ليلة الوداع
إلى زوجتي الوفية
أوْصدي الباب، فدنيا لستِ فيها
ليس تستأهل من عينيَّ نظره.
سوف تمضين وأبقى … أي حسره؟
أتمنى لك ألَّا تعرفيها؟
آه لو تدرين ما معنى ثوائي في سرير من دمِ
ميِّتَ الساقين محموم الجبينْ
تأكل الظلماءَ عيناي ويحسوها فمي
تائهًا في واحةٍ خلف جدارٍ من سنين
وأنين
مُستطار اللبِّ بين الأنجم.
في غدٍ تمضين صفراء اليدِ
لا هوًى أو مغنمٌ، نحو العراقِ
وتحسين بأسلاك الفراقِ
شائكات حول سهلٍ أجرد
مدَّها ذاك المدى، ذاك الخليج
والصحارى والرَّوابي والحدود
أيُّ ريشٍ من دموع أو نشيج
سوف يُعطينا جناحين نرود
بهما أفق الدجى أو قبة الصبح البهيج
للتلاقي؟
كلُّ ما يربط فيما بيننا محضُ حنينٍ واشتياقِ
ربما خالطه بعضُ النفاق!
آه لو كنتِ، كما كنتُ، صريحه
لنفضنا من قرار القلب ما يحشو جروحه
رُبما أبصرت بعض الحقد، بعض السأم
خصلةً من شعر أخرى أو بقايا نغمِ
زرعتها في حياتي شاعره
لست أهواها كما أهواك يا أغلى دمٍ ساقى دمي
إنها ذكرى ولكنك غيرَى ثائره
من حياةٍ عشتها قبل لقانا
وهوًى قبل هوانا.
أوصدي الباب، غدًا تطويك عني طائره
غير حبٍّ سوف يبقى في دمانا.
الكويت، ٢١ / ٨ / ١٩٦٤