في المستشفى
كمستوحدٍ أعزلٍ في الشتاءْ
وقد أوغل الليل في نصفه،
أفاق فأوقظ عين الضياء
وقد خاف من حتفه،
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء!
وأصغى: أذاك انهيار الحجارْ
أم الموت يحسو كئوس الهواء؟
لصوصٌ يشقون دربًا إليه
مضوا ينقبون الجدار.
وظلَّ يعدُّ انهيار الترابْ
ووقعَ الفئوس على مسمعيهْ.
يكاد يحس التماع الحِراب
وحزاتها فيه … يا للعذابْ!
وما عنده غير محض انتظار:
هو الموت عبر الجدار!
كذاك انكفأتُ أعضُّ الوساد
وأسلمتُ للمشرط القارسِ
قفاي المدمى بلا حارس.
بغير اختياري، طبيبي أراد!
لقد قصَّ … مدَّ المجسَّ الطويل …
لقد جره الآن. أواه … عادْ
ولا شيء غير انتظار ثقيل.
ألا فاخرقوا، يا لصوص، الجدارْ
فهيهات، هيهات، ما لي فرار!
لندن، ٥ / ٢ / ١٩٦٣