الأديب يدخل الجنة
ولما فُتح باب الفردوس أخذت عيناي شجرة شجراء،١ أصلها ثابت وفرعها في السماء،٢ ومن سِنخ٣ هذه الشجرة ينبع عينان ثرتان نضاختان،٤ ينساب منهما نهران يجريان، وحوال هذه الشجرة سرب من الملائكة وقد اصطفوا صفًّا
صفًّا، فحياهم نبي الله الخضر، فحيوا بأحسن من تحيته، ثم غمزني نبي الله بعينيه، وأشار
إليَّ بأن أنغمس في إحدى هاتين العينين، فسألته جلية الأمر، فقال: وهذه واحدة … ألم أقل
لك
لا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا. فقلت له: لا تؤاخذني بما نسيت ولن أعود إلى
مثلها،
وائتمرت بأمره، ونضوت عني ثيابي،٥ وغطست في ماء العين، فأحسست إثر ذلك كأن شيئًا من أدران الإنسانية كان لا يزال
يلتاط بي٦ ثم زال، وأُبدلت من ثم بحالي الأولى أحسن حال، فقد كنت في الدنيا وقد رقت عظامي
ونيفت على الستين،٧ فأصبحت في الأخرى ابن ثلاث وثلاثين، وقد كنت فيها جهمًا دميمًا جافي الطلعة
مقبوح الخلقة،٨ فقد كان لي وجه كز أشوه كُرشوم شنعنع،٩ يشق منظره على الحدق.
يُفْزَعُ الصِّبْيَةُ الصِّغَارُ بِهِ
إِذَا بَكَى بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَنَمِ
وكان لي مِخطم أنافي كوجار الضب،١٠ يا عجبًا كيف احتملته في العاجلة، ما يربى على الستين سنة، وشفتان غليظتان
هدلاوان كأنهما مشفرا بعير، أو طُرَّا من فيل،١١ وثالثة الأثافي١٢ أني كنت وقد مشت رواحلي وأجهد القتير فيَّ واشتعل الرأس شيبًا،١٣ وكفى بالشيب وحده عيبًا.
يَا مَنْ لِشَيْخٍ قَدْ تَخَدَّدَ لَحْمُهُ
أَفْنَى ثَلَاثَ عَمَائِم أَلْوَانَا
سَوْدَاءَ حَالِكَةً وَسَحْقَ مُفَوَّفٍ
وَأَجَدَّ لَوْنًا بَعْدَ ذَاكَ هِجَانَا١٤
آهِ، آهةَ الرجل الحزين من الشيب، ويا حسرتا على الشباب … الشباب! وهل الدنيا غيره؟! هل الحياة بمطايبها ومناعمها تستطاب، إلا في أيام الشباب؟! وما متاع الدنيا إذا ولى المقبلان: الشباب والصغر؟! وما المجد والمال إذا أقبل المدبران، الشيب والكبر؟
لَا تَكْذِبَنَّ فَمَا الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا
مِنَ الشَّبَابِ بِيَوْمٍ وَاحِدٍ بَدَلُ
لَا تَلْحَ مَنْ يَبْكِي شَبِيبَتَهُ١٥
إِلَّا إِذَا لَمْ يَبْكِهَا بِدَمِ
لَسْنَا نَرَاهَا حَقَّ رُؤْيَتِهَا
إِلَّا زَمَانَ الشَّيْبِ وَالهَرَمِ
كَالشَّمْسِ لَا تَبْدُو فَضِيلَتُهَا
حَتَّى تُغَشَّى الأَرْضُ بِالظُّلَمِ
وَلَرُبَّ شَيْءٍ لَا يُبَيِّنُهُ
وُجْدَانُهُ إِلَّا مَعَ العَدَمِ
والبيض الحسان، وهن الروح والريحان،١٦ وقرة العين،١٧ والسكن لذي الأين،١٨ وغايات الأمل، ومنسيات الأجل، هل تظفر منهن بالود والهوى ما لم تخطر بينهن
برداء الصبا؟ وبأي شفيع تخطب أيها الشيخ ود الغانيات، وقد سود ما بينك وبينهن بياض تلك
الشعرات:
فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي
خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ
إِذَا شَابَ رَأْسُ المَرْءِ أَوْ قَلَّ مَالُهُ
فَلَيْسَ لَهُ فِي وُدِّهِنَّ نَصِيبُ
يُرِدْنَ ثَرَاءَ المَالِ حَيْثُ عَلِمْنَهُ
وَشَرْخُ الشَّبَابِ عِنْدَهُنَّ عَجِيبُ١٩
•••
أَعِرْ طَرْفَكَ المِرْآةَ وَانْظُرْ فَإِنْ نَبَا٢٠
بِعَيْنِكَ عَنْكَ الشَّيْبُ فَالبِيضُ أَعْذَرُ
إِذَا شَنَأَتْ عَيْنُ الفَتَى شَيْبَ نَفْسِهِ
فَعَيْنُ سِوَاهُ بِالشَّنَاءَةِ أَجْدَرُ٢١
يقولون: في الشيب والوقار، والعفة والحلم والأدب له تبع،٢٢ وتلك — عمرك الله — حجة لاجئ إليها العاجزون؛ ففي الموت الوقار الأكبر، وفي
الشيب وقار؛ لأنه الموت الأصغر، وهل ما يزعمونه عفة إلا لأن عُريَت أفراس الصبا ورواحله،٢٣ وطارت دواعي المراح ووسائله.
لَيْتَ الحَوَادِثُ بَاعَتْنِي الَّذِي أَخَذَتْ
مِنِّي بِحِلمِي الَّذِي أَعْطَتْ وَتَجْرِيبِي٢٤
فَمَا الحَدَاثَةُ مِنْ حِلْمٍ بِمَانِعَةٍ
قَدْ يُوجَدُ الحِلْمُ فِي الشُّبَّانِ وَالشِّيَبِ
•••
شُعْلَةٌ فِي المَفَارِقِ اسْتَوْدَعَتْنِي
فِي صَمِيمِ الفُؤَادِ ثَكْلًا صَمِيمَا
دِقَّةٌ فِي الحَيَاةِ تُدْعَى جَلَالًا
مِثْلَ مَا سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَلِيمَا٢٥
حَلَّمَتْنِي زَعَمْتُمُ وَأَرَانِي
قَبْلَ هَذَا التَّحْلِيمِ كُنْتُ حَلِيمَا
ويقولون: إنما الرأي للشيخ؛ لأن التجاريب قد حنكته، وتصاريف الأدهار قد سبكته،٢٦ وآض وقد ضرب آباط الأمور ومغابنها،٢٧ واستشف ضمائرها وبواطنها، فهلا قالوا: إن الأيام نحتت أثلته،٢٨ وأخمدت وقدته، وأبردت عظامه، وفلت حسامه،٢٩ وأساء عليه أثر السن، فأخذت الأيام من لبه كما أخذت من سنه … وإنما الشيخ لَدَى
النَّصَفة والمعدلة كالزند الذي قد انثلم، ورأي الشبان كالزند الصحيح الذي يَرِي بأيسر
اقتداح٣٠ … ولله در الفاروق — رضوان الله عليه — إذ كان كلما حزبه أمر،٣١ ونزل به معضل، دعا الفتيان واستشارهم، ويقول: هم أحد قلوبًا … على أنَّ مِن شيم
الشيوخ — كما يقول الحكيم — أن يستبدوا دائمًا بآرائهم ويجمدوا أبدًا على أفكارهم:
وَالشَّيْخُ لَا يَتْرُكُ أَخْلَاقَهُ
حَتَّى يُوَارَى فِي ثَرَى رَمْسِهِ٣٢
ومن ثم اعتاد سكان جزر فيجي أن يذبحوا آباءهم متى كبروا وحطمتهم السن العالية، وبهذا
يعبدون سبيل التطور ويذللون لأنفسهم طريق الرقي والتدرج … قال الحكيم: ونحن فإنا نتقدم
إلى
الورا، ونسير القهقرى،٣٣ بإلقائنا تقاليد أمورنا إلى شيوخنا … أما أنا فلما رأيتني وقد رددت إلى أرذل العمر،٣٤ وأصبحت هامة اليوم أو غد،٣٥ وأخذت سفينة الشيب تقترب بي من ساحل الموت، وقد فاتني الشباب وما يستتبعه من
متع الحياة كل الفوت، وكنت بغريزتي أمقت ما يسمونه الجد والحشمة والوقار، وكنت مذ جن
الصبا
مفراحًا ممراحًا لعوبًا متوقدًا كأنني خُلقت من مارج من نار،٣٦ فزعت في الكبر إلى ابنة العنب أحتسيها،٣٧ ووجدت عزائي كله فيها،٣٨ ومَن أحق مِن الشيخ بالرحيق،٣٩ وما الذي يَبُل منه الريق، ويصير ماءه جاريًا جديدًا، بعد أن كان راكدًا آسنًا بليدًا،٤٠ ويضيء سراجه بعد أن طَفِئ وخبا،٤١ ويورق غصنه بعد أن ذبل وذوى، ويُحيي منه ميت النفس، بعد أن ظللته ظلال الرمس،
غير الشراب؟!
لَاحَ شَيْبِي فَرُحْتُ أَمْرَحُ فِيهِ
مَرَحَ الطِّرْفِ فِي العِذَارِ المُحَلَّى
وَتَوَلَّى الشَّبَابُ فَازْدَدْتُ رَكْضًا
فِي مَيَادِينِ بَاطِلِي إِذْ تَوَلَّى
إِنَّ مَنْ سَاءَهُ الزَّمَانُ بِشَيْءٍ
لَأَحَقُّ امْرِئٍ بِأَنْ يَتَسَلَّى٤٢
•••
اشْرَبْ عَلَى مُوقِ الزَّمَانِ وَلَا تَمُتْ
أَسَفًا عَلَيْهِ دَائمَ الحَسَرَاتِ٤٣
•••
لَا تَنَمْ وَاغْتَنِمْ مَسَرَّةَ يَوْمٍ
إِنَّ تَحْتَ التُّرَابِ نَوْمًا طَوِيلًا
وبعد، فيرحم الله حبيب بن أوس إذ يقول:
لَوْ رَأَى اللهُ أَنَّ فِي الشَّيْبِ خَيْرًا
جَاوَرَتْهُ الأَبْرَارُ فِي الخُلْدِ شِيبَا٤٤
وكذلك أبدلني الله إثر دخولي الجنة بشيبي شبابًا، وبقبحي حسنًا لبابًا،٤٥ فاستحلت — بحمد الله — إلى شاب غض بض،٤٦ أهيف القد،٤٧ أدعج العين،٤٨ مقرون الحاجبين، أسيل الخدين،٤٩ رقيق الخصر، حلو الشمائل، قيد النواظر،٥٠ أما الوجه فقد صار بعد هذا القبح كأنه البدر ليلة التمام،٥١ وأما الأنف الأنافي فقد حال إلى قصبة در وحد حسام، والفم فقد آض إلى حلقة خاتم،
أما العين فعين أحور من جآذر جاسم:٥٢
فَإِذَا بَدَا اقْتَادَتْ مَحَاسِنُهُ
قَسْرًا إِلَيْهِ أَعِنَّةَ الحَدَقِ
لَا شَيْءَ إِلَّا وَفِيهِ أَحْسَنُهُ
فَالعَيْنُ مِنْهُ إِلَيْهِ تَنْتَقِلُ
فَوَائِدُ العَيْنِ فِيهِ طَارِفَةٌ٥٣
كَأَنَّمَا أُخَرَيَاتُه أُوَلُ
هوامش
(١) شجراء: ملتفة كثيرة الأغصان كأنها أجمة.
(٢) السماء هنا: ما علا وارتفع.
(٣) السنخ: الأصل.
(٤) عين ثرة: غزيرة الماء. ونضاخة: فوارة غزيرة.
(٥) نضوت: نزعت.
(٦) يلتاط: يلتصق.
(٧) رقت عظامه: كبر وأسن. ونيف على كذا: زاد.
(٨) جهم: كريه وعبوس.
(٩) كز: قبيح، وكذلك أشوه، وكرشوم وشنعنع، وقبح هذه الألفاظ يناسب قبح
مدلولها.
(١٠) مخطم: أنف. وأنافي: عظيم، تقول رجل أنافي: أي عظيم الأنف. ووجار الضب:
جحره.
(١١) هدلاوان: مسترخيتان. ومشفر البعير: شفته. وطُرَّا: قُطعا.
(١٢) الأثفية: الحجر توضع عليه القدر، وثالثة الأثافي: القطعة من الجبل تُجعل القدر
عليها وعلى حجرين أمامها، ويقال: رماه بثالثة الأثافي: أي بالشر كله.
(١٣) يُقال: مشت رواحله: إذا شاب وضعف. والقتير: الشيب أو أوائله وأصله مسامير الدرع،
وسُمي قتيرًا لأنه قتر: أي قدر.
(١٤) من أبيات جميلة أولها:
… البيتين وبعدهما:
قوله جمانا: يريد جمانة، فرخَّم، ويقال للشيخ قد تخدد: يراد تشنج
وتقبض جلده. وقوله: أفنى ثلاث عمائم ألوانا: يعني أن شعره كان أسود ثم
حدث فيه شيب مع السواد، فذلك قوله وسحق مفوف، والتفويف: التنقيش، وهو
مأخوذ من الفُوف — بضم الفاء — وهي النكتة البيضاء التي تحدث في أظفار
الأحداث، وسُميت بذلك لتشبهها بالفوفة من النواة، وهي الحبة البيضاء في
باطن النواة التي تنبت منها النخلة. والسحق: الخلق، يُقال: عنده سحق
ثوب. وقوله: أجد لونًا: أي استجد لونًا. والهجان الأبيض: وهي العمامة
الثالثة، يعني حين شمله الشيب.
ذَهَبَ الشَّبَابُ فَلَا شَبَابَ جُمَانَا
وَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ يَكُ
كَانَا
وَطَوَيْتُ كَفِّي يَا جُمَان عَلَى
العَصَا
وَكَفَى جُمَانَ بِطَيِّهَا
حَدَثَانَا
يَا مَنْ لِشَيْخ … …
… … … …
صَحِبَ الزَّمَانَ عَلَى اخْتِلَافِ
فُنُونِهِ
فَأَرَاهُ مِنْهُ كَرَاهَةً
وَهَوَانَا
قَصَرَ اللَّيَالِي خَطْوُهُ فَتَدَانَى
وَحَنَوْنَ قَائِمَ صُلْبِهِ
فَتَحَانَى
وَالمَوْتُ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ
وَكَأَنَّمَا يَعْنِي بِذَاكَ
سِوَانَا
(١٥) لحا الرجل يلحاه: لامه وعذله.
(١٦) البيض: النساء. وروح: استراحة وبرد ورحمة. والريحان في الأصل: كل نبت طيب الريح،
وفُسر بالرزق.
(١٧) قرة العين: ما تقر به العين وتُسر.
(١٨) السكن: ما يسكن ويرتاح إليه، والأين: التعب والإعياء.
(١٩) بالنساء: عن النساء. وشرخ الشباب: ريعانه.
(٢٠) نبا: قبح فلم تقبله العين.
(٢١) شنأت: أبغضت. والشناءة: البغضة. والبيض: النساء.
(٢٢) العفة: ترك الشهوات. والحلم: الأناة والعقل.
(٢٣) من قول زهير:
صحا: سلا، من الصحو خلاف السكر. وأقصر عن الشيء: إذا أقلع عنه، قال علماء البيان:
أراد زهير بالأفراس والرواحل أن يبين أنه ترك ما كان يقترفه زمن الصبا من الجهل
والغي، وأعرض عن معاودته فبطلت آلاته، فشبَّه الصبا بجهة من جهات المسير كالحج
والتجارة قضى منها الوطر، فأُهملت آلاتها، فأثبت له الأفراس والرواحل، فالصبا من
الصبوة بمعنى الميل إلى الجهل والفتوة، ويُحتمل أنه أراد دواعي النفوس وشهواتها
والقوة الحاصلة لها في استيفاء اللذات، أو أراد الأسباب التي قلما تتآخذ في اتباع
الغي إلا أوان الصبا وعنفوان الشباب.
صَحَا القَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَأَقْصَر بَاطِلُهْ
وَعُرِّي أَفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُه
(٢٤) الحلم: الأناة والعقل. يقول: إن الحوادث أخذت شبابه وأعطته العقل
والحنكة، فبوده لو ردت عليه الشباب واستردت الحلم.
(٢٥) اللديغ: الذي لدغته — عضته — الحية والعقرب، ويسمون اللديغ سليمًا؛
لأنهم تطيروا من اللديغ، فقلبوا المعنى كما قالوا للحبشي: أبو البيضاء،
وكما قالوا للفلاة: مفازة، تفاءلوا بالفوز وهي مهلكة، فتفاءلوا
بالسلامة.
(٢٦) حنَّك الدهرُ الرجلَ: جعلته التجارب والأمور وتقلبات الدهر حكيمًا. وسبكته:
هذبته.
(٢٧) آباط: جمع إبط، والإبط معروف، وهو أيضًا أسفل حبل الرمل ومسقطه. والمغبن: الرفغ؛
أي باطن الفخذ، والمعنى ظاهر.
(٢٨) الأثلة: واحدة الأثل، وهو شجر يشبه الطرفاء، إلا أنه أعظم منها، وخشبه صلب جيد
تصنع منه القصاع والجفان، وقد وقعت مجازًا في قولهم: نحت أثلته، إذا تنقصه، قال
الأعشى:
أطت: حنت.
ألست منتهيًا عن نحت أثلتنا
ولست ضائرها ما أطت الإبل
(٢٩) الحسام: السيف القاطع. وفلته: ثلمت حده.
(٣٠) النصفة: الإنصاف؛ أي إعطاء الحق أو العدل. والمعدلة: ضد الجور. وانثلم: انكسر.
والزند: العود الذي يُقتدح به النار. وورِي الزند يرى: اتقد، وقدح بالزند واقتدح:
رام الإيراء به.
(٣١) حزبه أمر: نزل به مهم واشتد عليه أو ضغطه.
(٣٢) الرمس: القبر.
(٣٣) القهقرى: الرجوع إلى خلف.
(٣٤) أرذل العمر: آخره في حال الكبر والعجز، والأرذل من كل شيء الرديء منه.
(٣٥) هو هامة اليوم أو غد: أي يموت اليوم أو غدًا، والهامة: الرأس، وكانت العرب تزعم
أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره تصير هامة تزقو عند قبره — تصيح — تقول: اسقوني
اسقوني: فإذا أدرك بثأره طارت.
(٣٦) أمقت: أبغض. وجن الصبا: حداثته، وجن كل شيء: أول شداته. ومارج من نار: نار لا
دخان لها، خُلق منها الجان.
(٣٧) فزع إلى كذا: لجأ إليه واستعان به. وابنة العنب: الخمر. واحتساؤها: شربها.
(٣٨) عزائي: تأسي وحسن صبري.
(٣٩) الرحيق: الخمر.
(٤٠) آسنًا: كآجن لا يشربه أحد من نتنه، والكلام كله على المجاز، كما لا يخفى.
(٤١) طفئت النار: ذهب لهبها وجمرها. وخبت النار: سكنت وطفئت وخمد لهبها.
(٤٢) الطرف: الكريم الطرفين — الأب والأم — من الخيل. والعذار من اللجام:
ما سال على خد الفرس. والمحلى: المزين بالحلي، يريد مصاغ الفضة.
(٤٣) الموق: حمق في غباوة، والموق أيضًا طرف العين مما يلي الأنف.
(٤٤) ورد في الآثار: أن أهل الجنة لا يدخلونها إلا شبانًا أبناء ثلاث
وثلاثين.
(٤٥) لباب كل شيء: خالصه وخياره.
(٤٦) غضاضة الشباب: نضارته وطراوته. والبض: الرخص الجسد الناصع البياض.
(٤٧) الهيف: رقة الخصر وضمور البطن.
(٤٨) الدعج: شدة سواد العين مع سعتها، أو شدة سواد سوادها مع شدة بياض بياضها.
(٤٩) خد أسيل: سهل لين دقيق مستوٍ.
(٥٠) قيد النواظر: أي إنه لحلاوته كأنه يقيد العيون فلا تنظر إلى غيره.
(٥١) يقال لليلة التي يتم فيها القمر: ليلة التمام، بفتح التاء.
(٥٢) الجؤذر: ولد البقرة الوحشية. والحور: شدة بياض العين، وسواد سوادها. وجاسم: موضع
بالشام، قال عدي بن الرقاع:
لَوْلَا الحَيَاءُ وَأَنَّ رَأْسِيَ قَدْ عَفَا
فِيهِ المَشِيبُ لَزُرْتُ أُمَّ القَاسِمِ
فَكَأَنَّهَا بَيْنَ النِّسَاءِ أَعَارَهَا
عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِنْ جَآذِرِ جَاسِمِ
(٥٣) طارفة: يريد متجددة.