نفس وقبر
نفسي من الآمال خاويةٌ
جرداء لا ماءٌ ولا عشب
ما أرتجيه هو المحال وما
لا أرتجيه هو الذي يجبُ
قدرٌ رمى فأصاب صادحة
في الجو خرَّتْ وهي تنتحبُ
من ذا يُعيد إلى قوادمها
أفق الصباح تضيئه السحبُ
صُلِبَ المسيحُ فأيُّ معجزة
تأتي؟ وأيُّ دعاء ملهوفِ
ستزيح أبوابُ السماء له
أغلاقها؟! حبلٌ من الليفِ
هيهات يُرقى للسماء به
ليهزَّ عرش الله تخريفي
«مولاي مشلولٌ!» فتحدجني
عينُ الملاك: «وأي ملهوفِ
لا يشتكي لله محنته؟
ارجع لبيتك دون إبطاء»
فبأيِّ آمالٍ أعيش إذن
وأدبٌّ حيًّا بين أحياء
لولا مخافة أن يعاقبني
عدلُ السماء لعنتُ آبائي
ولعنتُ ما نسلوا وما ولدوا
من بائسين ومن أذلاء
الدودة العمياءُ يلسعها
بردٌ يقلِّصها ويطويها
أوَّاه لو ترضى تبادلني
عيْشي بعيشٍ كاد يُفنيها
ولو استجاب الله صرخة ذي
بلوى لصحتُ: «وخيرُ ما فيها
موتٌ يجيء كأنه سِنةَ
ويمس آلامي فينهيها»
كم ليلةٍ قمراء يطفئها
ليل النجوم ودورةُ الشهر
محسوبةٌ، ويلاه، من عمري
وهْي التي ضاعت على عمري
وثلاثةٌ خضراء، أربعةٌ
نثرت أزاهرها وما أدري
يا ليتها بغدٍ تعوِّضني
فتمرُّ باكية على قبري
الكويت – المستشفى الأميري، ١٠ / ١١ / ١٩٦٤