حميد
«حميد» أخي في البلاء الكبير
فقد كان مثلي كسيحا
يدب بكرسيه مستريحا
تساءلت عنه فقالوا: «يسير
على قدميه فقد عاد روحا
لقد مات.»
يا ويلنا للمصير!
ينام ورجلاه مطويتان
شهودًا على الداء، في قبره
إذا ما رأى الله رأي العيان
وقد سار زحفًا على صدره
فأي انسحاقٍ وأي انكسار
يشعان من عينه الضارعه!
سيبكي له الله من رحمة واعتذار.
وفي الساعة السابعه
إذا ذرت الريح ورد الغروب
سأجلس في الشرفة الخاليه
ومن تحتيَ الدرب يخفقُ، ينأى، يذوب:
ألوف من الأرجل الماشيه
إلى أي مبغى وراء الدروبْ
وخمارة في الدجى نائيه!
إلى اللغو والقهقهات الكذوب
وألمح فيما وراء الظلال
حميدًا وكرسيه في الخيال
فتخنقني اللوعة الباكيه
فأواه لو توقدين الشموع
لدى مسجد القرية المترب
تمد من النور خيطًا تعلق فيه الدموع،
ولو تضرعين، مع المغرب،
إلى الله: «يا رب، رفقًا بطفلي الصغير
وأبقِ أباه
وجنِّبه، يا رب، هذا المصير!»
ولكنني متُّ … وا حسرتاه!