كيف لم أحببك؟
كيف ضيَّعتك في زحمة أيامي الطويله؟
لم أحلَّ الثوبَ عن نهديكِ في ليلة صيف مقمره؟
يا عبير التوت من طوقيهما … مرغتُ وجهي في خميله
من شذى العذراء في نهديك.
ضيَّعتك، آهٍ يا جميله!
إنه ذنبي الذي لن أغفره!
كيف لم أحببكِ؟! يا لهفة ما بعد الأوان
في فؤادٍ لم تكوني فيه إلا جذوةً في مجمره!
شعرك الأشقر شعَّ اليوم شمسًا في جناني
يترآى تحتها ساقاكِ، يا للزنبقِ
رفَّ من ساقيك؟!
آهٍ كيف ضيَّعتك يا سرحة خوخٍ مزهره؟
آه لو عندي بساط الريح!
لو عندي الحصان الطائرُ!
آه لو رجلاي كالأمس تُطيقان المسيرا!
لطويت الأرضَ بحثًا عنكِ …
لكنَّ الجسورا.
قطعتها بيننا الأقدار. مات الشاعرُ
فيَّ وانسدَّت كوى الأحلام.
آهٍ يا جميله!
البصرة، ٨ / ١١ / ١٩٦٣