العودة
«العناصر واحدة والعبرة بالألوان، والحياة واحدة والعبرة بالروح.»
صديقنا الفنان «علي المصري» رجلٌ فذٌّ في شخصيته، وفذٌّ في فنه. وكان يتخذ له مرسمًا في قلب حيٍّ من أحياء القاهرة القديمة، ويحيطه بجوٍّ غامضٍ يناسب جو قاهرة العصور الوسطى الغامضة. فالحي القديم تحيط به من كل جانب بيوت متهدمة ومئات من المساجد الأثرية ذات المآذن العالية وأزقة ضيقة متعرجة تحرسها بوابات ضخمة ما تزال تحتفظ بقوامها الشامخ مع كل ما أصابها من خدوش السنوات الطويلة. والمرسم نفسه يمثل الحي أصدق تمثيل؛ إذ يحتوي على قطع مختلفة من أثاث قديم يجمعه الفنان قطعة قطعة من متاجر التحف البالية، ومن فوقها قطع مهلهلة من المنسوجات والسجاجيد التي مضت عليها مئات السنين وتناولتها مئات الأيدي.
وكنت أذهب مع صديقي إلى ذلك المرسم لأقضي يومًا في جوه الغريب، فأنتقل فيه من عالم الحياة الحاضرة إلى عالم بعيد مندثر أقطعه عبر الأجيال وأجد فيه مجالًا واسعًا للتأمل. وكانت المناظر التي يرسمها صديقي تلائم جو المرسم والحي؛ إذ كان يختارها من الأطلال الدارسة والجدران المتهدمة، ويجعل أشخاصها من سكان الأحياء الفقيرة ذوي الوجوه المعروقة والثياب الممزقة.
ولست أدري لماذا كنت أشعر برغبة شديدة في الذهاب إلى ذلك المرسم برغم ما فيه وما حوله من المناظر المحطمة، وكنت — كلما ذهبت إليه — أستغرق في تفكير عميق عن الماضي والحاضر وعن الآلام والآمال، ويمضي اليوم فيه سريعًا حافلًا بالأحلام.
وأما الفنان نفسه، فقد كان عالَمًا قائمًا بذاته، لا يشبه أحدًا ولا يشبهه أحد، سواء في صورته الجسمية أم في تكوينه العقلي والنفساني. كان قصير القامة بدين الجسم، يتدحرج في مشيته السريعة ذات الخطى القصيرة، وأينما سار يتلفت حوله إلى الأشخاص والأشياء كأنه يريد أن يطبع في ذهنه كل ما يقع عليه بصره، ولكنه كان لا يقول شيئًا كأنه لم يلاحظ شيئًا. وكنت أحيانًا أسأله لماذا لا يسير في طريقه بغير تلفت، فلا يجيبني إلا بابتسامته الساذجة قائلًا: ولِمَ خلق الله لنا عيونًا؟
وكان من عادته أن يمسك في يده مسبحة سوداء من خشب اليسر كما كان دائمًا يلبس ثيابًا قاتمةً وربطة عنق سوداء. وكلما سألته عن السر في هذا السواد وهل هو حزين، أجابني بابتسامته المعهودة قائلًا: إنه مزاج!
وأبرز ما يتصف به ذلك الفنان العجيب أنه يحمل في صدره أنقى قلب إنساني عرفته في حياتي، فكلما مر بالحارات الضيقة ورأى أطفالها المساكين وقف يتأمل وجوههم النحيلة في تأثر شديد وأخرج من جيبه كل ما يكون معه من النقود أو الحلوى، ووقف ينظر إليهم في عطف وهم يصفقون طربًا ويحيطون به يطلبون المزيد. فإذا انصرف عنهم بلغ منه التأثر مبلغًا شديدًا وأخذ يتمتم لنفسه ببعض كلمات الرثاء. وله حسٌّ مرهفٌ يدرك من المشاعر ما يخفى على أذكى الأذكياء، ولكنه قلما اهتم بأن يعبر عن تلك المشاعر بالأقوال، وإذا قال شيئًا كانت أقواله غير مفهومة كأنه يستخدم لغة خاصة. وأما مقدرته على اختيار الألوان فقد كانت ممتازة، كأنه يدرك ببصره ما لا تدركه العيون الأخرى.
ومع كل إعجابي بصديقي الفنان ومحبتي له كنت في كثيرٍ من الأحيان أضيق بغرابة أطواره؛ لأنه كان يطيع بدواته إذا بدت له، ولا يعبأ برأي أحد من الناس. وكان لا يهتم بما تعارف عليه المجتمع، ويعتقد أن أهل العصر كلهم لا يستحقون أن يُقام لآرائهم وزن. كان ثائرًا بطبيعته على كل الأوضاع وكل القيم التي وضعها الناس في هذا الزمن، ولا يحاول أن يداري ما يشعر به مهما كانت الظروف. وكانت صراحته أحيانًا تبلغ حد الإهانة والإيلام، وكثيرًا ما أحرجني عندما كنا نجتمع في مجلس يضم بعض الأغراب الذين لا يعرفونه؛ لأنه كان لا يتردد في الجهر بآرائه وإن كانت مؤلمة لهم.
وأذكر أننا اجتمعنا يومًا في بيت صديق لنا وكان عنده ضيف من أعضاء حزب سياسي كبير، فلما تناول الحديث بعض المسائل العامة تدفق الأستاذ علي المصري حانقًا يتهم فيه زعماء الحزب بأشنع التهم حتى أحرج الضيف وجعله يخرج من البيت غاضبًا. وكثيرًا ما كان يحرجني في مواقف كثيرة أخرى؛ إذ كان لا يعبأ بالأصول المرعية في السلوك، فقد يعرج في الطريق على بائع عرقسوس متجول ليشرب كوبًا مثلجًا إذا شعر بأنه عطشان، كما قد يعرج على دكان بائع أثاث قديم ليشتري آنية محطمة أو قطعة من نافذة مهشمة أو قنديلًا من النحاس تعلوه طبقة كثيفة من الصدأ. ولست أذكر أني رأيته يومًا عابسًا أو غاضبًا، وكان دائمًا عظيم الأمل في المستقبل. لم يشعر يومًا بالقلق لأنه مفلس، بل كان يؤمن بأن رزق الغد سوف يأتي. ولم يشعر باليأس من صلاح أحوال الناس، بل كان يعتقد أن الأمور سوف تتغير. كان مؤمنًا بأن في الجو ثورة لا بد من انطلاقها في يوم من الأيام؛ لأنها أصبحت ضرورة لازمة، فإذا سألته عن الأسباب التي تدعو إلى ذلك الاعتقاد تبسَّم وهز كتفه قائلًا: «سوف ترى.»
وقلت له يومًا على سبيل المزاح: إن مرسمك هذا يذكرني بهياكل الجثث في المتحف.
فاتسعت ابتسامته وأجاب قائلًا: لأنك لا ترى الأرواح التي ترفرف فوقها.
وكنت في يوم من الأيام عنده وهو يرسم إحدى لوحاته، وكانت تشبه لوحاته الأخرى في منظرها، فكل ما فيها محطم مهلهل متهدم، كانت تمثل تلًّا من الأطلال في أعلاه دار متهدمة ليس فيها سوى جدار واحد قائم إلى اليمين مستند إلى مئذنة مسجد صغير. وإلى الجهة الأخرى كوخ صغير تقف عند بابه طفلة صغيرة تشبه الأطفال المساكين الذين يقدم لهم قطع النقود والحلوى في الحارات المجاورة للمرسم. كانت جميلة الصورة كأنها ملاك، غير أنها في ثياب ممزقة وتقف حافية القدمَيْن. وأمام الكوخ شيخ كبير السن تبدو على وجهه علائم القناعة والحزن والطيبة، وهو يتحامل على نفسه ليرمم جدار الكوخ المتداعي للسقوط.
فجلست أتأمل الصورة وأنا خاشع، وامتلأ قلبي ظلامًا من ألوانها القاتمة التي لا يتخللها شعاع مشرق إلا في وجه الطفلة الصغيرة. ولم أدرِ كم مضى عليَّ من الوقت وأنا أتأمل الصورة وأتحدث إلى نفسي صامتًا، فلم أنتبه إلا على صوت أذان المغرب الذي انطلق من المسجد الأثري المجاور. ورأيت صاحبي يقف مصغيًا إلى صوت الأذان في اهتمام، حتى إذا ما انتهى رفع «فرشته» وأضاف بها بعض لمسات إلى صورة المئذنة فجعلها تشبه منارة تبعث شعاعًا خافتًا مترددًا يجاهد في اختراق ضبابة رقيقة من الغبار المتصاعد من تلك الأطلال.
وشعرت برغبة شديدة في أن أحدث صاحبي عن الصورة، ولكنه كان منصرفًا إلى إضافة لمسات جديدة إلى الضوء المنبعث من المئذنة.
فقلت له مداعبًا: أراك ترسم صوت الأذان يا صديقي.
فالتفت إليَّ بابتسامته قائلًا: ولِمَ لا؟
فقلت له في اهتمام: ألا تخبرني عن معنى هذه الصورة؟
فضحك قائلًا: المعنى دائمًا؟
فقلت في إصرار: أكاد أقول إنك تقصد بها شيئًا أكثر من مجرد صورة. أنت ترمز بها إلى معنى في ضميرك.
فالتفت إليَّ في دهشة قائلًا: ماذا تقصد أنت؟
وكان تعبير وجهه في دهشته صادقًا حتى وقع في وعيي أنه لم يقصد شيئًا سوى تلك الصورة، سوى الطلل والطفلة والشيخ والمئذنة، التي استرعت اهتمامه لسبب يجهله هو أيضًا.
فسألته: بماذا تريد أن تسميها؟
وكنت أعرف أنه يحب أن يسمي كل صورة باسم غامض.
فهز كتفيه قائلًا: ربما سميتها الانتظار.
فقلت: وما معناه؟
فهز كتفيه مرة أخرى قائلًا: الانتظار؟!
ولم أفهم من قوله شيئًا فعدت أنظر إلى الصورة واكتفيت منها بالأثر العميق الذي وقع في نفسي.
وكانت تلك آخر جلسة طويلة معه في المرسم؛ لأني نُقِلتُ من القاهرة بعد ذلك وقضيت عدة سنوات أجوب البلاد في الشمال والجنوب، وصرت لا أرى صاحبي إلا في مقابلات عابرة يفصل بين كلٍّ منها والأخرى سنة كاملة أو عدة أشهر.
واتفق لي أن رجعت إلى القاهرة لأشهد الاحتفال الكبير الذي أقيم فيها لذكرى الثورة، وذهبت إلى ميدان التحرير لأشترك مع الألوف المؤلفة التي جاءت من كل البلاد لتحتفل بالحادثة التاريخية الكبرى. وهناك قابلت صاحبي مصادفةً وهو يجوس خلال الجموع المتزاحمة. وكان أول ما أدهشني منه أنه كان يمسك في يده سبحة من الكهرمان الأصفر اللامع، ويلبس ربطة عنق ذات ثلاثة ألوان، الأسود والأحمر والأبيض، وهي ألوان الثورة كما هو معروف.
وقال لي ونحن نتعانق: أنا سعيد بلقائك. ألم أقل لك إنها آتية؟
فقلت: مَن هي؟
فقال: الثورة.
وكان شوقي إليه عظيمًا، فسحبته من يده إلى أقرب قهوة وجدنا بها مكانًا خاليًا وجلسنا نتحدث، وكان مرحًا مستبشرًا أكثر من عادته. كان يتحدث عن الثورة كأنه هو الذي أحدثها، وأخذ يتكلم على غير عادته كلامًا مفهومًا. ودعاني إلى قضاء يوم معه في المرسم لنتغدى معًا ونتحدث. وكنت مشتاقًا إلى رؤية مرسمه مرة أخرى بعد غيبتي الطويلة عنه، ونحن نعرف مقدار حنين الإنسان إلى الأماكن التي تعوَّد الذهابَ إليها في شبابه.
وفي اليوم التالي تلاقينا في الصباح على موعدنا في قهوة الفيشاوي، ثم سرنا في الطريق إلى المرسم، وكنت أنا في هذه المرة أتلفت حولي إلى مناظر الناس والدكاكين التي لم تقع عيني عليها منذ خمسة عشر عامًا، وإلى الأطفال في الأزقة الضيقة والمنازل القديمة المتهدمة، وشعرت بحنين يشبه حنين الذي يعود إلى وطنه بعد غربة طويلة. وسار صاحبي في نشاط بخطواته السريعة، يحيي أصحاب الدكاكين الصغيرة ويدعوهم بأسمائهم ويبادلهم الفكاهة، ثم عرج بي فجأةً على دكان «مسمط» ليعد الوليمة التي دعاني إليها، واشترى شيئًا من لحم الرأس واللسان والمخ، ولفه في كيس من الورق وسار يهزه في يمينه، ثم عرج على دكان بائع «طرشي» ثم على مخبز وعربة برتقال حتى جهز كل أصناف الغداء، وسرنا نحمل في أيدينا لفائف كثيرة. ولست أنكر أني شعرت بكثير من الحرج ونحن نعرج على جانبي الطريق لشراء طعامنا، إذ كانت الطرق مزدحمة بالمارة الذين ينظرون نحونا. وزاد حرجي حتى شعرت بأن الدم يتصاعد إلى وجهي عندما مر بنا أحد المعارف القدامى وسلم علينا من بعيد ونحن نشتري رطلًا من السكر لإعداد الشاي بعد الغداء، وخُيل إليَّ أنه يتبسم في شيءٍ من السخرية عندما لمح القراطيس في أيدينا، فشعرت بكثير من الخجل، ولكن صديقي الفنان صاح به قائلًا: تفضل معنا.
وجعل يكرر دعوته في إصرار حتى جعل ذلك الصاحب القديم يرفع يَدَيْه إلى رأسه شاكرًا ويسرع متباعدًا عنا. واخترقنا ما بقي من العطفات حتى بلغنا المرسم وصعدنا في سلمه ذي الدرجات العالية. وألقيت القراطيس التي كانت في يدي على منضدة عرجاء من الأبنوس المطعم بالصدف، وهي إحدى التحف العزيزة على صديقي. وجلست على الكرسي «الأربسكة» الذي تعودت أن أجلس عليه من قبل، وأخذت أنظر في دهشة إلى المرسم.
كان منظره العام مختلفًا عن منظره الكئيب الذي عرفته، وكان جوه العام غير جوه الأول القاتم. وبعد لحظة فطنت إلى السر في ذلك التغيير الكبير؛ إذ رأيت في صدر الغرفة الكبيرة صورة تضيء بألوانها الزاهية. فوقفت أنظر إليها وأتعجب من الأثر الذي أحدثته في الغرفة. كانت الأركان هي الأركان التي عهدتها من قبلُ، وكان الأثاث هو الأثاث القديم، ولكن الصورة الجديدة خلعت على المرسم كله شخصية أخرى. وتأملتها طويلًا، وخُيل إليَّ أني رأيتها من قبل، ولكني لم أذكر أين رأيتها. كانت تمثل ربوة خضراء عليها خمائل ذات ظلال رائعة، وينحدر منها جدول من الماء المتألق منسابًا إلى أحواض مزدهرة، وإلى جانب الربوة من اليمين صورة مسجد يصعد بمئذنته الرشيقة كأنها تبتسم لضوء الشمس، وإلى الجانب الأيسر كانت دار صغيرة متواضعة، ولكنها بديعة في بساطتها، وعلى جانبها تصعد كرمة تتدلى منها قطوف العنب.
ووَقَفَت عند باب الدار طفلة متهللة الوجه كأنها ملاك يسبح في السماء، تفتح ذِراعَيْها لجدها الشيخ الذي كان يميل أمامها ليرفعها بين ذِراعَيْه. عند ذلك فقط هَجَمَت عليَّ ذكرى المنظر القديم الذي رأيته من قبلُ، وتذكرت تلك الأطلال المتهدمة والكوخ الحقير المتداعي والجدار المستند إلى المئذنة وشعاعها الخافت الذي يجاهد ليخترق سحابة الغبار، وقلت في شبه صيحة: إنها هي هي!
فقال صاحبي: ما هي؟
فقلت في حماسة: هذه الصورة. الطفلة هي الطفلة، والشيخ هو الشيخ، ولكن ماذا حدث؟ بعض الألوان يتغير فتصير الأطلال ربوة مزدهرة وتصير المئذنة المتصدعة رشيقة مبتسمة للضوء، ويصبح الكوخ الحقير دارًا سعيدةً! أليست هذه هي الصورة؟
فابتسم صاحبي ابتسامته العريضة الطيبة وقال: كانت الأخرى تملؤني انتظارًا.
فقلت: وأين هي؟
فقال: لم أستطع الإبقاء عليها، طمستها؛ لأنها كانت كئيبة. ولماذا أُبقي عليها؟
فقلت: هي أثرٌ من أعمالك.
فقال: لم تكن سوى بداية كنت دائمًا أنتظر لأتمها. كنت دائمًا أعتقد أنه سيأتي يوم أستطيع فيه أن أتمها.
فقلت: لست أفهم.
فقال: أمَا قلت لك إنها ستتحدث يومًا؟ أمَا قلت لك إن الثورة آتية؟ كنت أنتظرها وانتظرت طويلًا، ولكنها حدثت. وكان لا بد لي أن أتم الصورة كما أردتها. كان عامًا سعيدًا قضيته في تجديدها منذ قيام الثورة، وانقطعت لها مدة عام من الصباح إلى المساء أضيف في كل يوم لمسة. بدأت في يوليو، ونحن الآن في يوليو. أليست تعجبك؟
فقلت في حماسة: إنها رائعة.
فقال وهو ينظر إليها في ارتياح: عندما أتممتها شعرت بأن عبئًا ثقيلًا أُزيح عن صدري. كانت الصورة القديمة تملأ قلبي ظلامًا، فلما جددتها شعرت بالسعادة تغمرني. انظر إلى المئذنة وإلى الشيخ، لم أضف عليهما إلا لمسات صغيرة ومع ذلك فقد تغيرت كما ترى.
توقفت أتأمل الصورة في نشوة، وكان منظر الشيخ والطفلة يجتذب بصري كأن فيه سحرًا.
وقلت له بعد حين: وماذا سميتها؟
فتبسم قائلًا: «العودة»؛ كانت الأطلال تنتظر أن يعود الروح إليها.
فقلت: ولِمَ لا تسميها الثورة؟
فهز رأسه في ثبات قائلًا: ليست ثورة. هكذا يسميها الناس، ولكني لا أسميها إلا «العودة». ألا تراه اسمًا طريفًا؟ فتعالَ لنتغدى فإني لم أتناول طعامًا في الصباح.
ونزعت عيني من الصورة وذهبت معه إلى المائدة الأبنوسية العرجاء، وأخذنا نفك اللفافات واحدة بعد واحدة ونحن نقتطع منها قطعًا شهية.