عكاز في الجحيم
وبقيت أدور
حول الطاحونة من ألمي
ثورًا معصوبًا، كالصخرة، هيهات تثور
والناس تسير إلى القممِ
لكني أعجز عن سير — ويلاه! — على قدمي
وسريري سجني، تابوتي، منفاي إلى الألمِ
وإلى العدمِ!
وأقول سيأتيني يوم من بعد شهور
أو بعد سنين من السقمِ
أو بعد دهورْ!
فأسير … أسير على قدمي
عكازٌ في يديَ اليمنى
عكاز؟ … بل عكازانِ
تحت الإبطين يعينان
جسمًا من أوجاع … يفنى
طَلَلًا يغشاه مسيل دمِ
وأسير … أسير على قدمي …
لو كان الدرب إلى القبرِ
الظلمة والدود الفرَّاس بألف فمِ
يمتد أمامي في أقصى أركان الدنيا … في نحرِ
أو واد أظلم أو جبل عالٍ
لسعيت إليه على رأسي أو هدبي أو ظهري
وشققت إلى سقر دربي ودحوت الأبواب السودا
وصرخت بوجه موكلها
لم تترك بابك مسدودًا …
ولتدعُ شياطين النار
تقتص من الجسد الهاري
تقتص من الجرح العاري
ولتأتِ صقورك تفترس العينين وتنهشُ القلبا
فهنا لا يشمتُ بي جاري
أو تهتف عاهرة مرَّت من نصف الليل على داري:
«بيت المشلول هنا، أمسى لا يملك أكلًا أو شربا
وسيرمون غدًا بنتيه وزوجته دربا
وفتاه الطفل إذا لم يدفع متراكم إيجارِ.»
انثرني، ويكَ، أباديدا
وافتح بابك لا تتركه أمام شقائي مسدودًا
ولتطعم جسميَ للنارِ!