وغدًا سألقاها
وغدًا سألقاها،
سأشدُّها شدًّا فتهمس بي
«رُحماك» ثم تقول عيناها:
«مزِّق نهوديَ، ضمَّ — أوَّاها! —
ردفيَّ … واطوِ برعشة اللهبِ
ظهري، كأنَّ جزيرةَ العربِ
تسري عليه بطيب ريَّاها.»
ويموج تحت يدي ويرتجفُ
بين التمنع والرضا ردِفُ،
وتشب عند مفارق الشَّعرِ
نارٌ تدغدغها: هو السَّعَفُ
من قريتي رعشتْ لدى النهر
خوصاته، وتلين لا تدري
أيان تنقذف.
ويهيم ثغري وهو منخطفُ،
أعمى تلمَّس دربه، يقفُ
ويجسُّ نهداها
يتراعشان، جوانب الظهرِ
تصطكُّ، سوف تبلُّ بالقطرِ،
سأذوب فيها حين ألقاها!
لندن، ٢٧ / ٢ / ١٩٦٣