وحدة الإنسان
«إن الفكرة الرئيسية التي تدور حولها هذه الدراسات هي أزمة الثقة التي تَنجم عن رغبةِ كل إنسان في أن يكون شخصًا وعقلًا، في وجه الخوف المستمر من أن يكون جهازًا آليًّا. والسؤال الجوهري الذي أطرحه هو: هل يستطيع الإنسان أن يكون آلةً وذاتًا في آنٍ معًا؟»
تدور فكرة هذا الكتاب حول أن الإنسان كِيان واحد يتناغم فيه السعيُ إلى الحقيقة مع التحديق في آفاق الخيال، وتنسجم فيه المعرفة العلمية المتعمِّقة مع الحساسية الشعرية المُرهَفة؛ إذ يرى المؤلِّف أن النزعة الإنسانية لا تتعارض مع العلم، وأن العلم والفن طريقتان متكاملتان يعبِّر بهما الإنسانُ الحديث عن نفسه، وتكمن عناصرُ تحقيق الوَحدة بينهما في الخيال؛ فعملية الاكتشاف في العلم تقتضي الخيالَ بقَدْر ما تقتضيه عمليةُ الإبداع في الفنون، كما أن الخيال يعمل على توسيعِ نطاق اللغة العلمية التي تتَّسم بالضِّيق، وإضافةِ معانٍ جديدة إلى مفاهيمها المتداولة. وقد عبَّر المؤلِّف عن «وحدة الإنسان» من خلال أربعة محاور — الإنسان، والطبيعة، والذات، والعقل — تؤكِّد جميعًا انسجامَ الإنسان وتوافُقه، سواء بين عناصره الداخلية، أو بينه وبين العالَم المُحيط به.