السعلوكي في بلاد الأفريكي
«لا يُمكِن مهما قلتُ ومهما رغيت أن أصف لكم أفريكيا … ولا شيء يُمكِن أن يُطلِعك على أفريكيا أبدًا، لا الكتابة ولا الأفلام ولا التصاوير، وإنما شيءٌ واحد فقط هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك، هو أن تأخذ ذيلك في أسنانك وتجري على أفريكيا! فهو مَنظر لو فاتك — يا عبد الله — رؤيتُه، فأنت لم يُكتَب لك المرور على دنيا الناس!»
بأسلوبٍ ساخر يصل إلى حد المأساة، يروي لنا «محمود السعدني» رحلتَه الشائقة إلى بلاد أفريقيا؛ فيُحدِّثنا عن مظاهر الحياة الاجتماعية فيها، وخاصَّة ظاهرة الرقص التي تأخذ شكلًا مقدَّسًا، له قواعده ومواعيده المحدَّدة. ويروي لنا أيضًا عن الكثير من الشخصيات التي قابَلها في رحلته، مثل «الشيخ مهدي» الذي عاش في مصر عشرين عامًا ثم عاد إلى بلده غانا وروحُه عالقة بالمدَّة التي مكَثها في مصر. كما يُوغِل بنا المؤلِّف في التاريخ الاستعماري للقارة السمراء، فيحكي عن الكثير من البطولات التي سطَّرها الأفريقيون في سبيلِ حُرِّيتهم. هذا فضلًا عن مئات المواقف التي تعرَّض لها «السعدني» هناك، والتي لا تخلو من طَرافة.