المؤهِّلات التعليمية المطلوبة للعمل في مجال تصميم الأزياء
أنا لا أُصمم ملابس؛ وإنما أصمم أحلامًا.
(١) اختيار برنامج جامعي مناسب
إنَّ تصميم الأزياء أكثر من مجرَّد تقديم عروض أزياء مُبهِرة واختيار ملابس للمشاهير؛ فهو يَتطلَّب فهمًا عميقًا لهيكل عملية التصميم وتقنياتها وأشكالها وأبعادها، وكذلك معرفة الجوانب التجارية وسلوك المُستهلِك. صحيح أن بعضًا من أشهَر وأنجح مُصمِّمي الأزياء لم يتلقَّوا تعليمًا نظاميًّا مُتعلِّقًا بتصميم الأزياء، لكنهم رغم ذلك طرَحوا مجموعة الأزياء لديهم لأنهم كانت لديهم فكرة مُبتكَرة أو قدَّموا مُنتَجًا لم يكن موجودًا في السوق. غير أن هذا هو الاستثناء لا القاعدة؛ إذ إنه لا يزال من المهم جدًّا أن تتلقَّى تعليمًا؛ لأن مُصمِّم الأزياء من المفترض بوجه عام أن يحصل على شهادة جامعية في تصميم الأزياء لتُتاح له فرصة العمل في هذا المجال. ومعظم أرباب العمل يَبحثون عن أفراد حاصلين على الأقل على شهادة جامعية تُوثِّق دراستهم لتصميم الأزياء لمدة أربع سنوات. ومن خلال الحصول على شهادة جامعية، فإنك لن يكون بإمكانك فقط أن تُسوِّق لنفسك بنحوٍ أفضل أمام المديرين المُكلَّفين بالتوظيف وحسب؛ وإنما ستتعلَّم كذلك خبايا المهنة وهو ما سيُعِدك لوظيفتك المُستقبَلية كمُصمِّم أزياء.
ويستطيع أولئك الذين يُخططون لطرح مجموعتهم الخاصة يومًا ما أن يستفيدوا من الحصول على درجة جامعية تتخصَّص في تصميم الأزياء والتسويق لها أو درجة مُتخصِّصة في مجال الأعمال التجارية، مثل إدارة الأعمال. ونظرًا لأن الإلمام بإدارة الأعمال هو جزء أساسي من كونك مُصمِّم أزياء ناجحًا، فمن الجيد أن تُكمِل دراستك لتصميم الأزياء بموادَّ مُتمركِزة حول إدارة الأعمال؛ مثل مبادئ العمل التجاري والتسويق والتَّرويج في مجال الموضة والأزياء.
(٢) التعليم الجامعي
تُدرِّب برامج تصميم الأزياء الطلاب على أساسيات التصميم وتُعلِّمهم ابتكار الأزياء من وجهة نظر عالَمية. إن اختيار برنامج تعليمي لدراستك الجامعية عملية شخصية تتضمَّن مجموعةً من العوامل، من بينها: المكان، والمُستوى التصنيفي للبرنامج التعليمي، ودرجة الاعتماد، والبرنامج التدريبي، والخريجون من المُصمِّمين المشاهير، ونِسَب التوظيف.
توجد درجتان جامعيتان أساسيتان مُتاحتان لبرامج تصميم الأزياء؛ ألا وهما: دبلوم العلوم التطبيقية، وبكالوريوس الفنون الجميلة. وتَستغرق الدراسة للحصول على دبلوم العلوم التطبيقية عامَين، يتدرَّب خلالهما الطلاب على أساسيات تقنيات التصميم ومهارات التصميم الفني؛ مثل التفصيل والحياكة. وبالحصول على درجة الدبلوم في العلوم التطبيقية، يستطيع الطالبُ اكتساب نظرةٍ مُتعمِّقة ومعرفة واسعة وفهمٍ شامل لتصميم الأزياء وعملية التصنيع، بدايةً من تكوين الفكرة وحتى وضع اللمسات الأخيرة لإتمام المُنتج. وتَشتمل المواد النموذجية على أساسيات تصميم الأزياء والمنسوجات وتقنيات تصنيع الملابس ورسم الرسومات الأولية والتفصيل على المانيكانات وتدريج الباترونات وتاريخ الموضة. وتُقدِّم بعض الجامعات ومعاهد تصميم الأزياء برامج دبلومات للدراسة بالخارج تَتضمَّن الدراسة لمدة عام واحد — من عامَي الدراسة — في كليات باريس أو ميلانو أو ما شابه من عواصم الموضة.
وتتطلب عملية التقديم للحصول على دبلوم العلوم التطبيقية ملءَ استمارة (والتي تكون متاحةً عادةً عبر شبكة الإنترنت) ورسومًا بسيطة وسجلًّا دراسيًّا رسميًّا للمرحلة الثانوية ومقالًا ومشروعًا دراسيًّا إبداعيًّا يختلف من مؤسسة لأخرى. وعادةً سيتعيَّن على الطلاب الأجانب، الذين يَودُّون الالتحاق بمعهد أو كلية في الولايات المتحدة، تقديم سجلاتهم الدراسية إلى مؤسسة خدمات التعليم العالَمية لكي تُراجَع. تَستعرض هذه المؤسسة السجلات الدراسية وتُعِدُّ تقريرًا تقييميًّا لترسله إلى المؤسسة التعليمية التي يرغب الطالب في الالتحاق بها. وهذا التقرير يُسهِّل على المؤسسات التعليمية الأمريكية تحليل السجلِّ الدراسي للطلاب وذلك لضمان استيفاء الطالب للشروط المطلوبة. وربما يَتعيَّن على الطلاب اجتياز اختبار التوفل (أو اختبار اللغة الإنجليزية كلُغة أجنبية)، إذا لم تكن اللغة الإنجليزية لغتَهم الأم.
وسواء أكنتَ حاصلًا بالفعل على دبلوم العلوم التطبيقية ولديك رغبة في مُواصَلة دراستك أم أنك ترغَب في الحصول على درجة البكالوريوس، فإن الحصول على درجة بكالوريوس الفنون الجميلة في مجال تصميم الأزياء سيُعِدُّك للعمل بأرفع الوظائف في مجال الأزياء. وتَستغرِق الدراسة للحصول على هذه الدرجة أربعَ سنوات وتُوفِّر موادَّ أشمل فيما يَتعلق بدراسة تصميم الأزياء، بالإضافة إلى المواد الخاصة بالفنون الحرة (أو التعليم الأساسي)؛ مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات. وقد تَشتمل المواد على رسم التصميمات ونظرية اللون والتصميم بمساعدة الكمبيوتر، وإعداد سجلات التصميمات، وتقنيات الأزياء وتطوير الملابس وتصميم الأزياء باعتباره مشروعًا تجاريًّا، والمستوى المتقدم من وضع الرسومات الأولية للتصميم. وتتَّسم البيئة الدراسية هنا بصعوبة أكبر؛ مما يَسمح بمزيد من التدقيق فيما يتعلَّق بالألوان والتقنيات وعملية التصميم.
ويَتمثَّل وجه الاختلاف — الذي يُميِّز عملية التقديم للالتحاق بكليات تصميم الأزياء عن تلك الخاصة بمعظم برامج التعليم الجامعي الأخرى — في أنَّ طلاب تلك الكليات يتعيَّن عليهم تقديم سجلِّ تصميمات. وتُوفِّر معظم الكليات معايير للتقديم الصحيح لسجلات التصميمات. وبغضِّ النظر عن الكلية التي تُقرِّر الالتحاق بها، فلعلَّك ترغب في إلقاء نظرة على عروض المِنَح الدراسية وشروط الحصول على الإعانات المالية. هذا، وتختلف السياسات والإجراءات وعملية التقديم من مكان لآخر؛ لذا تَواصَل مباشرةً مع الكلية للحصول على المزيد من المعلومات. ويُمكنك أيضًا أن تُقرِّر حضور المحاضرات فعليًّا داخل الحرم الجامعي، أو افتراضيًّا عبر شبكة الإنترنت، أو مزجيًّا من الاثنين.
كيف اخترت الجامعة التي تعلمت فيها تصميم الأزياء؟
حصلتُ على منحة دراسية بالكلية التي التحقتُ بها. لم تكن الخيار الأفضل بالنسبة إليَّ؛ ولكنها كانت تعني أيضًا أنني لن أُضطرَّ إلى الحصول على قروضٍ دراسية.
اختر كُلِّيتك بعناية! حين انتهيتُ من المرحلة الثانوية عرفتُ أنني أرغب في دراسة تصميم الأزياء، إلا أنني لم يكن لديَّ أصدقاء أو معارف في ذلك المجال يُمكنهم اقتراح كلية مناسبة عليَّ. الآن، يُمكنني القول إنَّني تمنَّيتُ لو أُتيح ليَ المزيد من المعلومات من شخص يَعرف أسرار المجال. أظنُّ أنني اخترتُ لنفسي الطريق الخطأ، ألا وهو برنامج جامعي تقليدي في فلورنسا، إيطاليا؛ حيث أعيش. كان كل شيء نظريًّا جدًّا، ولم يكن لدينا معامل لإعداد الباترونات. تخرَّجتُ بأعلى التقديرات، ولكن عندما شرعتُ في إرسال سيرتي الذاتية إلى شركات تصميم الأزياء، لم يتعرَّف أحد على شهادتي الدراسية، واضطُررتُ إلى بذلِ جهد مُضاعف لأَحصُل على تدريبٍ مهني. وتخرَّجتُ حتى دون أن أعرف ما هي لوحة تجميع الأفكار، وكان من الصعب عليَّ حقًّا أن أبدأ مشواري المهني. الشيء الوحيد الذي كنتُ سأُغيِّره لو أُتيحَت لي الدراسة مرةً أخرى هو اختيار كلية مرموقة ذات صلة وثيقة بشركات الأزياء.
خلال عامي الأخير بالمرحلة الثانوية، قُبلتُ في برنامج تصميم الأزياء بجامعة كينت، وكنت أنتظر ردَّ برنامج تصميم الأزياء بجامعة سينسيناتي. ولم أكن قد سمعتُ قط عن كلية سافانا للفنون والتصميم حتى حدَّثني عنها أحد أصدقاء الأسرة. أجريتُ بحثي وجاء تقييم برنامجها لتصميم الأزياء في أعلى تصنيف. وأثناء عطلة الربيع، زُرتُ الكلية وشعرت أنني وقعتُ في حبِّها وحب المدينة. عرفت حينها أنه مُقدَّر لي الالتحاق بهذه الكلية. كنتُ قد تقدَّمت للالتحاق بها قبل زيارتي ببضعة أسابيع، وتلقَّيتُ مُكالمةً هاتفية تُعلن قبولي بها بعد عودتي ببضعة أيام. لم أتخيَّل قطُّ أنني سأحظى بفرصة للقَبول هناك، ولا سيما بعد فشلي في الالتحاق بجامعة سينسيناتي، إلا أن هذا أثبت لي أنه لا يُغلَق بابٌ أمامك إلا ويُفتَح آخر، ومنذ ذلك الحين لم أَلتفِت ورائي قط.
حصلتُ على درجة البكالوريوس في التصميم الصناعي من جامعة بوليتكنيكو في ميلانو. عندما اخترتُ مجال دراستي، لم أَكُن واثقةً تمامًا من مسار حياتي المهنية. لطالما كان عالَم الأزياء بوجهٍ عام ومَلبوسات القَدم بوجهٍ خاصٍّ شغفي الأول وشُغلي الشاغل، ولكني لم أُقرِّر تكريس نفسي بكل طاقتي للأزياء، وبخاصة للإكسسوارات، إلا أثناء السنة النهائية لدراستي. وأعتقد أن جامعة بوليتكنيكو قد أسَّسَتني لأُحقِّق التطور على المستوى المهني.
تلعب بضعة عوامل رئيسية دورًا فعَّالًا عند تحديد أي جامعة ستَلتحِق بها. هل هذه الجامعة تُقدِّم برنامجًا قويًّا لتصميم الأزياء؟ هل هي مُتنوِّعة الكليات بحيث يُمكنني مقابلة أشخاص من جميع مناحي الحياة؟ وهل سأُواجِه تحديًا فيها على مستوى كلٍّ من عالم التصميم والعالم الأكاديمي؟ بحثتُ وزرتُ الكثير من الكليات؛ كليات تصميم الأزياء وكليات الفنون الحرة التي تُقدِّم برامج تصميم أزياء. كنتُ بحاجة إلى دراسة مواد تصقل اهتماماتي الأخرى بالإضافة إلى مواد الفنون الجميلة والمواد الإجبارية لدراسة تصميم الأزياء. وانتهى بي الحال باختيار جامعة سيراكيوز بسبب برنامجها الأكاديمي القوي وكذلك اهتمامها بالفنون.
أنا من كوريا الجنوبية، وعندما قرَّرتُ دراسة تصميم الأزياء، عرفتُ على الفور أن عليَّ استكمال دراستي بنيويورك. وعندما شرعتُ في البحث عن كلية مناسبة، عرفتُ أن برنامج بكالوريوس الفنون الجميلة بكلية بارسونز يُوفِّر موادَّ مُكثَّفةً عن تطوير الأفكار التصميمية، ووجدتُ أيضًا أن أبرز الخرِّيجين من الكلية هم قُدوتي في المجال. وقررتُ أن أحذو حذوهم. سجَّلتُ بالكلية ووجدت التجربة شديدةَ التنافُسية، وهو ما مكَّنَني من معرفة الكثير من أساتذتي وزملائي بالدراسة. ورغم ذلك، لم أشكُ قطُّ من قدر التنافُسية التي تتمتَّع بها كليتي؛ لأن هذا الأمر أعَدَّني للعالم الواقعي.
إنَّ تحديد الجامعة التي ستَلتحِق بها عملية مُرهِقة. لقد اتبعتُ إحساسي الداخلي. كان مهمًّا بالنسبة إليَّ أن أوجد في قلب صناعة الموضة، وكنتُ أعرف أنَّ وجهتي الأخيرة ستكون نيويورك أو باريس أو ميلانو أو لندن. ونظرًا لأنني كنتُ أعيش بالفعل في لندن وكنتُ قد انتهيتُ توًّا من تدريبي المهني على التفصيل في شارع سافيل رو، قرَّرتُ أن أنتقل وأستكشف بيئةً مختلفة. لم أكن واثقًا من انتقالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد ساعات من البحث، كنتُ أصل دومًا بنحو أو آخر إلى موقع كلية بارسونز لتصميم الأزياء وأدركت أنها إشارة؛ ولذا قدَّمتُ للالتحاق بها. وبعد مرور بضعة أشهر، تلقَّيتُ خطابَ القبول وبدأتُ الرحلة.
نظرًا لوجود جامعة واحدة فقط في المملكة المتحدة تُقدِّم درجةً علمية في تصميم ملبوسات القدم في ذلك الوقت، كان القرار سهلًا. أما الآن، فتُوجَد جامعتان. كان المهم بالنسبة إليَّ هو عدد الخرِّيجين الذين سيَحصُلون على وظيفة بعد ذلك. وكان حامِلو شهادتي يَحظون بمُعدَّل توظيف مُمتاز، وتلقَّيتُ عرضَي عمل قبل تخرُّجي في الجامعة.
ثمَّة وجهان للسبب الذي جعَلني أختار الجامعة الأمريكية في لندن لدراسة تصميم الأزياء. أولًا: كانت الجامعة موجودةً وسط منطقة ويست إند، بالقُرب من مراكز تجارة الملابس ومتاجر المُصمِّمين ومكان عرض حفل أسبوع الموضة في لندن. وثانيًا: أتاح لي النظام المرن للدراسة الأمريكية اختيار المواد التي رغبتُ في دراستها. وكان لهذا أهمية خاصة في ذلك الوقت؛ لأنها كانت واحدةً من الجامعات القلائل التي تُقدِّم موادَّ دراسيةً خاصة بالمُمارسات التجارية والترويج في مجال تصميم الأزياء. واخترتُ عدَّة مواد من هذه المواد لإكمال برنامجي الدراسي للحصول على درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء. ومع وضع أن شركتَي كالفن كلاين ورالف لورين كانتا مُهيمنتَين على السوق في ذلك الوقت، في الاعتبار؛ فقد كان من المُهمِّ أن أعرف كيف يتوسَّع المُصمِّمون الأمريكيون في الدول الأخرى.
اعتمد قراري فيما يتعلَّق باختيار الجامعة التي سأَدرس بها على سُمعة الجامعة والأجواء بداخلها. ثم بحثتُ عن نوعية برنامج تصميم الأزياء التي تُقدِّمها. وأخيرًا، تمعَّنتُ في خبرة الأساتذة والشركات التي تقدم التدريب المهني وكذلك نوعية فرص العمل المُتاحة بعد الانتهاء من دراستي.
كنتُ أشاهِد في صِغَري المُلصَقات الترويجية وإعلانات المجلات عن معهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك؛ ولذا، تمنَّيتُ قَبولي للدراسة فيه، وبمجرد أن قُبِلت لم أُفكِّر قط في الالتحاق بمكان آخر؛ فبالنسبة إليَّ، كان المعهد «رفيع المستوى». ونظرًا لأنها جِهةٌ مُعترَف بها في مختلف أنحاء العالم؛ فقد أدركتُ أن وجود اسمه في سيرتي الذاتية سيكون ميزةً ترويجيةً لي.
بعد انتهائي من المرحلة الثانوية في المملكة المتحدة، واصلتُ دراستي للحصول على الشهادة المهنية الوطنية العامة في الفنون والتصميم من جامعة ويست هيرتس، واتفورد، المملكة المتحدة. كانت مدَّة الدراسة عامين؛ خلال العام الأول درستُ جميع مجالات الفنون والتصميم، ثم في العام الثاني والأخير كان عليَّ التخصُّص في واحد من هذه المجالات. كنت محتارًا بين الفنون الجميلة وتصميم الأزياء، وبعد مُناقَشة الأمر باستفاضة مع أساتذتي، وبعد أن تلقَّيتُ الكثير من التشجيع منهم، اخترتُ أن أتخصَّص في تصميم الأزياء وسلك هذا الطريق. كانوا يُثنون على جامعة نورثامبتون؛ ولذا قررتُ زيارتها بمجرَّد أن وصلتُ إلى مرحلة البحث عن جامعة أُخرى للالتحاق بها. قررتُ أن أَلتحِق بهذه الجامعة؛ لأنَّ بها برنامجًا إبداعيًّا يُعلِّم كيفية تصنيع الملابس وكذلك رسم مخطَّطات الأجسام البشرية ورسم الأزياء وتصوير عروض الأزياء والتسويق وتاريخ الأزياء. استغرقَتِ الدِّراسة ثلاث سنوات، وبينما كنت أُنهي عامي الأول، رأيتُ أوائل الخرِّيجين يَعرضون أزياءهم في أسبوع الموضة للخرِّيجين في لندن. وفي أثناء دراستي، فزتُ بجائزة سجلِّ العام لتصميمات الأزياء وكنتُ واحدًا من العَشرة المُشتركين في الدور النهائي لمسابقة تصميم الأزياء التي تَرعاها دار أزياء داكس، وكنت جزءًا من فريق التصميم الذي فاز في مسابقة برعاية شركة مرسيدس بنز.
التحقتُ بجامعة سينسيناتي للحصول على بكالوريوس علوم التصميم الصناعي. لم أَكُن واثقةً مما كنتُ أرغب في القيام به في البداية؛ ولكني كنتُ أُحب تصميم الأزياء ورغبتُ في الحصول على قسطٍ أكبرَ من التعليم التِّقني. وأظنُّ أن التصميم الصناعي يُركِّز بدرجة كبيرة على مُساعدتكَ في مزجِ التَّصميم الفني للمُنتجات بتصميم الأزياء. هكذا اكتشفتُ حبِّي لتصميم ملبوسات القدم؛ الأمر الذي قادني إلى ما أنا عليه الآن.
لطالما كان لديَّ شغفٌ بالإبداع، وخلال دراستي بالمرحلة الثانوية، كنتُ مُغرَمةً دومًا بمدينة نيويورك. وبقدرٍ يسيرٍ من البحث عن الذات، اكتشفتُ أن معهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك هو المكان المناسب لأزيد ذلك الشغف.
اخترتُ الالتحاق بكلية جولدسميث، جامعة لندن؛ لأنَّ برنامج بكالوريوس التصميم لديهم لا يَدرُس التصميم في مجال الأزياء فقط وإنما في العديد من المجالات الأخرى. جعلني البرنامج أكتسب المهارات الضرورية لفهم أيِّ ملخص لمشروع تصميمي، وشجَّعني على اتِّباع نهجٍ فكريٍّ للتصميم؛ مما أَبرز حقيقة أن المُصمِّم العظيم لا بد أن يكون مُفكِّرًا عظيمًا. وأتاحت لي الدراسة فرصةَ تجربة وسائل ومواد مختلفة بنفْس القدر الذي أتاحت لي به المشاركة في عملية الإبداع. ولقد اخترتُ هذا البرنامج أيضًا لأنه يَضمن لك التعيين في وظائف داخل المجال ويُوفِّر نظرةً ثاقبة على الجانب الفني من التصميم.
كان الشرط الأساسي بالنسبة إليَّ هو أن تكون الجامعة في واحدٍ من المراكز الكُبرى للموضة في العالم. على أيِّ حال، إذا كنتَ راغبًا في تلقِّي أفضل تعليم في مجال تصميم الأزياء؛ فمن المثالي أن تُحيط نفسك بأفضل الأشخاص. ونظرًا لأنني عشتُ معظم حياتي في مدينة نيويورك؛ فقد كانت كلية بارسونز لتصميم الأزياء اختيارًا واضحًا ومُبكِّرًا؛ ذلك إلى جانب معهد تكنولوجيا الأزياء. بالإضافة إلى ذلك، كانت لديَّ رغبةٌ قوية للالتحاق بكلية سنترال سانت مارتينز في لندن؛ لأن الكثير من المُصمِّمين المُفضَّلين لي تخرَّجوا فيها. في الواقع، انتهى بيَ الحال بالتقدُّم والالتحاق بكلية أوتيس للفنون والتصميم بكاليفورنيا بسبب توصيات قوية من جانب مُعلميَّ بالمرحلة الثانوية، ولأنَّني تلقَّيتُ منحةً دراسية كاملة. ورغم ذلك، لم أمكُث طويلًا في كاليفورنيا؛ لأن قلبي ظلَّ مُعلَّقًا بمدينة نيويورك، ولأنَّني عجزت عن العثور على مصدر إلهام لي من تجربتي هناك؛ لذا، عُدت أدراجي إلى مدينة نيويورك وانتهى بيَ الحال بقَبولي بكلية بارسونز. يَتطلب أن تصير مُصمِّمًا ناجحًا في هذا المجال ما هو أكثر من مجرَّد التعلم في منشأة تعليمية مرموقة؛ فبمرور الوقت لاحظتُ أن من نجحوا في الاستمرار في هذا المجال المُنهِك ليسوا أشخاصًا اكتسبوا مجموعة من المهارات الجيدة من خلال دراستهم وحسب، وإنما أيضًا هم أشخاص مُستعدُّون للعمل بكدٍّ، ومُنفتِحون على التعلم، ولديهم مواهب إبداعية فذَّة.
بعد انتهاء المرحلة الثانوية، اخترتُ الالتحاق بمدرسة ترافاجين للأزياء. كانت أقدم مدرسة أزياء في مدينة نيويورك وأُدمِجَت مع مدرسة وود-توبي كوبرن بعد أن تخرجتُ بفترة طويلة. أنا لم أكن مُضطَرةً لدراسة برنامج فنون حرة؛ لأن المدرسة كانت ملتزمة بمُساعدتِنا على فَهمِ الفن والجانب التجاري فهمًا كاملًا؛ فكل يوم، وطوال اليوم بأكمله، كنتُ أفصل القماش على المانيكانات أو أُعدُّ الباترونات من الصفر وأُصمِّم الملابس. وكان هناك يومٌ أو يومان في الأسبوع مُخصَّصَين لكل بند من البندَين السابقين. جيفري بين وآن كلاين وجيمس جالانوس جميعهم خرِّيجو مدرسة ترافاجين. كنت في الأساس أدرس برنامج تصميم الأزياء، ولكن بعد عامَين ونصف من تخرُّجي، لاحظت أن جميع الشركات ترغب في الاطلاع على شهادة جامعية، ولهذا قرَّرتُ أن أَلتحِق بمعهد تكنولوجيا الأزياء لتعلُّم إعداد الباترونات.
بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، كنتُ أعرف أن وجهتي هي مجال الأزياء. وقررت الالتحاق بجامعة سان دييجو وأثناء إتمام تعليمي العام، أدركت أنني بصرف النظر عن المهمَّة التي أُكلف بها في محاضراتي، كنتُ أجد نفسي دومًا أقحم الأزياء فيها. حينئذ أدركت أنني ينبغي عليَّ السعي من أجل تحقيق أحلامي؛ فجمعتُ معلومات حول معهد تصميم وتسويق الأزياء وقرَّرتُ أن هذا هو المكان المناسب لي. السبب الرئيسي الذي جعلني أختار هذا المعهد هو العلاقات الرائعة التي تربطه بالمجال، ولأنه في قلب صناعة الموضة بلوس أنجلوس. ومضيت قدمًا لأكون واحدًا من عشرة مُصمِّمين وقع عليهم الاختيار لتقديم مجموعة ملابس نسائية في عرض أزياء ديبيو السنوي الخاص بالمعهد، وأنا في غاية السعادة لكوني كنتُ جزءًا من أسرة هذا المعهد.
قررتُ أنا وأمي القيام بجولة لزيارة جميع الكليات التي كنتُ مُهتمَّةً بها، ولكن ما إن وطئَت قدمي حرم معهد برات حتى عرفتُ أنني وقعتُ في حب هذا المكان. كانت الحشائش الخضراء والحرم الجامعي المحاط بالبوابات وسط منطقة فورت جرين بحيِّ بروكلين، أشبه بالعثور على جوهرة من الماس وسط الحَصى. في ذلك الوقت، كان معهد برات في حالة سيئة للغاية، ولم يكن قد جرى ترميمه وإعادة بنائه، إلا أنه لا يزال بإمكاني أن أرى جماله. لقد راق لي شيء في الفخامة العجيبة للطوب الأحمر المُتصدِّع المُترَب بالإضافة إلى التماثيل المعدنية البارزة من الأرض. لقد كنتُ مهتمَّة بتاريخ مدينة نيويورك وأدركتُ رغبتي في الالتحاق بإحدى الكليات هناك.
شيء واحد كنتُ متأكدةً منه أثناء اختياري لدراسة تصميم الأزياء، هو أنني كنتُ راغبةً في أن أكون بالقُرب من منطقة ويست إند بلندن، ولكن ليس بالضرورة وسطها تحديدًا. حظيَت مدرسة هارو للفن والتصميم، التي صارت الآن جزءًا من جامعة ويستمنستر، بسمعة طيبة بوجود أفضل الكوادر ضمن هيئة التدريس. لقد اشتركتُ في أحد المشاريع وتلقَّيتُ تقييمًا من مُصمِّم الأزياء الشهير، جون جاليانو. أحببتُ حقيقة أن الكلية يَفصلها عن وسط لندن محطة مترو واحدة، كما أنها في منطقة ذات تاريخ ثري. كان العام الأول مهمًّا للغاية، مع التركيز على رسم مخطَّطات الأجسام البشرية وتعلُّم الأساسيات الخاصة بالأَقمشة والمنسوجات وكذلك تقنيات التصنيع الأولية. وجاء العام الثاني ليُركز على نظرية اللون وتقنيات طباعة تصميمات الدرابيه والمنسوجات اليدوية، ووضع تصميمات للجنسين، وكذلك قص الباترونات. خلال إجازة الصيف لعامي الثاني، تعيَّن عليَّ الالتحاق بتدريب مهني لمدة ثلاثة أشهر. وركز العام الأخير بدرجة كبيرة على تنمية الحس الجمالي والرؤية الشخصية. وكان أحد الشروط النهائية للتخرُّج هو كتابة أطروحة من ألف كلمة بالإضافة إلى تقديم مجموعة ختامية تتكوَّن من ٦ إلى ٨ أطقم ملابس جاهزة، بالتصميمات الكاملة والباترونات الجاهزة والتصنيع المكتمل. لقد كانت تجربةً رائعة!
اخترتُ كليةً للتصميم الصناعي بدلًا من كلية لتصميم الأزياء؛ لأنَّني رأيتُ أن التمتُّع بمهارات صناعية قد يُمكِّنك من تصميم كل شيء، بدايةً من الموقد وحتى الطائرة! اخترت تصميم الإكسسوارات وحقائب اليد الخاصة؛ لأن الحقائب عملية وقد تلعب دورًا في إبراز التصميم من خلال ابتكار أشكال مختلفة واستخدام مواد تصنيع مختلفة وابتكار إكسسوارات معدنية من شأنها أن تَجعل الحقيبة مريحة أكثر في حملها. كان عدد كبير من أشهَر المُصمِّمين الاختصاصيِّين في التصنيع أيضًا، مثل جياني فيرساتشي وجيانفرانكو فيري، ولهذا أنا في غاية السعادة؛ لأنني حظيتُ بتعليم يجمع بين كلٍّ من التصميم الصناعي وتصميم الأزياء.
أدركتُ أنني راغبةٌ في الالتحاق بجامعة تمتدُّ الدراسة بها لأربع سنوات والعيش في الحرم الجامعي أثناء دراسة تصميم الأزياء؛ الأمر الذي جعل اختياراتي محدودة. كانت مدرستي الثانوية متخصِّصة في تصميم الأزياء والفنون؛ ولذا جاء المسئولون عن قبول الطلاب المستجدِّين بجامعة سيراكيوز إلى مدرستي لمقابلة الطلاب الراغبين في الدراسة لديهم. بدا الأمر وكأنه اختيار سهل للغاية بالنسبة إليَّ بمجرَّد أن جرى قبولي لأنني أدركت أنني سأحظى بتجربة تعليمية رائعة لطالما حلمتُ بها، ستُوفِّر لي مجموعة متنوعة من المواد غير المقتصرة على تصميم الأزياء فقط لإثراء تجربتي التعليمية.
لطالما كنتُ متيقِّنة بأنني سأعمل في شيء له علاقة بالأزياء. وبينما كنت في المرحلة الثانوية، نصحتني معلمة الرسم أن أزور كلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول بنيويورك وأَلتحِق ببرنامجها الصيفي المكثَّف. فعلت ذلك، واكتسبت تصوُّرًا لما هو مُتوقَّع دراسته فيها في المرحلة الجامعية. كانت لدينا محاضرات عن رسم مخططات العارضات، وأخرى عن رسم الرسومات الأولية للتصميمات، وثالثة عن تفصيل القماش على المانيكانات وإعداد الباترونات. وبعد إتمام هذا البرنامج، أيقنتُ أنني أرغب في استكمال دراستي في هذه الكلية لأَحصُل على درجة بكالوريوس فنون جميلة في تصميم الأزياء. أنصحك بأن تزور الكليات التي تهتم بها لترى إن كانت تُقدِّم برامج لمرحلة ما قبل الجامعة؛ فقد ساعدَني ذلك في تكوين فكرة لما هو متوقَّع في السنوات الأربع للدراسة.
درست بمدرسة ثانوية مهنية في نيويورك، وهي مدرسة مُتخصِّصة في صناعة الموضة. وأثناء عامي الدراسي الأخير، تفقَّدت مختلف الكليات والجامعات. كنتُ مُهتمةً بكلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول بنيويورك ومعهد تكنولوجيا الأزياء ومعهد الفنون بفيلادلفيا. كما كنتُ مهتمَّة بكليات خارج الولاية التي أعيش بها؛ مثل جامعة كينت التي كانت تُوفر برنامجًا للتصميم. كنت مُتيقِّنة من رغبتي في أن أكون مُصمِّمة أزياء، وأدركتُ أنني بحاجة إلى أن أكون وسط منطقة الموضة. زرتُ معهد تكنولوجيا الأزياء وأخذت جولةً فيه وحضرت ندوة تعريفية للطلاب المحتملين. كان المعهد مثيرًا للإعجاب من حيث المنهج الدراسي وكذلك من حيث أسماء خرِّيجيه من المشاهير في مجال الأزياء. وبينما كنت أجلس في الندوة وأستمع إلى العرض التقديمي، أدركتُ على الفور القرار الذي سأتَّخذه. غطَّت الدراسة جميع المجالات التي كنتُ بحاجة إلى معرفتها ووفَّرَت لي جميع الأدوات التي احتجتُ إليها لأكون ناجحةً في حياتي المهنية. وبعد مرور عدة سنوات يُمكنني الآن القول إنني اتَّخذت القرار السليم.
لم يكن الالتحاق بجامعة خاصة لدراسة تصميم الأزياء في مقدرتي المالية، وكان لجامعة أوكلاهوما سمعة طيبة كجامعة حكومية تُقدِّم برنامجًا لتصميم الملابس. وبالفعل حضرت عرض أزياء أَعدَّه الطلاب الحاليون بها وعلى الفور اقتنعتُ بالالتحاق بها.
في واقع الأمر، كان أمامي اختيار واحد فقط، وهو كلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول بنيويورك التي كانت معروفةً قبل نجاح البرنامج التلفزيوني «مشروع منصة عرض الأزياء» (بروجيكت رانواي). كان التركيز منصبًّا على الفن والتصميم، وتقدمتُ للالتحاق بالكلية وقُبِلتُ! عرفت أن الاسم له ثقله في المجال وهو أمر مهم بالنسبة إليَّ. رأيت أنه سيكون مكانًا رائعًا لأَنطلِق منه. وفيما بعدُ، التحقتُ بمعهد تكنولوجيا الأزياء لأصقل مهاراتي في إعداد الباترونات؛ لذا يروق لي الاعتقاد بأنني حظيتُ بأفضل ما في العالَمين!
قررتُ أن أدرس بالمعهد الأوروبي للتصميم في ميلانو؛ بسبب برنامجه العصري لتصميم الأزياء وامتلاكه لمُحاضرين مُمتازين. بالإضافة إلى ذلك، كنتُ مُوقنةً بأنني سأستفيد استفادةً بالِغةً من دراستي في عاصمة عالَمية للموضة كميلانو. وفي هذا المعهد، لا بد أن تكون مُنضبطًا ومحفَّزًا، ويجب أن تبذل قصارى جهدك لتُحقِّق أقصى استفادة من الدراسة.
تتَّسم كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم، جامعة لندن للفنون، بالتميُّز بسبب قدر الحرية التي تُمنَح للطلاب بها. إنه مكان مُلهِم تخرَّج فيه مشاهير مثل جون جاليانو وستيلا مكارتني وحسين شاليان. ولقد منحَتْني الكُلية الحرية والدعم لاستكشاف هُويَّتي بوصفي مُصمِّمة.
حوار مع ماري روبرت-سترويسكو، الأستاذ المساعد بقسم تصميم الملابس وعلم النسيج، جامعة أوكلاهوما
إن الحصول على شهادة جامعية في تصميم الأزياء في الولايات المتحدة يَشترط على الطالب اكتساب معرفة ومهارات في الثلاثة مجالات التالية؛ أولًا: النطاق العالَمي لإدارة الأعمال الخاصة بالموضة والأزياء، بما فيها التسويق والبيع بالتَّجزئة والترويج. ثانيًا: المهارات الفنية لتصميم الأزياء، يدويًّا وبمُساعَدة الكمبيوتر على حدٍّ سواء، بما فيها رسم الرسومات الأولية والرسم الفني والعروض المرئية وإعداد النماذج الأولية (الحياكة ورسم الباترونات الأساسية وتفصيل القماش على المانيكانات)، بالإضافة إلى فهم النوعيات المُختلفة لأساليب الإنتاج. وثالثًا: تطوير الذات، بما فيها الاهتمام بالسمات الشخصية مثل التفكير النَّقدي والتحليل والتنظيم وحل المُشكلات ومهارات التواصل وكذلك تنمية القدرة على فهم واتِّباع السلوك الأخلاقي وتنمية الوعي الفكري والثقافي.
يَشتمِل الإبداع على مجموعة متنوِّعة من السلوكيات؛ فأنا مقتنعة تمامًا بأن كلَّ فرد منَّا مُبدع. والأسلوب الذي يُعبر به الطلاب عن الإبداع يتوقَّف على نوعية الإبداع الأكثر استحواذًا على الفرد (نظرية النصف الأيمن/النصف الأيسر من الدماغ). كثيرًا ما يَربط الناس بين القدرات الفنية والإبداع، وعلى الرغم من أن الموهبة الفنية الفِطرية تُسهِّل عملية التعبير عن الأفكار في أغلب الوقت، فإن رسم الرسومات الجميلة ليس شرطًا أساسيًّا لتصميم صيحة أزياء مُذهِلة؛ فبعضٌ من أكثر المُصمِّمين الثوريِّين على مر التاريخ لم يكن بإمكانهم رسم الرسومات الأولية للأزياء (مثل بول بواريه ومادلين فيونيه وجابرييل شانيل)، ولكن كان لديهم رُؤية وحسٌّ إبداعي غيَّرا مجرى التاريخ. وهؤلاء المُصمِّمون يُوضِّحون عمليًّا مفهوم الإبداع القيادي؛ إذ إنهم ابتكروا الصيحات مع التركيز على المُنتَج والاهتمام الشديد بالبحث والتطوير واستِقاء الإلهام من مصادر عابرة وتجريدية ليس لها علاقة بالملابس من الأساس، وكانوا يَشعُرون بالرِّضا حيال إنتاج عدد محدود من قِطَع الملابس بأسعار غالية جدًّا. يهتمُّ المُصمِّمون — الذين يَبحثون عن أرخص طريقة لإنتاج أزياء تتبَع آخر صيحات الموضة وتُرضي السوق المُستهدَفة ويُمكن إنتاجها بكميات كبيرة وأسعار رخيصة — بالعملية أكثر من اهتمامهم بالمُنتَج. وعادةً ما يكون المُنتَج في حدِّ ذاته نسخة معدلة من ملابس عصرية موجودة بالفعل. وفي صناعة الموضة، قد يُركز العمل الإبداعي على المنتج أو العملية؛ إذ يوجد مكان مُناسب لكل شخص في هذه العملية المتنوِّعة. والسمة الأساسية التي يحتاجها أي شخص يعمل في هذا المجال هي الرغبة في النجاح والاستعداد للعمل بكد؛ لذا، فامتلاك المهارات الإبداعية ليس كافيًا؛ بل يجب أن يَعرض الطلاب أعمالهم على الآخَرين.
التفوق في الدراسة ببرنامج لتصميم الأزياء يَتطلَّب أن تُدير الوقت بحرص وأن تكون أفضل ناقد لأعمالك وأن تَبذُل أكثر من العمل المطلوب وأن تَفيَ بالمواعيد النهائية قبل أي شخص آخر؛ فإذا طلَب أُستاذك ١٠ رسومات أولية، أَحضِر ٢٠ رسمة. وإذا كان الموعد النهائي لتسليم العمل يوم الثلاثاء الساعة الرابعة مساءً، اعرض المنتج النهائي على أستاذك يوم الجمعة من أجل فحصِه واستوعب التوصيات، وانقُد عملك بنفسك، واتَّخذ الإجراء المناسب، ثم قدِّمه يوم الاثنين؛ إنَّ السهر طوال الليل لإنجاز العمل قبل الموعد المقرَّر لتسليمه ليس بأمرٍ رائع على الإطلاق. لا تُصمِّم من أجل الدراسة فقط. اجعل رسم المسوَّدات الأولية وإعداد الباترونات والخياطة جزءًا من نمط حياتك. المصمِّم الناجح لا يفتر أبدًا؛ فالموضة هي خليط من كل شيء من حولنا بدايةً من الفن والثقافة وحتى السياسة والرياضة. استوعب الأمر بالكامل، واعتنِ بمظهرك ليكون لائقًا بعملك بوصفك مُصممًا؛ فأنت تصمم الأزياء؛ ولذا تأنَّق بعض الشيء!
أُحب هذا السؤال وأودُّ أن أرى عالَمنا عالمًا متقاربًا يستطيع كل طالب تصميم الأزياء أن يَدرس فصلًا دراسيًّا خارج البلاد! إنَّ التعرُّض لثقافة مختلفة لهو تَجربة ثرية لا مثيل لها. ورغم ذلك، لا يُتيح الواقع دومًا الوقت لقضاء فصل دراسي كامل بالخارج. إنَّ قضاء أي قدر من الوقت في الدراسة خارج البلاد أمرٌ مُفيد لأنَّه حتى البرامج قصيرة الأجل تفتح عيون الطلاب على أزياء وتقاليد مختلفة. في الولايات المتحدة، نحن نُركِّز جدًّا على النزعة العرقية. وإحدى السمات الأساسية التي يَتحلى بها المُصمِّم الجيد هي القدرة على التعاطُف مع «الآخر» والسفر/الدراسة إحدى أفضل الوسائل لاكتشاف طرقٍ مختلفة للعيش والحب والعمل والاستهلاك. غير أنه لا يَنبغي أن يَقتصِر السَّفر على رحلات خارج البلاد فقط؛ فنحن لدينا مجموعة من أروع مراكز الأزياء في العالم هنا على أرض الولايات المتحدة! فلا بد أن يذهب الطلاب إلى نيويورك و/أو لوس أنجلوس. والتدريبات المهنية وسيلة ممتازة لتُكوِّن فكرة عن ذوق المدينة أثناء العمل في مجال الأزياء.
يعرف مُصمِّمو الأزياء الناجحون كيف يغرسون الرغبة في منتجاتهم والحاجة إليها في قلوب وعقول عملائهم. إنهم يُدركون كيف يبنون ويُوطِّدون العلاقات بين علاماتهم التجارية/منتجاتهم وبين كل عميل من عملائهم. بالطبع، من الضروري التحلِّي بحسٍّ جمالي لا يشوبه شائبة ومعايير جودة صارمة وأخلاقيات عمل ثابتة وإصرار.
لا تنتظر؛ تحرَّك الآن! إذا كنت تريد أن تكون مُصمِّم أزياء، فيجب أن تجعل تصميم الأزياء جزءًا من أسلوب حياتك. تعلم الأساسيات؛ عناصر التصميم ومبادئه، ورسم مخططات الأجسام البشرية، ورسم التصميمات والتفصيل على المانيكانات، وإعداد الباترونات والخياطة، ومارس هذه المهارات كجزء من روتينك اليومي. كن كالإسفنجة؛ امتصَّ كل شيء في العالم من حولك وترجِمْه بطريقتك المُميَّزة. وثِّق عملك؛ احتَفِظ بدفتر يوميات التصميم وكوِّن صداقات مع مصوِّرين جيِّدين. وابتكر سجلًّا رقميًّا للتصميمات. واحصل على وظيفة في متجَر بيع بالتَّجزئة. إن الكثير من الشركات تبحث عن مُصمِّمين يَفهمون البيئة التي يُلبي فيها المنتج حاجة المُستهلِك، وتابعْ تحقيق أحلامك، بصرف النظر عمَّن ترغب في العمل لديه، اعرف كل شيء عنه والنَّواحي الجمالية لتصميمه. صمم خطَّ إنتاج له كما لو أنك موظَّف لديه بالفعل؛ فهذا سيكون إضافةً مهمة في سجل تصميماتك عند إجراء مقابلة شخصية للحصول على وظيفة عنده. وإذا كنتَ راغبًا في طرح خطِّ إنتاج تصميماتك، حدِّد أقرب منافس لك وادرسه بدقة. كن مختلفًا وأفضل، وابتكر صورةً ذهنية مُميزة للعلامة التجارية الخاصة بخط إنتاجك، وتأكَّد من أنها واقعية من حيث التكاليف والقدرات الإنتاجية. ادخل في شراكة مع شخص يُجيد التعاملات المالية وإدارة الأعمال والتسويق.
إلى جانب تزويد الخرِّيجين بالمهارات والمعرفة المطلوبة ليُصبِحوا مُصمِّمي أزياء، ينبغي إعدادهم للتواصل الجيد مع الآخرين والتعلم بسرعة والتكيف مع العالم المُتغيِّر دومًا. وينبغي أن يفهم الخريجون أهمية الصورة العالَمية، ومن الناحية المثالية من شأن التعليم الجامعي أن يشتمل على تنمية الرغبة في المساهمة الإيجابية في المجتمع ودمج الممارسات المستدامة في جميع مناحي الحياة.
حوار مع كندرا بارنز، الطالبة بقسم تصميم الأزياء بكلية سافانا للفنون والتصميم
لطالما كنتُ أتمتَّع بحسٍّ فني منذ نعومة أظافري. لقد أحببتُ العمل على مشاريع مختلفة وإضافة بريق إلى كل شيء من حولي، ولم يتغيَّر هذا الأمر مُطلقًا بمرور السنوات. ولطالما كنتُ أصمم تي-شيرتات فصلي وسترات فريق كرة القدم وحتى لافتات المدرسة. لم أكن أحب إنجاز مثل هذه المهام وحسب؛ بل كنتُ أُجيد القيام بها أيضًا. ولكن العمل مستشارة فنية للعرائس جعَلني أُحب الأزياء والموضة وأرغب في العمل بهذا المجال.
باعتباري طالبةً في السنة النهائية، معظم المواد التي نَدرُسها تُركز على ابتكار مجموعة أزياء مكوَّنة من ستِّ إطلالات باعتبارها مشروعًا للتخرُّج. لقد أتممتُ دراسة «مادة التخرج ١» التي تركز على رسم الرسومات الأولية للتصميمات، وها أنا بصدد دراسة «مادة التخرج ٢» و«مادة التخرج ٣» اللتَين تَتناولان الإنشاء الفعلي للإطلالات. كما أنني أدرس مادة زخرفة الأقمشة، التي تتناول كيفية التعامل مع الأقمشة وتحويل الأقمشة العادية إلى ملابس راقية.
مادتي المفضلة هي مادة سجِلِّ تصميمات الأزياء. وتشتمل هذه المادة على ما ينبغي عليك وضعه في سجلِّ تصميماتك ليُساعدك على التميُّز وإبراز مهاراتك واستعراض مدى براعتك بوصفك مُصمِّم أزياء.
أي شيء وكل شيء، غير أنه أمر لا يُمكن فرضه وإنما يخطر على بالك بكل عفوية. وعندما أتعثَّر في محاولة العثور على مصدر إلهام لمشروع ما أو أيًّا ما كانت المهمة المُكلَّفة بها، يروق لي مشاهدة الصور الفوتوغرافية. ويُمكن أن تُؤثِّر مشاهدة صورة، سواء أكانت لشخص أو مكان أو شيء، على إحساسك على العديد من المستويات المختلفة، وعندما أجد صورة أحبُّها، يأتي الإلهام من الإحساس الذي تَتركه في نفسي وتفسيري لذلك الإحساس.
للأسف، لا. لا تَتناسب المواعيد الخاصة بالدراسة بأقسام الموضة والأزياء بالخارج مع المواعيد الخاصة بدراستي هنا.
أفضل نصيحة بوسعي تقديمها هي: كن مُستعدًّا للعمل. إنَّ تصميم الأزياء ليس مجالًا سهلًا وليس ساحرًا وبراقًا مِثلما تراه دومًا على شاشات التلفزيون. ويجب أن تشعر بالشغف تجاهه لأنك إذا افتقدت الشغف والدافع، فلن تجد ما يُحفِّزك لمُواصَلة العمل والسهر أثناء الليالي المؤرِّقة. بالإضافة إلى ذلك، نمِّ مهارةَ تجاهُل النقد غير البنَّاء للآخرين؛ فلسوف تتلقى الانتقادات وتستمع إلى آراء الآخَرين في كل خطوةٍ تأخذها على الطريق وحتى على كل نفَس تأخذه، لن يَروق للجميع دومًا ما تفعله، ولكن عليك أن تتذكر أنهم يَدفعونك لتكون أفضل مُصمِّم في العالم.
خُططي هي أن أحصل على وظيفة فور تخرُّجي، وأرجو أن تكون في مدينة كبيرة مثل نيويورك أو شيكاجو. أريد أن أعمل لدى شركة كبيرة لفترة من الوقت حتى ألتقيَ بالناس وأُكوِّن فكرةً عن كيفية إدارة مشروع تجاري ناجح والحفاظ عليه. وتصميم فساتين العرائس يُمثِّل شغفًا بالنسبة إليَّ، وأعتزم يومًا ما افتتاح أتيليه لفساتين العرائس يعرض تصميماتي.
مُصمِّم الأزياء المفضَّل لي هو إيلي صعب؛ ذلك لأنَّ تصميماته تَأسِرني وتُشعرني بالحماسة في كل مرة أراها على منصة العرض؛ فتصميماته مثال حيٌّ على الأناقة والجمال وتُعبِّر عن روح الأنوثة في المرأة.
حوار مع إميلي فيريل، الطالبة بقسم تصميم أزياء بكلية سافانا للفنون والتصميم
الأزياء بالنسبة إليَّ أمرٌ لا يُمكن مقاومته، ولطالما كنتُ مهووسةً بها. تُخبرني أمي بأنني حين كنت في الثانية من عمري كنتُ أنسق الملابس بعضها مع بعض دومًا، لدرجة أنها كانت تُذهَل من كمية الخيارات المتاحة التي أترُكها ورائي! وبينما كنتُ في المرحلة الثانوية، التحقتُ بمدرسة فنية تعاوُنية لتصميم الملابس. وقعتُ في حب هذا المجال على الفور، وأدركتُ أنني لن أكون سعيدة بالقيام بأي شيء آخر.
أَدرُس في الوقت الحالي موادَّ الإنتاج الشامل، والمستوى المتقدم من تصميم الملابس، والمنسوجات، والملابس، والتصميمات الداخلية والمنتجات ذات الصِّلة بالاقتصاد العالَمي، وقضايا الاستدامة البيئية للمُصمِّمين.
مادة المستوى المتقدم من تصميم الملابس هي المادة المُفضَّلة لي حتى الآن؛ لأنَّنا استطعنا استيعاب المفاهيم التي درَسناها في جميع المواد السابقة وبدأنا تطبيقها على مجموعات الأزياء التي نُقدِّمها. أحب هذه المادة لأنها تُمكِّننا من التصميم بحرِّية إبداعية.
كل شيء من حولي يُلهمُني بلا حدود. أستمتع بأن أضلَّ طريقي وأنتبه جيدًا للأشياء المحيطة بي. تُلهمني الموسيقى والمدن والمشاعر والطبيعة والصور والكثير من الأشياء الأخرى.
قضيتُ ستة أسابيع في باريس لدراسة تاريخ الأزياء الراقية، وهذه الفترة غيَّرت حياتي تمامًا! فمن المدهش أن ترى المكان الذي بدأ منه الكثير من المُصمِّمين الرائعين وتَعتقِد أن تُلهمك نفس المناظر الرائعة وتجد نفسك تتناول الطعام على نفس المقاهي وتقضي اللحظات تحلم وتأمُل في الشوارع نفسها. وثمَّة شيء يُمكن قوله حيال الخروج من منطقة الراحة لديك وضرورة استغلال موهبتك الإبداعية بطرُق عملية؛ إذ إنه يفتح آفاقك على عدة تجارب جديدة. آمُل أن أعود وأدرس لفترة أطول في المستقبل.
لا تَستسلِم ولا تشعر بالإحباط. ابحث عن ذاتك وتأكَّد من أنك تَرغب في دراسة تصميم الأزياء فعلًا؛ فلن تكون التجربة مُمتعة وساحرة على الدوام؛ وإنما ستَتطلَّب الكثير من العمل الجاد وسهر الليالي!
أحلم بالعمل في باريس لدى مُصمِّم أزياء راقية قبل أن أُؤسس خطَّ إنتاجي الخاص.
إيلي صعب وأوسكار دي لارينتا وجون جاليانو.
(٣) أهمية التدريب المهني
يُعدُّ التدريب المهني في مجال تصميم الأزياء واحدًا من التدريبات المهنية الأكثر طلبًا في العالم. والتدريب الجامعي هو عبارة عن برنامج رسمي يَستغرِق فترة زمنية محدَّدة، مما يُتيح للطلاب تجربة العمل الفعلية في المجال الذي يختارونه. وهذا البرنامج يوفر للطلاب فرصة الحصول على تدريب أثناء العمل وتجربة عمل مباشرة، مع مواصلة الدراسة وحضور المحاضرات، مما يُعزِّز تجربة التعلم داخل قاعة المحاضرات. وهو يُتيح للطلاب استغلال معرفتهم بتصميم الأزياء التي يكتسبونها من قاعة المُحاضرات وتطبيقها في عالم الواقع تحت إشراف فريق تصميم، وهذا يجعلهم يتعلمون على يد أمهر المُصمِّمين في العالم ويَحظون بمعرفتهم. وفي معظم المجالات، وفي مجال الموضة على وجه الخصوص، تحظى شهرة الاسم، ولا سيما اتساع «شبكة المعارف»، بتقدير كبير وتكون لها فائدة بالغة.
عامًا تلو الآخر، تزداد المنافَسة في سوق العمل؛ ومن ثَم تزداد أهمية حاجة المتقدمين للوظائف لأن يتمتَّعوا بخبرة أكبر من أقرانهم. ويُتيح لك إتمام التدريب المهني أن تصير مؤهلًا أكثر للعمل؛ فهو، بالإضافة إلى إعطائك خبرة كبيرة، يُتيح لك بناءَ كلٍّ من سجلِّ تصميماتك وسيرتك الذاتية، وهو أمر مُفيد للغاية في عملية البحث عن وظيفة. وتُوفِّر التدريبات المهنية فرصة للطلاب لتكوين شبكة معارف قيِّمة داخل المجال؛ الأمر الذي قد يُحسِّن كثيرًا من فُرَصهم للعثور على وظيفة بدوام كامل بعد التخرج، مما يتيح للأفراد الفرصة التي تقود إلى عروض عمل محتملة في المستقبل.
عندما تدخل سوق العمل، سيُنظَر إلى فترة تدريبك المهني كخبرة مباشرة في المجال، وهو أمر مطلوب بشدة، ويُمثِّل أهميةً قصوى بالنسبة إلى المديرين التنفيذيين لأقسام الموارد البشرية والمديرين المُكلَّفين باختيار الموظفين ووكلاء التوظيف في مجال الموضة وأصحاب العمل المُحتمَلين، والذين يُقيِّمون جميعًا مؤهلاتك بغرض تعيينك لديهم. وفي حين أن برامج التدريب المهنية متنوعة، فإن معظمها مُتاح فقط للطلبة والخرِّيجين المُسجَّلين بكلية أو جامعة مُعتمَدة. وبوجهٍ عام، سيحصل الطلاب نظير عملهم على ساعات مُعتمَدة تُحتسب ضمن ساعات دراستهم؛ لأن معظم التدريبات المهنية غير مدفوعة الأجر، رغم أن بعض الشركات تقدم مقابلًا رمزيًّا على هيئة أجر بالساعة أو بالأسبوع أو حسب المشروع. وتشترط بعض الجامعات أن يتم الطالب تدريبًا مهنيًّا لكي يتخرج.
تَختلِف مدة التدريب من شركة لأخرى؛ إلا أن معظم التدريبات المهنية تكون أثناء الفصل الدراسي الخريفي والربيعي والصيفي وتستمرُّ لمدة من ٨ إلى ١٠ أسابيع ويُمكِن أن تكون بدوام جزئي أو دوام كامل. وبوجهٍ عام، تبدأ عملية التقديم قبل مَوعد التدريب بشهرَين. وتتضمَّن الشروط العامة أن تكون طالبًا جامعيًّا مُتفرِّغًا في السنة النهائية أو قبل النهائية وحاصلًا على تقدير عام جيد جدًّا كحدٍّ أدنى، ومُسجَّلًا حاليًّا في تخصُّص تصميم الأزياء وقادرًا على إثبات أهليَّتك للعمل في الولايات المتحدة.
تتمتَّع بعض الجامعات ببرامج مفصلة جدًّا ذات جدول أعمال محدَّد، تتضمَّن مشاريع وأنشطة متنوعة تنتهي بعرضٍ تقديمي للتصميمات أمام الإدارة العليا لقسم التصميم. وفي حالات أخرى، يكون برنامج التدريب المهني أقل تحديدًا، ولكن سيَكتسِب الطلاب منه معرفة مُتعمِّقة ومسئولية الاضطلاع بمهامَّ قابلة للتنفيذ تكون ذات أهمية لتدفُّق العمل داخل فريق التصميم بنحو عام. وبصرف النظر عما تفعله، فثمة قيمة كبيرة لجميع أنواع الخبرات.
بوجهٍ عام، تتضمَّن المهامُّ المُعتادة في التدريب في مجال تصميم الأزياء البحث عن صيحات التصميم الرئيسية، وابتكار سجلات التصميمات، ولوحات تجميع الأفكار/اللوحات التصويرية، وتقديم أفكار من أجل التصميم والمُساعدة في إجراء البحث على المستوى العالَمي، وتوريد الأَقمِشة وشرائط التزيين، وعمل طلبيات شراء عينات الأقمشة وشرائط التزيين، وابتكار رسومات أولية للتصميمات، وتقييم عينات الألوان المختارة، وابتكار رسومات أولية يدويًّا أو باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر أو برنامج إليستريتور، والمشاركة في الحصول على مُوافَقات على العيِّنات والنماذج الأولية وعينات الأقمشة المطبوعة، والتواصل مع المورِّدين والمصانع خارج البلاد، ومراجعة لوحات الألوان، وإعداد «ملفات المواصفات الفنية» (ملفات المعلومات الفنية)، والاضطلاع بمهام إدارية مختلفة؛ مثل عمل نسخ من الإطلالات، أو حجز المقاعد في عرض الأزياء. وبينما قد لا يكون الأمر كذلك دومًا، استعدَّ للعمل لساعات طوال، غالبًا في بيئة ذات ضغوط عالية، ولا سيما أثناء الأوقات الحافلة بالعمل مثل الفترات التي تَسبِق مباشرةً عرض أو إطلاق مُنتَجات أو قبل أسبوع الموضة أو عرض أزياء كامل أو مصغَّر. تُقدم بعض الشركات مزايا كبرى للمُتدرِّبين لديها؛ مثل صرف بدل ملبس أو إتاحة الوصول لمُنتَجات العروض المُخفَّضة الموسمية الخاصة بها، أو كليهما.
يتحكَّم مُنسِّق التدريب المهني داخل الجامعة في عملية توزيع المُتدرِّبين، وهو يتمتع بعلاقات مع العديد من مصنعي الملابس وبيوت الأزياء. وفي معظم الحالات، يكون التدريب المهني خارج الولاية؛ ومن ثَم يُقدم للطالب مقابلًا للسكن أو يتحمَّل الطالب ترتيبات الإقامة الخاصة به. وتُقدِّم كل كلية أو جامعة برنامجًا مختلفًا للتدريب المهني، بإجراءات وقواعد متفاوتة. وقبل توزيع المتدرِّبين على أماكن التدريب، تتوقَّع منك بعض الشركات أن تُجري مقابلة شخصية في مكان التدريب، في حين تتعاون شركات أخرى مع منسِّق التدريب بالجامعة لتوزيع المتدرِّبين مباشرة؛ فمن المُهم أن تعدَّ نفسك لكلا الأمرَين. يقدم الفصل الثالث شرحًا وافيًا للأساليب المستخدمة في المقابلات الشخصية.
ومن المُهم أن تُعبِّر عن طموحاتك المهنية وتناقشها مع منسِّق التدريب المهني الخاص بمؤسَّستك التعليمية قبل أن يُحدَّد مكان تدريبك. وتُعرِّضك جميع التدريبات المهنية لثقافة العمل بالشَّرِكات الموجودة داخل مجال الأزياء وآليات العمل بها؛ ولكن من المثالي أن تجد مكانًا للتدريب يَتناسب بشدة مع أهدافك المهنية المُباشرة بحيث يُمكنك تحقيق أقصى استفادة من التجربة.
حوار مع كاتي فونج، المتدرِّبة على التصميم لدى شركة أوسكار دي لارينتا
لطالما كنت أعرض أعمالي الفنية في مَغسَلة والدي للتنظيف الجاف، توماس كلينرز، بمسقط رأسي بمدينة جرينتش، كونيتيكت، منذ أن كنتُ في الخامسة من عمري. وفي عام ٢٠٠٩، عندما كنتُ في السنة الثانية بمعهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك، سألني أحد عملاء والدي عما إذا كنتُ أودُّ إجراء مقابلة شخصية لدى شركة أوسكار دي لارينتا بهدف التدريب معهم. وبالفعل، أجريتُ مقابلة شخصية مع اثنين من المصمِّمين هناك، وبعد فترة وجيزة حصلت على وظيفة مُتدربة على التصميم.
في يوم العمل الطبيعي، أساعد بالأساس مدير التصميم ومساعده الأول في مهام متعلقة بالعينات الأولية للملابس، التي قد تتنوَّع ما بين إعداد الباترونات والتفصيل على المانيكانات وحتى نماذج التطريز والتعامل مع الأقمشة. وأثناء جلسات التصوير لإعداد سجلات التصميمات، تَسنَح لي الفرصة أن أساعد في وضع اللمسات الأخيرة على الإطلالات. كما أنني أعمل مع عدة ورش محلية لإعداد العينات وأُساعد المصمِّمين في إجراء العروض التقديمية للسيد دي لارينتا. ومع اقتراب أسبوع الموضة، أساعد المصممين في تجربة المقاسات على عارضات الأزياء؛ إذ إنني مسئولة عن عدد معيَّن من الإطلالات التي تُعرَض على منصة عرض الأزياء.
أصعب أمر أواجهه بوصفي مُتدربة هو القدرة على تحقيق التوازن بين التدريب المهني والمهام الدراسية.
كن سريعًا ولكن دقيقًا أيضًا، واحرص دومًا على الانتباه بكامل حواسك لما قد يحتاجه المصمم (سواء أكان ذلك تقديم يد المساعدة في وضع الدبابيس أو إحضار ورقة من على آلة التصوير … إلخ). كن دائمًا متاحًا و/أو مستعدًّا، ومع ذلك بعيدًا عن أعين أولئك الذين يَشغلون منصبًا أعلى؛ فقد يكون من المُربك أن يُحاط المُصمِّم، الذي يُعاني من ضغوط كثيرة بالفعل، بالكثير من الناس. بالإضافة إلى ذلك، أنصحك بأن تُبقي نفسك مشغولًا دومًا، فإذا لم يكن لديك مشروع محدَّد، فبإمكانك دومًا أن تُرتِّب أو تَجلب كراسة رسم وترسم الرسومات الأولية. لا تُجرِ مكالمات شخصية بهاتفك المحمول أثناء العمل. وكن ودودًا مع كلِّ من حولك؛ لكن لا تتحدَّث إلا حين يُوجه إليك الحديث من جانب من يعملون معك؛ لأنك لن ترغب في مقاطعة تركيزهم، والأهم من ذلك كله، كن إيجابيًّا وتقبَّل أيَّ تحدٍّ لأنك لن تعرف أبدًا ما قد تَجنيه من وراء هذا الأمر.
أفضلُ جزء هو القدرة على العمل عن قرب مع المصمِّمين العاملين لدى هذه الشركة المرموقة. إنَّ رؤية السيد دي لارينتا أثناء العمل كل يوم وإبداءه لشغف كبير في عمله لهو أمر محفِّز للغاية. إنني في غاية السعادة بتدريبي في هذه الشركة.
مقولة أوسكار دي لارينتا: «عندما تَخمل، تصدأ.»
حوار مع ريتا فالكوفسكايا، المتدربة على تصميم الأزياء لدى شركة ديريك لام
عثرت على فرصتي للتدريب المهني من خلال لوحة الوظائف داخل كلية بارسونز من خلال برنامج الدعم المركزي للطلاب.
المهمة الرئيسية التي يضطلع بها المتدرب هي أن يكون نافعًا بأية طريقة ممكنة. لقد قضيت فترات تدريب مهني كان المتدربون فيها مسئولين عن قص القماش وعينات الأقمشة ورسم الباترونات وإعداد نماذج التطريز والزخرفة وكذلك وضع اللمسات النهائية للملابس (بما في ذلك التطريز؛ مثل حياكة الخرز والترتر … إلخ). وفي الشركات ذات الطابع المؤسسي أكثر، يكون المتدربون مسئولين عن نظام حفظ بطاقات نماذج الأقمشة والمعايير القياسية للألوان، ويؤدون مهامَّ بحي الموضة بمانهاتن حيث تُصنع المنتجات، ويرسمون الرسومات الأولية للتصميم أو يعالجونها لإدراجها في ملفات المواصفات الفنية.
أصعب أمر تُواجهه بوصفك مُتدرِّبًا في مجال تصميم الأزياء هو الحفاظ على قيمتك بوصفك موظفًا في بيئة عمل لا تتلقى فيها أجرًا مقابل عملك. قد يسهل، في البداية، نسيان أن إسهام المتدرِّبين لا يُوفِّر وقتَ المصمم وحسب، وإنما أحيانًا يكون ضروريًّا لاستمرار الشركة أيضًا. من المهم جدًّا أن تحترم نفسك وتحترم العمل الذي تُؤديه وتُحافظ على المهنية وأخلاقيات العمل الخاصة بك؛ لأن أداءك لا يُنسى، حتى وإن كنت تنسخ ملفات على آلة التصوير. عادةً لا تُمثِّل المهمة في حد ذاتها أهمية؛ وإنما ما يُهم هو إنجازها بسرعة وبإتقان. وعادةً ما يتذكر المُصمِّمون أكثر المتدربين نفعًا لهم، ويتعاقدون معهم بوصفهم مُصمِّمين مستقلِّين أو بدوام كامل أو يرشحونهم إلى زملائهم في المجال.
نصيحتي هي أولًا أن تختار الشركة المناسبة التي ستَستثمِر فيها وقتك. فكر في الأهداف طويلة المدى؛ سواء أكانت أهدافًا على مدار عام أو عامين. فهل تريد أن تعمل لحساب هذا المُصمِّم في المستقبل؟ هل فريق التصميم هو فريق يُمكنه أن يُشجِّعك ويُرشحك يومًا ما إلى مُصمِّمين آخرين تودُّ أن تعمل معهم؟ يوجد عدد محدود من فرص التدريب التي يُمكِن للمرء أن يستغلها، ومن المُهم أن تستثمر وقتك في المكان المناسب. ورغم ذلك أحيانًا يكون من المُجدي أن تتدرَّب لدى شركاتٍ أصغر حجمًا وأقلَّ شهرةً لتتعلم المهنة وتكتسب الخبرة، بحيث حين تَنتقِل للعمل لدى شركة أحلامك، تكون قد استعددتَ لإنجاز العمل بلا أخطاء. النصيحة الثانية هي أن تذهب لعملك كل يوم وتعمل كما لو أنك تُجري مقابلةَ عمل مُمتدَّة. كن يقظًا ونافعًا وأَنجِزِ المهامَّ بسرعة وعلى أكمل وجه. ينبغي أن تكون الأولوية القُصوى لأن يُلاحِظَك المسئولون عن قرارات التعيين في الشركة على المدى البعيد وتترك لديهم انطباعًا جيدًا.
أفضل جزء هو أن تحظى بميزة الوجود في بيئة عمل تُشارك فيها في ابتكار الملابس الجميلة وتعمل مع أشخاص يُشاركونك نفس الشغف؛ فمن المُمتع أن تخوض عملية إعداد أزياء الموسم بدايةً من تطوير الفكرة وحتى العرض الختامي للمجموعة. ومن المُلهِم أن تكون قادرًا على مواصلة عملك بطريقة مهنية أكثر، مُعتبرًا مجال الأزياء مشروعًا واقعيًّا يَستهدِف قاعدةَ عملاء، بدلًا من اعتباره مجالًا مُقتصِرًا على الابتكار الفني.
«لا بدَّ أن يُرى عمل المتدرِّب، دون جلبة.»
حوار مع جوزيف سينج، المتدرب على تصميم الأزياء لدى شركة دونا كاران إنترناشونال
حصلت على فرصة التدريب المهني بالصدفة، من خلال شبكة المعارف؛ فبينما كنت أدرس بكلية بارسونز لتصميم الأزياء بنيويورك، كنت أعمل في وظيفة بدوام جزئي في مجال مُستحضِرات التجميل. كان صديق مقرَّب لأحد زملائي يعمل لدى شركة دونا كاران إنترناشونال، ونصَحَني بالتقديم للتدريب هناك بعد أن عرف أنني أدرس تصميم الأزياء. في ذلك الوقت، كنت طالبًا في السنة الثانية ولم يكن مسموحًا لي أن أتدرب قبل الوصول إلى السنة النهائية. تعرفت إلى رئيس قسم الإدارة الإبداعية وتطوير القماش وتلقيت فرصة التدريب المهني في الفصل الدراسي الخريفي لعام ٢٠١١ للسنة الدراسية الثالثة. وسأستمر كجزء من الفريق لفصل دراسي آخر. ورغم هذا، ثمَّة طرُق كثيرة للحصول على فرص التدريب المهني. زُرْ مكتب التدريبات والوظائف بجامعتك أو حتى ابحث على شبكة الإنترنت. أعرف الكثير ممَّن عثَرُوا على فرص للتدريب المهني من خلال البحث فقط على شبكة الإنترنت.
نحن — العاملين في قسم الإدارة الإبداعية وتطوير القماش — نُمثِّل محور كل شيء يحدث في شركة دونا كاران إنترناشونال تقريبًا. في هذا القسم نحن مسئولون عن التعاقد مع جهات التوريد والصباغة داخل المصنع، وتطوير المعالجات، والمساعدة في ابتكار مزيج لوني للمواسم الحالية (يتمتع مديري بحس رائع للألوان، وهو ما أتدرب عليه في الوقت الحالي). كما أننا مسئولون أيضًا عن الإنتاج ونحن نتردَّد باستمرار على قسم صنع العيِّنات للتأكُّد من أن جميع الأقمشة المتَّفق عليها للموسم جرى تسليمها.
لا يوجد أمر واحد فقط يُمثل صعوبة بالنسبة إلى المتدرب وإنما كل شيء يُمثل صعوبة وتحديًا. فأنت تتعلَّم دومًا المِهنة في البداية. ثمَّة مواعيد تسليم نهائية يجب الوفاء بها. ويُمكنني أن أقول لك من واقع التجربة إنَّ مواعيد التسليم النهائية هي أهم وأصعب أمر على الأرجح. ونظرًا لأنَّك تتعاقَد مع مُورِّدين من خارج البلاد وتَشحن دومًا الأشياء ذهابًا وإيابًا، فأصعب جزء هو أن تُحاول إنجاز عدة أشياء دفعةً واحدة وفي الوقت المحدَّد.
نصيحتي لشخص بدأ تدريبه توًّا هو أن تَبذُل كلَّ ما بوسعك أثناء التدريب، وأن تكون مستعدًّا وواثقًا. افعل ما يريدون منك فعله، أيًّا ما كان ذلك. لقد التقيتُ الكثير من المتدربين الذين يأتون إلى مكان التدريب وهم خائفين ومُتوتِّرين. عندما دخلت الشركة لأول مرة، كان لديَّ انطباع بأن الأمر سيكون أشبه بفيلم «الشيطان يرتدي برادا» (ذا ديفل ويرز برادا)؛ إذ لم أكن أعرف حينها أن الأمر ليس كذلك. في أول أسبوعين لي كنتُ متوترًا للغاية ومتخوفًا جدًّا؛ إلا أن الشركة تُوفِّر بيئة عمل ودية. ولطالما كنتُ أتوتَّر حين أكون بالقرب من المدير الإبداعي والمُصمِّمين الآخرين، ولكن بعد أن تعوَّدت عليهم، صاروا شديدي الترحاب بي. اطرح الأسئلة! أنت هنا لتتعلَّم؛ إذا كان لديك أسئلة، اطرحها ولكن اختر الوقت المناسب لذلك. احتفظ أيضًا بمُفكرة معك طوال الوقت ودوِّن فيها جميع معلومات الاتصال الخاصة بكل شخص تَعمل معه لأن عليك في هذا المجال تكوين شبكة علاقات. وإذا كنت تقوم بمُهمة بالنيابة عن أحد، فاطلُب بطاقة العمل الخاصة بالشخص الذي ستُقابله في المهمة واحتفظ بها؛ لأنك لا تَعرِف أبدًا متى ستَحتاج إلى تلك المعلومات.
كل شيء! أحب كل شيء في هذه الشركة. إنَّ مجرَّد الوجود في هذه البيئة الإبداعية لهو شيء رائع؛ فرُؤية مجموعة الأزياء وهي تدبُّ فيها الحياة وتتحوَّل إلى واقع لهو أمر مُبهِر. عندما أكون هنا أشعُر أن لا شيء في هذا العالم أهمَّ من تلك المجموعة، وما أعمل عليه في الوقت الحالي. أنا أَنخرِط في العمل بشدة لدرجة أنني أنسى نفسي، حين أتجوَّل في المكان أشعُر وكأنني في حلم. لقد جعلني العاملون هنا أشعر بأنني صرت جزءًا من الفريق؛ أشعر بأن الشركة هي بيتي الثاني.
لديَّ مقولتان مُفضَّلتان في مجال الأزياء أُعلقهما على حائط غرفتي.
«أعتقد أن الجمال موجود في كل شيء. ما يَعتبره الأشخاص «العاديون» قبيحًا أستطيع عادةً أن أرى قدرًا من الجمال فيه.» — ألكسندر ماكوين.
«يجب على المرء أن يكون مختلفًا دائمًا لكيلا يُستبدَل.» — كوكو شانيل.
(٣-١) كيف تُحوِّل فترة التدريب إلى وظيفة بدوام كامل؟
- تعاوَن بقوَّة مع رئيسك: مُهمتك الأولى بوصفك مُتدربًا هي أن تتعاون بقوة مع رئيسك لتُسهِّل عليه روتين عمله اليومي الشاق. فكِّر مسبقًا فيما قد يحتاجه لإنجاز مهام العمل وابحث عن طرق لمساعدته في إتمامها بمزيد من الكفاءة. اعرف من زملائك أكثر الأمور التي تُهمه، ومدَّ يد المساعدة له في ذلك النطاق.
- أبهرهم من البداية: تعامل مع فترة تدريبك المهني بنفس قدر الجدية التي ستَتعامل بها مع وظيفة بدوام كامل؛ وذلك من خلال المُواظَبة على الوصول إلى العمل في الوقت المحدَّد، وتسليم العمل بمُستوًى مُبهِر، والاضطلاع بمهامَّ إضافية، وإنجاز العمل بصرف النظر عن الساعات اللازمة لذلك.
- افعل المطلوب منك وأكثر: صِلْ إلى العمل مُبكرًا وغادِرْه في وقت متأخر. إذا كان لديك سؤال، فحاول أن تُجيبَ عليه بنفسك قبل أن تسأل أحدًا. وإذا لم يُحدَّد لك موعد نهائي لتسليم العمل، فسَل رئيسك عن الموعد الذي يَتوقَّعه منك لإنجاز المهمة بالكامل. تأكَّد من أنك تستوعب ما هو مُتوقَّع منك طوال الوقت لكي تُصبح أول شخص يلجأ إليه فريق التصميم ويَعتمد عليه لإنجاز مهمة ما.
- كوِّن شبكة علاقات: شبكة العلاقات هي أول خطوة مُهمة لاكتساب المعارف؛ لذا قابِل أكبر عدد مُمكن من الأشخاص حين تبدأ فترة تدريبك. سيأخذك رئيسك أو الشخص المسئول عنك في جولة حول المكتب في يومك الأول عادةً وسيُقدمك لعدة أشخاص من مختلف الأقسام. استَغرِق بعض الوقت لتحفظ أسماءهم وتتعرف عليهم لكي يتسنى لكَ تكوين علاقات معهم. اطلب منهم أن يسمحوا لك ببضع دقائق من وقتهم لتفهم على نحو أفضل ما يقومون به وما هو دورهم في عملية التصميم بأكملها.
- خذ المبادرة: إنَّ المُتدربين الذين يُبادرون بالمساعدة في المشروعات أو الاضطلاع بمهام إضافية أو إبداء الرغبة في تعلُّم تفاصيل أداء العمل وتطوير المزيد من المهارات؛ يصيرون أعضاءً بارزين في الفريق، ولن تذهب مجهوداتك سُدًى دون أن يلاحظها أحد.
- لا تُشارك في الثرثرة وأحاديث النميمة: يَنبغي أن تتجنَّب المشاركة في الثرثرة وأحاديث النميمة في العمل بأيِّ شكل كان؛ فلن تُفيدك الثرثرة والنميمة في تحقيق التقدُّم، وإنما قد تُعقيك عن ذلك.
- كن مُتحمسًا: الحماس أشبه بالعدوى، وهو يجعل زملاءك يفرحون بوجودهم حولك. كما أنه يُبيِّن لرئيسك أنك مُتحفِّز ومُتحمِّس لوجودك في المكان، وهذا بدوره يُكسِبك نقاطًا إضافية.
- ابقَ إيجابيًّا: من المُهم أن تجد طرقًا صحية لتُخفِّف حدة الضغوط التي تتعرَّض لها لكي يَتسنى لك الحفاظ على الإيجابية أثناء تأدية العمل. ولا يوجد شيء يَستحِق التقدير أكثر من شخص يستطيع الحفاظ على رُوحِه الإيجابية عندما تسوء الأمور.
- كن على استعداد لإنجاز أيِّ مهمة: باعتبارك متدربًا، فسيُتوقَّع منك أن تؤدي دورك على الفور وبحماس، وأن تُساعد في أيِّ مهمة يتوجب إنجازها. وعندما يطلب منك رئيسك أن تُنجِز مهمة، فستكون موضع تقدير دومًا إذا ما تبنَّيت توجُّه «لا مشكلة، سأنجزها.» وهذه اللمسات الصغيرة مفيدة جدًّا. وعندما تنجز المهمة ينبغي أن تسأل هل هناك شيء آخر مطلوب منك قبل أن تعود إلى رُوتين عملك المعتاد أو قبل أن تُغادِر المكان في نهاية يوم العمل.
- انتبه جيدًا للتفاصيل: أن تكون مُنتبهًا للتفاصيل لهي سِمة أساسية ومرغوبة بشدة؛ لأنه يُمكن أن يَترتَّب على إغفال التفاصيل الدقيقة عواقب وخيمة؛ ومن ثَم يعود الأمر إليك فيما يَتعلَّق بملاحظة هذه التفاصيل والتأكُّد من تنفيذها على النحو الصحيح، وسيُقدر زملاؤك في العمل ورؤساؤك مجهوداتك بحق.
- اترك انطباعًا دائمًا: إن التحلِّي بالمهنية طوال الوقت، والوفاء بالمواعيد النهائية لتسليم العمل، والتحلِّي بالإيجابية، وتخطي التوقُّعات؛ ستقودك إلى ترك انطباع دائم لدى زملائك بالعمل ومديرك وإدارة الشركة، وهو ما ينبغي أن يساعدك في الحصول على عرض وظيفة بدوام كامل.
(٤) الدراسة بالخارج
تخيَّل نفسك تتطلَّع إلى الأزياء الأنيقة التي يرتديها المارُّون بشوارع حي الموضة، فوبورج سان أونوريه، في باريس بفرنسا، أو تَستكشِف صيحات الموضة في المتاجر الشهيرة الرفيعة المستوى في شارع بوند ستريت بلندن. إن معظم الطلاب الذين استكملوا دراستهم بالخارج يصفون التجربة بأنها تجربة غيَّرت مجرى حياتهم إلى الأبد؛ فهي لا تُعزز خبرتك التعليمية وحسب، وإنما تعزز أيضًا حياتك الاجتماعية من خلال إتاحة فرصة تكوين صداقات تستمر مدى الحياة.
في سياق الأعمال التجارية العالَمية الذي نُواجهه اليوم، من المهم اكتساب خبرة عالمية للحفاظ على مركز الصدارة في المنافسة. ومن خلال الدراسة بالخارج يستطيع الطالب تعلُّم لغة أجنبية واكتساب خبرة في الحديث بها، وزيادة معرفته بكيفية إدارة الأعمال على الصعيد الدولي، وفهم الاختلافات الثقافية. إن برامج الدراسة بالخارج موجودة في مختلف أنحاء العالم مع تركُّزها في الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وهونج كونج والمكسيك وأستراليا وكندا، وهذه البرامج تقدِّم للطلاب فرصًا وخبرات تعليمية مُفيدة ستُكسِبهم خبرة ومعرفة مباشرة في مجال تصميم الأزياء العالمية. ويوجد مجموعة كبيرة من البرامج المُتخصِّصة التي تقدمها شتى الكليات والجامعات، سواء أكنتَ تُفكِّر في قضاء الصيف أو فصلًا دراسيًّا أو عامًا كاملًا بالخارج. وتتوافر في معظم الجامعات والكليات مكاتب أو أقسام خاصة ببرامج الدراسة الدولية والدراسة بالخارج والتبادُل الثقافي أو اتحادات الجامعات المتاحة للطلاب الذين يُخطِّطون للدراسة بالخارج. إنهم يُنسِّقون بين جميع البرامج الدولية ويُقدِّمون كل المعلومات اللوجيستية الضرورية للتقديم لبرنامج دراسي والبدء فيه وإتمامه.
أجرى معهد التعليم الدولي للطلاب أول استطلاع آراء على نطاق واسع لفهم تأثير برامج الدراسة بالخارج على الجوانب الشخصية والأكاديمية لحياة الطلاب. وأثبَتَت النتائج أن أغلبية المشاركين شعروا بأن تجربة الدراسة بالخارج كان لها تأثير إيجابي على حياتهم المهنية وزادت من مستوى ثقتهم بأنفسهم. وبرامج الدراسة بالخارج تُساعد على تمكين الطلاب وجعلهم مُنفَتحين ومُستعدِّين لتقبُّل العالم الخارجي.
(٥) الدراسات العليا
لا تتطلَّب معظم وظائف تصميم الأزياء درجةَ دراسات عليا، كالماجستير أو الدكتوراه، غير أن مثل هذه الدرجات العلمية عادةً ما تُمهِّد الطريق لوظيفة مدرِّس تصميم أزياء. وتركز برامج الدراسات العليا في مجال تصميم الأزياء على الدراسة النظرية لتصميم وفلسفة الأزياء بدلًا من التركيز على الأساسيات، وتُحضِّر الطلاب لمستوى مُتقدِّم من تصميم الأزياء أو وظائف التدريس. وعادةً ما يُستكمَل التدريس التقليدي بالاستعانة بالمُحاضِرين المنتدبين وتنظيم جولات ميدانية في شركات الملابس والإكسسوارات وزيارات بيوت الأزياء والمتاحف. وسيَتعرَّض طالب الدراسات العليا لمُستوًى متقدم من تنمية المهارات الفنية والبحث المفصَّل ودراسات الحالة والتطبيقات التجريبية داخل قاعة الدراسة. وتتكوَّن مواد الدراسات العليا عادةً من مزيج من الدراسات التطبيقية العملية والدراسات الذاتية التوجيه والدراسات الافتراضية. ويستطيع طلاب الدراسات العليا أن يَستكشِفوا مجالات تخصُّصهم بقدرات متقدمة.
عندما يحصل الطالب على درجة الماجستير، فإنه ينبغي له أن يُعِدَّ رسالةً ويَكتبها ويُقدِّمها. والرسالة عبارة عن وثيقة تُقدِّم بحث الطالب ونتائجه حول موضوع معيَّن. وعندما يتقدَّم الطالب للحصول على درجة الدكتوراه، تُسمَّى الرسالة الأطروحة. وسيتعيَّن على الطالب تقديم أطروحته أو رسالته إلى لجنة لتُراجعها مُراجعة شاملة، وتُقدِّم مقترحات، وتُحدِّد إن كانت ستُقبل أم ستُرفض. والأطروحة أكثر شمولية من الرسالة؛ فهي تُقدِّم مشروعًا بحثيًّا بعينه أو تطرح تحليلًا موسَّعًا لموضوع النقاش. وعادةً ما يكون الاختبار الشفوي شرطًا للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، ويُعقد بعد الانتهاء من الأطروحة أو الرسالة، ولكن قبل أن تُقدم إلى الجامعة. ويقدم الطالب بحثه إلى لجنة أو هيئة؛ وهي بدورها تَطرح أسئلة عنه على الطالب.
من أجل التسجيل في برنامج دراسات عليا، ينبغي عليك أن تحصل أولًا على شهادة جامعية في تصميم الأزياء أو في مجالٍ مُشابه. ويُشترَط عليك تقديم سجلِّ تصميماتٍ يُثبت قدرتك على الرسم عمومًا، ورسم الرسومات الأولية ورسم الصور التوضيحية وتطوير الأفكار وتنفيذها. وتَختلِف عملية التقديم من كلية لأخرى، إلا أنها تتكوَّن عمومًا من ملء استمارة التقديم، ودفع الرسوم، وتقديم السجلات الدراسية الرسمية والسيرة الذاتية، وتقديم خطاب تَعريفي بالطالب وخطاب تعريفي بالاهتمامات (التخصُّص الذي يُخطِّط الطالب لدراسته داخل مجال الأزياء ونوعية البحث الذي يُخطِّط لإجرائه وأهدافه المهنية فور الانتهاء من برنامج الدراسات العليا)، وتقديم خطابَي توصية من الجامعة وإتمام مقابلة شخصية مع عضو من أعضاء هيئة التدريس. وبمجرَّد أن تَنتهي من برنامج الدراسات العليا في مجال تصميم الأزياء، ستكون مُستعدًّا لدخول سوق العمل باعتبارك مصمم أزياء ذا مستوًى مُتقدِّم من الاحترافية.
(٦) التعليم المستمر
لكي تظل قادرًا على المنافسة بوصفك مُصمِّم أزياء، يجب أن تكون مُطَّلعًا دومًا على آخر مستجدات مهنتك، ومُلمًّا بأحدث وسائل التكنولوجيا ومُصقلًا لمهاراتك. وتُوفِّر دورات التعليم المستمر التي لا تمنح درجات علمية (والمُعتمَدة أو غير المُعتمَدة في شكل ساعات) فرصة للأفراد لصقل مهارات معيَّنة؛ مثل تكنولوجيا المنسوجات؛ أو الحصول على شهادة في تخصُّصات مثل تقنيات خياطة الأزياء الراقية أو استخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر أو التزيين؛ أو تعلُّم شيء جديد. إنها طريقة رائعة لتَزيد من مهاراتك وتُحسِّن سجلَّ تصميماتك. وقد تكون هذه الدورات التدريبية مُفيدة لتحويل المسار الوظيفي (مثل الانتقال من تصميم الأزياء إلى تصميم الإكسسوارات)، وتُوفِّر وسيلةً لتكوين صداقات جديدة وتطوير شبكة علاقات عمل، وتَمنحك معرفةً إضافية لتَصقُل موهبة التصميم لديك، وتُحرز تقدمًا على مسارك المهني بوصفك مُصمِّم أزياء.
تُعد وحدات التعليم المستمر الوحدة القياسية المُعترَف بها وطنيًّا لقياس المشاركة الفردية في برامج التعليم المُستمر غير المُعتمَدة في شكل ساعات، والتي يُقدَّر كلٌّ منها ﺑ ١٠ ساعات من المشاركة، وهي تُعدُّ إثباتًا لإتمام تلك البرامج. وتَعتمِد الجمعية الدولية للتعليم المستمر والتدريب المؤسسات الأكثر انتشارًا على نطاق المجال المُعتمِدة على نظام وحدات التعليم المستمر. وفي دول معيَّنة، مثل كندا، يُستخدَم بدلًا من هذا النظام نظام التعليم المُستمر القائم على البرامج المُعتمَدة في شكل ساعات.
وتُدرَّس دورات التعليم المستمر على أيدي الأساتذة الجامعيِّين أو المدرسين أو مُحترفي المجال الذين يُقدِّمون رؤيةً واقعية للأمور. وقد يُسجِّل الأفراد في إحدى دورات التعليم المُستمر باعتبارها شرطًا للتسجيل في برامج معيَّنة للحصول على درجة الدبلوم في العلوم التطبيقية. تَعقِد معظم الكليات جلسات تعريفية بدورات التعليم المُستمِر لديها لتعرف المزيد عن عروض البرامج قبل التسجيل أو يُمكِنك التواصل مع قسم التعليم المُستمِر بالكلية وطلب إرسال النشرة الداخلية الخاصة بالكلية إليك عبر البريد الإلكتروني، أو يُمكنك الاطِّلاع على الدورات التدريبية على شبكة الإنترنت من خلال موقعهم الإلكتروني.
بالإضافة إلى التسجيل في إحدى دورات التعليم المُستمر الفردية، قد يختار المرء أن يُسجِّل في برنامج خاص يدرس فيه تخصُّصًا معيَّنًا. وتُقدم تلك البرامج أساسيات التدريس والتدريب لمن يهتمُّون بتعلُّم جانب معين من تصميم الأزياء. ويُعد هذا النوع من البرامج أقلَّ صرامةً من برامج الشهادات التقليدية؛ إذ إنها برامج لا تَشترِط التفرُّغ ولا تَعتمِد على نظام الدراسة بالساعات المُعتمَدة، وليس لها شروط تقديم. إنها وسيلة رائعة لصَقل مهاراتك وتطوير سجل تصميماتك. وتَشتمِل هذه الدورات على موادَّ أساسية وكذلك مواد مُتخصِّصة في تصميم الأزياء. وتُقدَّم المواد الأساسية للطلاب أساسًا لبدء المسيرة المهنية في مجال تصميم الأزياء مُتناولةً موضوعات تَتنوع بين الألوان والباترونات والأشكال الفنية وصناعة الملابس، بما في ذلك الحياكة، وإعداد الباترونات، والتفصيل على المانيكانات، وتوريد الأقمشة، وتكنولوجيا المنسوجات، ورسم الرسومات الأولية، وتاريخ صناعة الموضة، وتسويق الأزياء، وسلوك المُستهلِك. ومن أجل الحصول على المزيد من المعلومات عن عروض البرامج الدراسية، تواصَلْ مع قسم التعليم المستمر بكليتك، واطلب إرسال النشرة الداخلية الخاصة بها عبر البريد الإلكتروني، أو اطَّلع على هذه البرامج عبر شبكة الإنترنت.