ليلة انتظار
يدُ القمر النديةُ بالشذى مرَّتْ على جُرحي،
يدُ القمر النديةُ مثلَ أعشاب الربيع لها إلى الصبحِ
خفوقٌ فوق وجهي، كفُّ طفلتيَ الصغيرة، كفُّ آلاءِ!
وهمسٌ حول جُرحي: كفُّ طفلتي الكبيرة، كفُّ غيداءِ
تُدغدغني ونحن على السرير معًا، على السطحِ
هناك! وآهِ من ذاك المدى النائي،
لأقربُ منه مجمرة الثريا وهي تلتهبُ
بعيدٌ بُعدَ يوم فيه أمشي دون عكازٍ على قدمي
يئست من الشفاء، يئست منه وهدَّني التعبُ
وحلَّ الليلُ ما أطويه من سهر إلى سهر ومن ظلمٍ إلى ظلم
ولكنَّ اليد النديانةَ الكسلى ترشُّ سنابلَ القمح
على دربٍ من الهمسات في حُلم
بلا نومٍ يرف على جفوني ثم يحشوهنَّ بالملحِ
غدًا تأتين يا إقبال، يا بعثي من العدمِ
ويا موتي ولا موت.
ويا مرسى سفينتيَ التي عادتْ ولا لوحٌ على لوحِ
ويا قلبي الذي إن متُّ أتركه على الدنيا ليبكيني
ويجأرُ بالرثاء على ضريحي وهو لا دمعٌ ولا صوتُ
أحبيني! إذا أُدرجتُ في كفني … أحبيني
ستبقى حين يبلى كلُّ وجهي، كل أضلاعي
وتأكل قلبيَ الديدانُ، تشربه إلى القاعِ
قصائدُ … كنت أكتبها لأجلك في دواويني
أحبيها تحبيني!
الكويت – المستشفى الأميري، ٥ / ٨ / ١٩٦٤