أظل من بشر
يا رب لو جدت على عبدك بالرقادْ
لعله ينسى
من عمره الأمسا
لعله يحلم أنه يسير دونما عصا ولا عماد
ويذرع الدروب في السحرْ
حتى تلوحَ غابةُ النخيلْ
تنوء بالثمر
بالخوخ، والرمان، والأعناب فيها يعصر الأصيل
رحيقه المشمس أو تألق القمر
يدخلها فيختفي تحت ذوائب الشجرْ
ويقطف الجنى.
علق في رمانةٍ عصاه وانثنى
يأكل أو يجمِّع الزهرْ
حتى إذا ما انطلقا
وراح يطوي الطُّرقا
أحس أو ذكرْ
بأنه بلا عصًا سار وما شعرْ!
يا رب لو جدت على عبدك بالرقاد
لأنه يُذكره السهر
بأنه أقلُّ من بشر!
لندن، ٢٥ / ٢ / ١٩٦٣