خاتمة الكتاب
أودعت رسالتي اليوم إليك سطورًا قد كتبتها بدموع العين، وأنا بين حزنٍ على هؤلاء الشُّهداء، وخوفٍ من الرشيد أن يُعلمه بموضعي الرقباء؛ فيقطعني ما ينالني منه عن الاستصراخ إلى دعوتهم في خراسان وفارس، وسائر بلاد الخير واليُمْن؛ لأني علمت من بعض المقربين إليه أنَّه يطلبني طلبًا حثيثًا، وقد جعل لمن يأتيه بي مالًا جزيلًا، ورُبما كان هذا الكتاب آخر عهدي بمراسلتك بعد اليوم …
فإنَّك لتعلم أنَّ الدعوة التي قام بأعبائها أبو مسلم — رحمه الله — إنما كانت لذرية النبي ﷺ وهم أولاد الحسن والحسين — رضي الله عنهم — ولم يكن للعباسيين غرض في انضمامهم إليها إلا مُقارعة بني أمية في جملة مَن انضم إليها من أهل البيوتات، حتى إذا خدمهم السيف رأوا أن ينفردوا بالخلافة دُونهم، ويصرفوهم عنها بالحيلة التي كان يمزجها أبو جعفر باشتداده على العُمال وإرهاق الرَّعية في الخراج، حتى يوقع فيهم الفشل ويُقعِدهم عن الخروج عليه في دعوتهم، فكان عظماء الملة يرون ذلك منه، ولكنهم لم يرَوْا أن يحملوا الأمة على الخلاف ضنًّا بالنفوس الصالحة أن تسيل دماؤها في قتال المسلمين بالمسلمين، فثبتَ له الملك من هذا الوجه، لم ينازعه فيه إلا جماعات مُتفرقة من أهل الدعوة ومَن كان لا يضمهم الغرض إلى جامعة واحدة في جميع الأنحاء، فلم يَستطيعوا مُقاومته ولا بلغوا مِن غرضهم إلا أن جعلوا له سبيلًا إلى غلب جماعة منهم بعد جماعة، فلمَّا تغلَّب عليه حبُّ الولد فخلع ابن عمه عن ولاية العهد وصيرها للمهدي من بعده لم يكن في الناس إلا من ينغِّص ذلك عليه، فخاف الربيع أن تذهب الخلافة من ولده، وله في مصيرها إلى المهدي مصلحة لا تكون في دولة غيره من أهل البيت ولا من العباسيين أنفسهم؛ ففتق له عقله تلك الحيلة التي تَسَارَع أهلُ الحل والعقد إلى تنفيذها خوفًا من أبي جعفر لظنهم أنه حيٌّ لم يمت، فلما استوثق له الأمر استهلَّ خلافته باستمالة الناس بالإحسان والمعروف حتى لا تنفر منه قلوبهم ولا يظنوا به متابعة لسيرة أبيه، وأقام لهم ديوان المظالم ورفع عنهم ضرائب الخراج ووسَّع لهم أسباب المعاملة بعدما ضاقت نفوسُهم حتى استمالهم لغرضه وصاروا طوع يمينه، فلم يبقَ عليه بعد ذلك إلا أن يأمن خروج أهل الدعوة في جمع غير مُتفرق، فرأى أن يستميل إليه الحرم الآمن وهو الموضع الذي ينادى فيه بالحقوق المقدسة لأربابها من أهل البيت؛ ففرَّق في أهله الأموال الجسام؛ ووالى على عامتهم جزيل الإنعام، وجدَّد لهم بناء البيت الحرام وعهد إلى عظمائهم بالولايات والإمارات، وأجرى الأرزاق الواسعة على مَن استخدم في الجند من أولادهم كما علمتَ.
فلما آلتِ الخلافة إلى الهادي وصارت إرثًا في بيت أبي جعفر رأى البرامكةُ برأيهم الصائب أن ليس للعلويين بعد ذلك كله مطمع في المشرق بإزاء العباسيين الذين يستخدمون الحيلة من وراء السيف لقهر أخصامهم؛ فانصرفوا عن تدبير أمر الحرمين إلى تمهيد الطريق لخلافتهم في المغرب، وراموا تعظيم دولة الرشيد بضم المشرق كله إلى جناحه حتى ينصرف عن مُقارعة أهل البيت في إفريقية ويقنع بما دبَّروا له من السُّلطان العظيم الذي لم يكن مِثله لأحد من الخلفاء قبله، فكان بعض ما أشاروا به عليه لتعميم هذا السلطان أنْ يأخذ الرعية باللين والعَطف بعد أن أمَّنوه خروجهم في دعوة أهل البيت وبني أمية وغيرهم، فجرى على ما رسموه له من سياسة الرفق والحلم بُرهة من الزمان، ثم غلب عليه حبُّ الأثَرَة فرجع إلى الشدة، ونكَّل بمَن كان أحبَّ الناس إليه.
هذه هي دولة العباسيين التي أشرقت شروق الشمس في البهاء والعظمة، وإنها لتحتاج إلى رجال عقلاء يُديرون سياستها؛ لأنها لو سقطت على يد خليفة قليل الخبرة بأمور الملك ما قامت لها قائمة بعد ذلك، فاليوم أترك الإسلام بين رايات خُضْر وسود وبيض. فأمَّا العلويون؛ فإنهم حائزون أمر المغرب، وهم أهل سيف شديد الوطأة. وأما الأمويون؛ فإنهم يرتقبون الخلافة من وراء البحار، ويرُومون إعادة الملك الذي ذهب من أيديهم بغفلة صبيانهم في دمشق، والمسلمون في عُرْض ذلك يتمزقون بالفتن والشقاق، فإذا كان هذا حال الدَّولة من العظمة وهي مُتفرقة على أغراض لا تضمها إلى الوحدة فما الظن لو جمعتْها عصبية الدين إلى جامعة الإسلام؛ ففي المسلمين ملوك عِظام أَحسبهم ينتبهون إلى ما بهم من الانقسام؛ ويُقيمون على أساس الجامعة دولة تهتز لها دول الروم، والله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، لا إله إلا هو رب العرش العظيم.
الطبع | السنة | |
---|---|---|
(علوم الدين والشرع) | ||
الإتقان للسيوطي | المطبعة الأميرية | ١٢٨٧ |
الأحكام السلطانية للماوردي | بن | ١٨٥٣ |
رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين | المطبعة الأميرية | ١٢٨٦ |
مجمع الأنهر على ملتقى الأبحر لشيخ زاده | القسطنطينية | ١٢٧٦ |
شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك | المطبعة الأميرية | ١٢٧٩ |
كليات أبي البقاء | مصر | ١٢٨٧ |
ومطالعات في صحيح البخاري وتفسيري الزمخشري والبيضاوي | — | — |
(علم اللغة) | ||
صحاح الجوهري. المحيط للفيروزابادي. فقه اللغة للثعالبي | — | — |
(الممالك والبلدان) | ||
أحسن التقاسيم في معرفة البلدان والأقاليم للمقدسي | ليدن | ١٨٧٧ |
المسالك والممالك لابن حوقل | ليدن | ١٨٧٢ |
الرحلة (إلى المشرق) لابن جبير | ليدن | ١٨٥٢ |
معجم البلدان لياقوت | ليبسيك | ١٨٦٦ |
تقويم البلدان لأبي الفداء | باريس | ١٨٤٠ |
المسالك والممالك لابن خرداذبة | باريس | ١٨٦٥ |
الفيض المديد في النيل السعيد لأحمد المنوفي | باريس | ١٨٣٧ |
مسالك الممالك للإصطخري | ليدن | ١٨٧٠ |
الخطط والآثار للمقريزي | المطبعة الأميرية | ١٢٧٠ |
آثار مصرلعبد اللطيف | توبنك | ١٧٨٩ |
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي | رومية | — |
تحفة النظار في عجائب الأسفار لابن بطوطة | باريس | ١٨٥٣ |
أخبار العباد وآثار البلاد للقزويني | غوتنغين | ١٨٤٨ |
جواهر البحور ووقائع الدهور لإبراهيم بن وصيف شاه | خط | — |
نشق الآثار في عجائب الأقطار لمحمد بن إياس | خط | — |
(السير والأخبار وأيام الناس) | ||
الكامل لابن الأثير | المطبعة الأميرية | ١٢٩٠ |
تاريخ الملوك وأعمارهم للطبري | ليدن | ١٨٨٠ |
ديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون | المطبعة الأميرية | ١٢٨٤ |
تاريخ أبي الفداء | القسطنطينية | ١٢٨٦ |
الآداب السلطانية والدول الإسلامية للفخري | غريفزولد | ١٨٥٨ |
مروج الذهب للمَسعودي | المطبعة الأميرية | ١٢٨٣ |
نفح الطيب في غُصن الأندلس الرطيب للمقَّري | المطبعة الأميرية | ١٢٧٩ |
وفيات الأعيان لابن خِلِّكان | المطبعة الأميرية | ١٢٧٥ |
تاريخ الدول لأبي الفرج الملطي | أكسفود | ١٦٦٣ |
أخبار الدول والإسلام (الخميس) | المطبعة الأميرية | — |
تاريخ الخلفاء للسيوطي | خط | — |
الأنس الجليل في تاريخ المقدس والخليل للسيوطي | مصر | ١٢٨٣ |
حُسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي | مصر طبع حجر | — |
النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لأبي المحاسن | ليدن | ١٨٥١ |
إعلام الناس فيما وقع للبرامكة مع بني العباس للأتليدي | المطبعة الأميرية | ١٢٨٠ |
فتوح الشام للواقدي | خط | — |
آثار الأول للقرماني | المطبعة الأميرية | ١٢٩٠ |
فوات الوفيات لمحمد بن شاكر | المطبعة الأميرية | ١٧٨٢ |
العقد الفريد لابن عبد ربه | المطبعة الأميرية | ١٢٨٣ |
المونس في أخبار إفريقية وتونس لابن أبي دينار | تونس | ١٢٨٦ |
قضاة الشام لشرف الدين الأنصاري | خط | — |
لطائف الأخبار الأول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول للإسحاقي | مصر | ١٣٠٠ |
تحفة الناظرين فيمن ولي مصر من السلاطين للشرقاوي | — | — |
مطالعات في ابن الوردي والأزرقي | مصر | ١٣٠٠ |
(العلوم الأدبية) | ||
الفهرست لأبي يعقوب الوراق: | ||
حاجي خليفة. كشف الظنون عن العلوم والفنون | لندن | ١٨٦٣ |
الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني | المطبعة الأميرية | ١٢٨٥ |
المقدمة لابن خلدون | بيروت | ١٨٧٩ |
المثل السائر لابن الأثير | المطبعة الأميرية | — |
أدب الدنيا والدين للماوردي | القسطنطينية | ١٢٩٩ |
حياة الحيوان للدميري | المطبعة الأميرية | ١٢٧٥ |
عجائب المخلوقات للقزويني | كوتنكن | ١٨٤٩ |
خزانة الأدب لابن حجة | المطبعة الأميرية | ١٢٩١ |
مقامات الحريري | بيروت | — |
مجمع الأمثال للميداني | المطبعة الأميرية | ١٢٨٤ |
قلائد العقيان للفتح بن خاقان | باريس | ١٢٧٧ |
المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي | المطبعة الأميرية | ١٢٧٩ |
نهج البلاغة للإمام علي كرم الله وجهه | حجر | — |
طبقات الشعراء لأبي عبيدة | خط | — |
شرح لامية ابن الوردي للقناوي | مصر | ١٢٧٨ |
سراج الملوك للطرطوشي | المطبعة الأميرية | ١٢٧٩ |
الطبقات الكبرى للشعراني | المطبعة الأميرية | ١٢٨٦ |
مختصر كتاب الخراج لقدامة بن جعفر | باريس | ١٢٦٢ |
الكنز المدفون والفلك المشحون للسيوطي | المطبعة الأميرية | ١٢٨٨ |
شرح مقامات الحريري للشريشي | المطبعة الأميرية | ١٢٨٤ |
الكشكول لبهاء الدين العاملي | خط | — |
يتيمة الدهر في شعراء أهل العصر للثعالبي | دمشق | — |
زهر الآداب وثمر الألباب بهامش العقد الفريد للحصري | — | — |
غرر النصائح الواضحة للوطواط | المطبعة الأميرية | ١٢٨٤ |
سرح العيون لرسالة ابن زيدون لابن نباتة المصري | خط | — |
تزيين الأسواق في أحوال العشاق لداود بن عمر | المطبعة الأميرية | ١٢٩١ |
فاكهة الخلفاء لابن عمر شاه | الموصل | ١٢٦٩ |
كتاب ألف ليلة وليلة | المطبعة الأميرية | ١٢٥١ |
نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار للشبلنجي | المطبعة الأميرية | ١٢٩٠ |
كليلة ودمنة لابن المقفع | باريس | — |
حلية الكميت لشمس الدين النواجي | المطبعة الأميرية | — |
الموازنة بين أبي تمام والبُحتري | القسطنطينية | ١٢٨٧ |
مُطالعات في لطائف العرب، وربيع الأبرار للزمخشري، وغير ذلك | — | — |