مقدمة الطبعة الثالثة
هذه لمحات من صور النفس البشرية في مغامرتها الطويلة على مدى القرون جيلًا بعد جيل، نرى فيها أشباهًا لأنفسنا؛ إذ نسعد أو نشقى، وإذ نندفع مع عواطفنا التي تسف بنا تارةً وتسمو بنا أخرى. وما تزال الإنسانية تكتب قصصًا جديدةً في كل يوم وكل ساعة، ومن مجموع هذه القصص الإنسانية نستمد عقائدنا ومُثُلَنا العليا ونواميس حياتنا الاجتماعية. وما من قصة قديمة إلا وفيها عرق نابض متصل بحياتنا الحاضرة، وما من خلجة من خلجات نفوسنا في عصرنا هذا إلا وفيها عرق متصل بمنابع الإنسانية الأولى. وأنا إذ أقدم هذه المجموعة إلى أبناء هذا العصر إنما أهدي إليهم جانبًا من نفسي وعصارةً من فيض قلبي، وقد زدت على القصص التي ظهرت في الطبعة الأولى عدة قصص أخرى تصل خطوات الزمان في أحداثه الكبرى إلى وقتنا هذا الذي نعيش فيه، وما يكون أسعدني إذا وجد القراء فيها بعض لحظات سعيدة أو بعض خطرات تبعث على التأمل.