه يقول ذلك ليعزيني ويسكبني (ترفع رأسها) ما هذا؟ إني أرى مركبة على
الطريق، قادمة إلى هذا المكان، ها لقد وقفت أمام باب المنزل لقد نزل منها
رجل، وفتح باب الحديقة. إلهي، إلهي هذا ريشار فإن مفتاح الحديقة الثاني معه
دون سواه، آه هو، هو أين أختبئ؟ ابتلعيني أيتها الأرض خذيني أيتها السماء.
ها لقد صعد السلم، ها أختبئ هنا.
(تختبئ في غرفة وتكون قبعتها على الطاولة أو على مقعد في
المرسح.)
المشهد الثالث
ريشار – خادم وراه
ريشار
:
أف، لم أتقدم المركيز وأسرته إلا بنصف ساعة. أوقِد يا جامس نورًا وهيئ
الشموع، وقف على الباب لاستقبالهم (ينظر في
ساعة) صارت الآن الساعة الثامنة فلا شك أن تومسون وصل بها إلى
دوفر … وغدًا يصل إلى كاله. أف، لقد استرحت منها ومن دموعها، ونلت السعادة
بهذا الزواج العظيم. لا شك أن تومسون يستحق أحسن جزاء على صدق خدمته لي
فمتى عاد من سفره أحسنت جزاءه، ولكن يجب أن أفتش في هذه القاعة التي كانت
تقيم فيها لعلها تركت فيها أثرًا فيراه ضيوفنا (يفتش) ها هذه قبعة وغطاء، لقد أحسنت في التفتيش فإنه لا يجب
أن يروا عندي شيئًا من آثار امرأة، ولكن أين أضعها؟ هذه الخزانة مقفلة،
ألقيها من النافذة (يهم بإلقائها) لا،
فإنهم يجدونها غدًا في الحديقة، إذًا ماذا أصنع بها؟ ها قد ظهرت أنوارهم
على الجبل، أين أضع هذه القبعة الملعونة؟ أضعها في هذه الغرفة.
(يفتح الغرفة التي دخلت إليها چاني فتصرخ چاني حين فتح
الباب.)
چاني
:
آه.
ريشار
(يقبض على ذراعها داخل الكواليس ويجرها إلى
المرسح)
:
من هذا.
چاني
:
أنا أنا، أستحلفك بالله أن لا تؤذيني.
ريشار
:
أنت هنا، أنت هنا، أي شيطان يردك إلي كلما حسبت أنني تخلصت منك؟ من أعادك
إلى هنا؟ تكلمي تكلمي.
چاني
:
مبراي، مبراي.
ريشار
:
مبراي! دائمًا مبراي، أين هو لأصب غضبي على رأس رجل لا على رأس
امرأة.
چاني
:
قد سار إلى لندن فعفوًا عنه وعني.
ريشار
(يغضب)
:
وماذا جرى؟
چاني
:
لقد أوقف المركبة (بخوف وحدة).
ريشار
:
وبعد، وبعد، قولي فقد كاد ينشق صدري.
چاني
:
وبعد ذلك تبارزا.
ريشار
:
والنتيجة.
چاني
:
مبراي قتل تومسون.
ريشار
:
ويل له.
چاني
:
عفوًا عفوًا.
ريشار
:
چاني، چاني اسمعي.
چاني
:
ها، ها، صوت مركبة.
ريشار
:
نعم وهي قادمة بزوجتي وأسرتها.
چاني
(بغضب عظيم)
:
زوجتك! وأنا من أنا إذًا.
ريشار
:
أنت. أنت ملاكي الشرير، أنت الهاوية التي ستبتلع كل آمالي، أنت الشيطان
الذي يدفعني إلى ارتكاب جناية.
چاني
:
آه يا إلهي.
ريشار
:
وليس الذنب ذنبي بل ذنبك لأنني سألتك الرضا بالطلاق فأبيت، سألتك السفر
من إنكلترا فلم تسافري.
چاني
:
الآن الآن أرضى أرضى بكل ما تريد.
ريشار
:
الآن قد فات الوقت.
چاني
(بحيرة وخوف)
:
فماذا تصنع إذًا؟
ريشار
:
لا أعلم وإنما صلي.
چاني
(بهول وذعر)
:
ريشار، ريشار ماذا تقول؟
(يسمع صوت أقدام من الخارج فيضع ريشار يده على
فمها.)
ريشار
:
اسكتي، ألا تسمعين صوت أقدامهم؟ آه، إنهم سيدخلون ويجدون امرأة عندي
فماذا أقول لهم؟ (يذهب ويقفل الباب، تذهب چاني
إلى النافذة أو البلكون وتنادي).
چاني
:
المعونة المعونة، إلي، إلي.
ريشار
:
اسمعي، يجب حين دخولهم أن لا يجدوك في هذا المكان.
چاني
(تجثو على ركبتيها)
:
ارحمني، ارحمني.
ريشار
:
رحمتك كثير فلم تنفع رحمتي.
چاني
(محاولة الاستغاثة)
:
المعونة … المعو … (فيسد ريشار فمها بيده ثم
يحملها بين ذراعيه وهو سادًّا فمها ويسير بها نحو البلكون فتغافله چاني
وتفلت رأسها منه وتصيح) المعونة … المعو … (فيعود ريشار ويتمكن من سد فمها وهي بين ذارعيه ثم
يقدمها من النافذة ثم يعود وهو أصفر اللون).
ريشار
:
أف، أف (يذهب ويفتح الباب).
المشهد الرابع
ريشار – المركيز سيلفا – المس ويلمور العروس – اللادي – ويلموري وهي كارولين
– وزير المالية – بعض المعارف والأصدقاء.
المركيز
:
عفوًا إذا كنا أزعجناك أيها السير ريشار فإن بابك كان مقفلًا.
ريشار
:
أهلًا وسهلًا، لا، لم أقفل الباب علي … وإنما لا أعلم كيف كان المفتاح في
الداخل.
المركيز
(مقدمًا له العروس)
:
المس ويلمور (ينحني ريشار لها) هل أنت
متألم يا سير ريشار، فإني أراك أصفر اللون.
ريشار
:
أنا أصفر؟ هذا أمر عرضي. تفضلوا واجلسوا فكل شيء معد لكم.
المركيز
:
قد تفضل سعادة الوزير، ورضي بأن يكون شاهدًا للعروس فهل لديك
شاهدك؟
ريشار
:
لسنا في حاجة إلى شهود، فلنوقع على صك الزواج.
(يخرج المركيز الصك ويعطي قلمًا إلى المس ويلمور فتوقع عليه
ثم يأخذه منها ويدفعه إلى ريشار فيأخذ ريشار القلم ليوقع عليه.)
المركيز
:
ما ليدك ترتجف يا سير ريشار؟
ريشار
:
يدي ترتجف؟ لا ولكنك أنت ترى ذلك.
(يهم السير ريشار بالتوقيع فيأخذ الورقة ويلتفت إلى جهة
المائدة التي سيكتب عليها فيرى مبراي واقفًا في الباب شاخصًا إليه.)
المشهد الخامس
المذكورون – مبراي
مبراي
(بهيئة رسمية وهو يرتجف)
:
ينقصك شاهد للزواج يا ريشار فها أنا ذا.
ريشار
:
سواء لدي أنت أم رجل سواك (بصوت
منخفض) إياك أن تلفظ كلمة.
المركيز
:
ماذا يريد هذا الرجل؟
مبراي
(بصوت منخفض)
:
لا تهدد بل اترك التهديد لي.
ريشار
:
وماذا تريد يا رجل؟
مبراي
:
اخفض صوتك.
ريشار
(بصوت عالٍ)
:
بأي حق تطلب هذا؟
مبراي
:
انظر إلى البلكون.
ريشار
(بصوت منخفض)
:
اخفض صوتك.
مبراي
:
يا قاتل، لقد شاهدت ما صنعت بها.
ريشار
:
وبعد؟
مبراي
:
أنت تعلم ماذا أقدر أن أصنع بكلمة واحدة.
ريشار
:
ولكنك لا تقولها.
مبراي
:
ولماذا؟
ريشار
:
لأنه لو لم يكن هنالك مانع يمنعك لقلتها.
مبراي
:
ريشار لا أسكت عنها إلا على شرط واحد.
ريشار
:
وما هو؟
مبراي
:
أن تعدل عن هذا الزواج، وتستعفي من مجلس العموم ثم تهجر لندن وتذهب معي
إلى مكان منفرد؛ أنت لتندم وأنا لأبكي.
ريشار
:
مبراي قلت لك إنه يوجد مانع سري يمنعك من كشف أمري إذ لولاه لما كنت أخرت
كشفه إلى الآن. ولذلك فأنا لا أخاف.
مبراي
:
أترفض إذا ما اقترحته عليك؟
ريشار
:
أرفض.
مبراي
:
رفضًا قطعيًّا.
(هنا يوقع ريشار على الصك ويناوله إلى المركيز.)
ريشار
:
وقع يا سيدي المركيز.
مبراي
(قابضًا على ذراع ريشار قبل أن يدفع الصك إلى
المركيز)
:
قف وعد إلى رشدك وإلا ندمت حين لا يجدي الندم.
ريشار
(للمركيز)
:
وقِّع يا سيدي (يدفع الصك
إليه).
مبراي
(بصوت عالٍ)
:
مركيز ديسيلفا، مركيز ديسيلفا.
المركيز
:
ما تريد؟
مبراي
:
أتذكر قرية دار لنكتون؟
المركيز
:
ماذا تقول؟
مبراي
:
أتذكر تلك الليلة التي وصلت فيها إلى هذه القرية وأنت تفتش على فتاة
مخطوفة؟
المركيز
:
الزم الصمت يا سيدي.
مبراي
:
لا تخف فإنني لا أذكر اسمها لأنني أحترمها. أتذكر أنها وضعت في تلك
القرية غلامًا؟
المركيز
:
وبعد؟
مبراي
:
إنك لم تشاهد أبا ذلك الولد أيها المركيز إلا برهة يسيرة ولكن ذلك كان
كافٍ لأنْ تعرفه … انظر إلي.
المركيز
:
أأنت هو؟
مبراي
:
نعم أنا هو.
المركيز
:
فأنت إذًا …؟
مبراي
:
الجلاد (مشيرًا إلى ريشار) وهذا ابني
(هنا تصرخ اللادي ويلمور يغمى
عليها).
ريشار
(بهياج عظيم)
:
أنت أبي؟ وكيف تثبت ذلك بل أي فخر لي بأن تكون أبي، وهل من دلائل الأبوة
أن تقف كل يوم في وجهي لمعاكسة أعمالي وتخيب آمالي؟ كلا أنا لا أعرفك يا
رجل، ولا أريد أن أعرفك.
مبراي
:
كان لي عليك أيها الشاب حق الاحترام لشعري الأبيض فقط أما الآن فصار لي
عليك حق الأبوة أيضًا فاخفض من كبريائك يا ريشار دار لنكتون الطامع المتكبر
واحترم حقي الطبيعي.
ريشار
(بغضب شديد)
:
ولكن إذا كنت أبي فأين أمي أين تلك المرأة الملعونة التي هجرتني منذ
ولادتي (تهجم اللادي ويلمور وتجثو أمام
ريشار).
اللادي
:
ريشار لا تلعني.
المس ويلمور
(وهي العروس)
:
ريشار أخي؟! (اضطراب عظيم في
المرسح).
مبراي
:
نعم هذه أمك، وهي أختك التي كادت تكون زوجتك (متلفتًا إلى الكواليس) وهذه زوجتك الحقيقية.
(يدخل رجلان أو ثلاثة حاملين چاني وهي ملفوفة في غطاء أبيض
والدم يقطر منها ويداها ورأسها متدلية تدلي الإغماء.)
أحد الحاضرين
:
زوجته؟
غيره
:
هل كان متزوجًا؟
چاني
(في سكرات الموت)
:
آه، إنني أموت.
ريشار
:
چاني، چاني، أحي فإنني أحبك.
چاني
(تفتح عينها وتحاول الجلوس فلم تقدر)
:
ريشار، هذا أنت؟ أتحبني، وزوجتك الجديدة؟
ريشار
:
هذه أختي لا زوجتي.
چاني
:
كيف؟
ريشار
:
أختي، أختي وليس لي من زوجة غيرك.
چاني
:
آه، هنيئًا لك وجدت أهلك، أما أنا فإني ذاهبة إلى أهلي. آه يا
أمي.
ريشار
:
چاني، هل تغفرين لي؟
چاني
:
آه قل لي أولًا، أصحيح أنك صرت تحبني.
ريشار
:
بدون شك.
چاني
:
إذًا أموت مستريحة راضية، غفر الله لك يا حبيبي (تضطرب وتموت).
أحد الحاضرين
:
هكذا فليكن حب الزوجين وطاعة النساء.
الوزير
:
ألنا عينٌ خفية تسهر على حرية الشعب.
رجل فصيح اللسان
:
ولكن قد تسقط في هذا السبيل (مشيرًا إلى جثة
چاني) ضحايا تتصدع لها القلوب.