الفصل الثالث والعشرون
لم أَعجب عندما دعيت في اليوم التالي إلى نيابة الصحافة؛ لأني صرت منذ حين أحد نجوم الجرائم الصحفية، وكان موضوع التحقيق كالعادة مزيجًا من تهم مُتعدِّدة جاء في صدرها بالطبع ذكر العهد وماذا أقصد به، ودراسة فقهية طويلة لما جرى به العرف من إطلاق لفظ العهد على الملوك وحدهم، ودافعت عن نفسي قائلًا كالعادة أيضًا إننا في بلد دستوري لا يتحمل فيه الملك مسئولية الحكم؛ فالعهد لا يمكن أن يكون إلا للحكومة القائمة، فانتقل الحوار إلى تهمة الطعن في الحكومة والتحريض على كراهية النظام، وانتقلت بدفاعي أيضًا إلى ذكر البراهين التي تدل على فساد الحكم حتى رأى المُحقِّق الاكتفاء بأول برهانين، ورفض أن يثبت البراهين الأخرى التي هممت بأن أذكرها، ثم وجه إليَّ الطعنة الأخيرة التي حسبَها القاضية؛ وذلك عندما سألني من تقصد بالباشا الأبله، الباشا اللص الذي جمع ثروته من سرقة الأيتام والأرامل والأمراء المعتوهين، والذي تخصص في نظارة الأوقاف وإيجار الأملاك وسرقة اليتامى؟
وشعرت بكثير من الحيرة في البحث عن طريقة أتحاشى بها إقحام شخص خلف باشا؛ إذ لا علاقة له بالحكم، فأخذتُ أبين أنني لا أقصد إلا المعنى العام الذي يشعر به الجميع، وهو أن السادة أصبحوا من الحثالة، فوجد المحقق فرصته وأخذ بتلابيبي.
واستمرَّ التحقيق طول اليوم إلى أن دار رأسي من التعب وعرض المحقق عليَّ كل ما كتبته من قبل في الأعداد السابقة، وما زال يُضيِّق عليَّ الخناق حتى قذفني آخر الأمر بالتعريف الجامع المانع للعيب في الذات الملكية.
فقرأ: «العيب في الذات الملكية هو ذلك الشيء الذي يمسُّ من قريب أو بعيد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تصريحًا أو تلميحًا تلك الذات.»
فضحكت قائلًا: تعريف جميل يصلح لأن يكون شرَكًا رائعًا!
وكان جوابه على ذلك أن قال: تستطيع أن تستريح الآن حتى نَستأنف التحقيق فيما بعد.
فقلت محتجًّا: ما معنى هذا؟
فقال: الأمر بسيط يا سيدي، ستبقى تحت التحفظ حتى يتم التحقيق.
فصحتُ في حنق: أين نحن يا سيدي المحقِّق؟ رجل يُستدعى في الصباح لكي يقال له في هذه الساعة أن ينتظر محجوزًا حتى يتم التحقيق؟
فنظر إليَّ باسمًا كأن الأمر لا يستحقُّ منه إلا ابتسامة، ثم قال: لك طبعًا أن تطلب ما تشاء من البيت، وإذا شئتَ فلك أن تتصل تليفونيًّا بمنزلك أو بإدارة الجريدة.
ونظرت إليه في حقد وكانت ابتسامتُه ما تزال تُثير غيظي، وتمثلت لي صورة غرفتي التي يمكن أن أتصل بها تليفونيًّا لأستَحضِر منها ما أشاء، ثم تذكرت الأستاذ علي مختار وجعلت أسأل نفسي: «ألا يعرف أني هنا؟ أهكذا يتركني لشأني كأنَّني لا أستحق أن يقف إلى جانبي؟»
وقلت للمحقق في حنق: لست في حاجة إلى شيء.
فرفع كتفيه قائلًا: هذا شأنك، ولم أقل له شيئًا سوى نظرة غاضبة وهو يهمس إلى الشرطي الذي دخل إلى الغرفة في تلك اللحظة، فحيا الشرطي صادعًا بالأمر وأخذ منه الورقة التي مد بها يده إليه، وأخذني من ذراعي خارجًا بي من باب الغرفة إلى حيث لا أدري.
وسرت معه وقلبي يَغلي غليانًا شديدًا من الشعور بأني أمام قوة جبارة لا تتمثل في شخص بعينه حتى أتمكن من الدفاع عن حريتي أمامها.
كان الشرطي يَقبض على ذراعي في شيء من الترفُّق، ولكنِّي كنت أحس أنني لا أقدر على الانفلات منه أو مقاومته، ولأول مرة شعرت أن هناك شيئًا هائلًا مجرَّدًا عن الأشخاص والهيئات اسمه الدولة، هي التي تجرني من ذراعي إلى حيث تشاء ولا أستطيع أنا أو غيري من الأفراد أن يقاوم قوتها، ولم يكن في وسعي أن أحنق على ذلك الشرطي، الذي يجرُّني من ذراعي؛ لأنه كان يؤدي واجبه بغير أن يكون بيني وبينه ما يدعو إلى الخصومة أو الكراهة، ومن يدري لعل هذا الشرطي كان يعطف عليَّ في قرارة نفسه؟ لقد كان فيما ظهر لي رجلًا طيبًا، وكانت نظرته نحوي مهذَّبة وديعة تنطق قائلة: «أنا آسف ولكن ما حيلتي؟»
بل إنه أظهر عطفه عليَّ عندما مال نحوي هامسًا: «أتحبُّ أن تشتري شيئًا؟»
فأجبته قائلًا: «أشكرك».
وكانت عربة مُغلقة تَنتظِر عند الباب الخلفي للمبنى، فركبتُها وأغلق الشرطي الباب، وسارت العربة في طريقها وأنا مُنطوٍ على نفسي، حتى وقفت آخر الأمر ونزل منها الشرطي ليأخذني من ذراعي، وعرفت عند ذلك أني داخل إلى قسم عابدين، حسنًا!
ودخلنا إلى غرفة الضابط فحياه الشرطي ومدَّ إليه يده بالورقة التي معه، فقرأها الضابط وأشار بيده نحو غرفة بغير أن يقول كلمةً سوى أنه نظر نحوي نظرة فاحصة من أعلى رأسي إلى آخر ما يستطيع أن يرى منِّي وأنا واقف وراء مكتبه، ولم أجد ضرورة لإجابته بنظرة غاضبة؛ لأني شعرت بما يُشبه الاستعلاء عن الاهتمام بالأفراد، ما لي وهؤلاء جميعًا؟ إنهم يأتمرون بأمر آلة ضخمة لا يملكون لي معها ولا لأنفسِهم شيئًا.
وأدخلت إلى غرفة فيها مكتب صغير واحد ليس فيها شيء غيرُه من الأثاث، وتركني الشرطي فيها وأغلق بابها ولا أدري أذهب إلى سبيله أم بقي واقفًا خارجها، ونظرت إلى ساعتي وكنت لم أفطن إلى النظر إليها من قبل فوجدتها الساعة الرابعة بعد الظهر، يا سلام! لم أفطر في الصباح ولم أطعم شيئًا طول النهار، ومع هذا لم أجد فراغًا للاهتمام بطلب الغداء، وهجَم عليَّ الشعور بالجوع وشعرت بأني ضعيف لا أكاد أقوى على الوقوف، فجلست على ظهر المكتب وكانت النافذة التي ورائي تُطلُّ على خلف مبنى القسم، وأستطيع أن أرى منها المتاجر من بعيد، فغيرت موضعي حتى أقدر على النظر إلى الخارج لأشعر بشيء من الائتناس، وسألت نفسي ألا يمكن أن أشتري شيئًا آكله؟ ونزلت مسرعًا عن المكتب فحاولت فتح الباب، ولكني وجدتُه مغلقًا بالمفتاح، فخبطت عليه بيدي فلم يلبث أن فُتح ورأيت على بابه شرطيًّا من جنود القسم، وهز رأسه إليَّ مستفهمًا فقلت له في هدوء: ألا يُمكن أن أشتري طعامًا؟
فقال بغير اهتمام: اسأل حضرة الضابط.
فقلت في شيء من الغضب: وأين هو؟
فأغلق الباب قائلًا: سأسأله.
وكدتُ أثب لأمنعه من إغلاق الباب بالمفتاح ولكنَّه سبقني فأغلقه، وعدت إلى المكتب فوثبت جالسًا فوق ظهره وجلست أنظر إلى المارة من بعيد وهم يتحرَّكون في اتجاهات شتى، شاب يركب دراجة في وسط الطريق ويمر بخفة بين السيارات وهو يتلفت يمينًا ويسارًا كأنه بهلوان في سرك، ما أمهره في الركوب وما أشد مخاطرته! كأني به يستهين بحياته أو يتمتَّع بشعور المخاطرة، ولم لا يخاطر الناس بحياتهم في كل شيء؟ إنَّ المخاطرة تبعث إلى النفوس نشوة النجاة دائمًا، فتكون الحياة كلها حية مثيرة إلى أن يحين القضاء المحتوم. الرقابة تحيل الحياة إلى سجن مثل هذه الغرفة التي أنا فيها، ولكن إذا كان هؤلاء الفتيان الذين يُحاورون السيارات في الطرق من فوق دراجاتهم لا يُريدون بعملهم هذا إلا أن يشعروا بأنهم يقومون بمغامرة، فلماذا أغضب أنا من أني أواجه مغامرتي؟
ومضى عليَّ وقت طويل وأنا أتأمل وجوه المارة في الطريق، وأقرأ على كلٍّ منهم المعنى الذي تدلُّ عليه مظاهرهم؛ فمنهم من يسير مسترخيًا كأنه يحلم، ومنهم من يسرع كأنه يريد أن يدرك قطارًا على وشك السير، ومنهم من كان لا يريد أكثر من التلفت إلى وجوه الآخرين.
وكان ممَّا استرعى نظري أيضًا طفلان؛ صبيٌّ وفتاة لا يَزيد عُمرُهما على العاشرة، وكانا يقطعان الطريق ذهابًا وإيابًا، ويَعبُرانه من جانب إلى جانب كأنهما قطَّان ضالان، وكان كلٌّ منهما يحمل في يده علبة من الصفيح مُعلَّقة في ساعِدِه بخيط، فيما يكاد يرى «عقب» سيجارة يسقط على الأرض حتى يَهبط إليه كأنه صقر، وجعلت أتأمل وجهَيهما وأتصور ما يكون شكلهما إذا زال في الوسخ عن وجهَيهما ولبسا ثيابًا غير الخِرَق الممزَّقة التي ترفُّ فوق جسدَيهما النحيلَين، ولم أشكَّ في أنهما يكونان ظريفين رشيقين لو أكلا ولبسا كما يفعل الآدميون، ولكن أحقًّا يتغيَّران إذا غُسل عنهما الوسخ؟ هل يُمكِن أن يتحوَّلا إلى طفلَين ظريفَين؟ وكيف يُمكن أن تزال الأوساخ التي تسرَّبت إلى أعماقهما؟
وانقبض صدري عندما تمثَّلت الألوف الكَثيرة التي وقَع عليها بصري في كل مكان من هؤلاء الأطفال، وسألت نفسي كيف نستطيع أن نتمتَّع بالطعام والشراب، وكيف نطمئنُّ في بيوتنا ومع أفراد أسراتنا وهناك ألوف من هؤلاء المساكين يسيرون هكذا كالقطط الضالة؟ وقطع عليَّ تفكيري فَتحُ باب الغرفة، ورأيتُ الشرطي الذي جاء بي إلى القسم وسمعتُه يسألني: أما تريد شيئًا؟
فشكرته من أعماق قلبي، وقلت له: «هل تتكرَّم بأن تشتري لي رغيفًا من الخبز وأي شيء يُؤكَل معه؟» ومددتُ يدي إليه بنصف ريال، ثم نظرتُ إلى ساعتي وكانت ما تزال الخامسة، كل هذا الوقت ساعة واحدة منذ دخلت في الغرفة؟ إنَّ الذين يَقيسُون الوقت بالساعة لم يدخُلوا إلى مثل هذه الغرفة ليسجنوا بها، أليس الزمن خرافة من تأليف العقل البشري كما قال صاحبي عبد الحميد عباد؟
وذهب فكري إلى دمنهور ومرَّت بذهني صور كثيرة، يا ترى كيف حال أمي وأختي؟ والحمد لله على أنَّهما لا تَعلمان أني هنا، ومنى؟ هل تبلغها تحياتي التي أبعثها إليها كل صباح وكل مساء مع إشراق الشمس وطلوع النجم؟ لا بدَّ لي من أن أُسافر إليها غدًا أو بعد غدٍ إذا فرغت من هذا التحقيق السخيف، ولن أنسى غدًا إذا قابلتُ الأستاذ علي مختار أن أعتب عليه عتبًا شديدًا؛ لأنه لم يعبأ بالحضور ليقف إلى جانبي أو قريبًا مني، بل إنه لم يعبأ أن يُرسل سكرتيره ليسأل عني.
وفُتح الباب مرة أخرى ودخل شرطي جديد لم أره من قبل، فقال لي بصوت جامد: تعال يا أفندي.
ولم أجد ضرورة لسؤاله عن قصده فسرت وراءه قائلًا في نفسي: «هذا شيء طبيعي لأني لا يمكن أن أقضي الليلة كلها هنا.»
وسار بي حتى وقف عند باب غرفة أخرى على بُعد نحو خمس خطوات، وفتحها قائلًا: تفضل هنا!
وظننت طبعًا أنها غرفة أُعدَّت لنومي، فدخلتها مرتاحًا ولم أفطن إلى أن الرجل سيغلق الباب ورائي بهذه السرعة، وما كاد الباب يُغلق حتى رأيت أني في غرفة مظلمة ضيقة لا تزيد سعتها على مترين في ثلاثة، وسقفُها لا يعلو أكثر من ثلاثة أمتار، وكانت حجرة قذرة الجدران والأرض، عارية ليس فيها شيء سوى كرسي نِصف محطَّم وبُرشٍ قَذِر ونافذة صغيرة لا أستطيع أن أصل إليها إلا إذا مددت طرف يدي.
«وماذا أفعل هنا؟» هكذا قلت في سرِّي وقلبي يتمزَّق من الغيظ، وحاولت أن أجلس على الكرسي لأفكِّر فيما يَنبغي أن أصنع، ولكنَّه كاد ينهار بي فقمتُ غاضبًا، وقلت في نفسي: «هل أعود إلى الحماقة التي ارتكبتُها في دمنهور عندما سُجنت في الجحر المظلم فأقوم إلى الباب لأدقه بيدي ورجلي ورأسي كأنني مجنون؟» كانت الغرفة الأخرى على الأقل تؤنسني بنافذتها المطلة على الطريق، وأستطيع أن أجلس على المكتب الذي فيها، وشعرت بلِسعة في أسفل ساقي فملتُ لأتحسَّس موضعها، فلمسَت يدي شيئًا حسبته برغوثًا فرفعته إلى كفي في حذر خوف أن يهرب مني، فإذا هي قملة طويلة تَعجب كيف تصل إلى مثل هذا الحجم، ورميت بها بعيدًا في اشمئزاز، وأخذت أخبط الباب في عنف، ولكنِّي شعرت بلسعة أخرى فكدت أفقد صوابي، وخُيِّل إليَّ أن البرش الذي هناك عشٌّ عامر بالقمل، وشعرتُ كأن بدني كله يَلسعني، وكأن في كل قيراط منه دبيب قملة، وفزع الشرطي على ما يظهر من الدق العنيف ففتح الباب واستقبلني قائلًا: ما لك يا أفندي؟
وكان كل همي أن أنفذ من الباب، فاندفعت خارجًا وقلت بعد أن صرت في الممر: أهذه غرفة تعذيب من صنف جديد؟
وعند ذلك تبيَّنتُ أن الشرطي كان صاحبي، وقد جاء يحمل في يديه أوراقًا ملفوفة.
فقلت له وأنا أكثر هدوءًا: أهذه غرفة نوم يا أخي؟ ادخُل إليها دقيقة واحدة لتعرف أنها عش قمل.
فقال في سذاجة: الحاضر يا سيدي، وأين تنام إذن؟
فلم أملك نفسي من الضحك مع شدة غيظي وقلت له: شكرًا لك على كرمك وأرجوك ألا تفكر في أمر نومي، سأقضي الليل واقفًا في الغرفة الأخرى، ويُمكنُني أن أنام فوق المكتب إذا شئت، خلِّ هذه الغرفة لضيف آخر يحتاج إليها.
والظاهر أن الفكاهة أعجبته فضحك قائلًا: أمرك يا سيدي.
وأخذني من ذراعي إلى الغرفة التي كنت فيها قائلًا: رغيف إفرنجي وجبن رومي وخيار أخضر، الكل ستة قروش.
ومدَّ يده بالقروش الباقية من نصف الريال، فأشرت إليه أنها له، فتبسم راضيًا ووضع الطعام على المكتب ثم قال: تُصبح على خير.
وأغلق الباب وراءه، وترَكني أُحاول أن أُفكِّر في خطة لقضاء الليلة.
فجررتُ المكتب قريبًا من النافذة، وجلستُ عليه وبدأت آكل، وكنت مع كل ضيقي أحسُّ جوعًا شديدًا، وكانت شهوتي للطعام عظيمة حتى أكلتُ الرغيف وأخذتُ أُقشِّر الخيار لأستغني به عن الماء والفاكهة.
وكان من حسنِ حظِّي أن الغرفة تَحتوي على مصباح كهربائي صغير، فكان نوره مساعدًا للضوء المُنبعِث من الطريق في إزالة كثير من الوحشة التي كانت تُخيِّم على صدري، وأخرجت من جيبي قصة إنجليزية مما تعوَّدتُ أن أحملَه معي دائمًا لأقطع به الوقت في الساعات التي كنتُ أُضطرُّ لقضائها في غرف الانتظار في جولاتي لتلقُّفِ الأخبار، وكانت في تلك الليلة لقية نفيسة، وشغلتني القراءة فيها عن التفكير في مَتاعبي، وهي قصة لأحد الكتاب الشبَّان يُصوِّر فتاة مثل الفتاة التي رأيتها تجمَع أعقاب السجاير من الطريق، وكان من سوء حظِّها أنها كبرتُ وصارت حسناء، فاستطاعت أن تُصبح خليلة ثم راقصة، ثم اجتذبت قلب أحد الشباب المنعَّمين، وكان من سوء حظها أنها أحبته، فألَّفَت لها الأقدار مأساة، وألقَت بنفسِها إلى النِّيل من العوَّامة التي كانت تعيش فيها، هل تستطيع هذه الطفلة المسكينة أيضًا أن تَسترعي نظر الأقدار؟
وأخذت عيني تَثقُل للنوم فخلعتُ سُترتي وجعلتُها تحت رأسي ونمت فوق المكتب جامعًا ركبتي إلى قربِ صدري.