أنا الشعب
نُطالِع في هذه الرواية الرائدة إرهاصات الأدب الواقعي المصري؛ حيث ينتصر المؤلِّف للطبقات المُهمَّشة والفقيرة، ويُناقِش مشاكلها قبل ثورة يوليو؛ فأوضاعُ عامة الشعب بلَغ منها السوءُ مَبلغَه، حيث تئنُّ تحت وضعٍ اقتصادي في غاية التدهور، ولا تجد فُرصًا عادلة لتحسين أوضاعها، فكأنَّ الشقاء مُلازم لها. كان والد «سيد» قد تُوفِّي وتركه تلميذًا يافعًا بالمدرسة، فتخبَّط لأعوامٍ بلا هدًى، ولكن بالرغم من صعوبة الظروف، لم يَفقِد الأملَ قط، وسرعان ما أفاق وكافَح ليجد لنفسِه مكانًا تحت الشمس، فلم يأنف أن يُمارس عملًا شاقًّا مُرهِقًا مقابلَ قروشٍ قليلة، ولكنه للأسف تعلَّق بشابةٍ جميلة ثَرِية في علاقةِ حبٍّ مستحيلة لا يُمكِن أن تنتهي بالزواج. أحداثٌ أكثر سنَعرفها بمُطالَعتنا هذه الروايةَ التي كتبها الأديب الفذُّ «محمد فريد أبو حديد».