ليلى
قَرِّبْ بعينيكَ مني دونَ إغضاءِ
وخلِّني أتملى طيف أهوائي
أبصرتَها؟ كادت الدنيا تفجر في
عينيك دنيا شموس ذات آلاءِ
أبصرتَ ليلى فلبنان الشموخ على
عينيك يضحكُ أزهارًا لأضواءِ
إني سألثمها في بؤبؤيك كمن
يقبِّل القمر الفضي في الماء
ليلى! هواي الذي راح الزمان به
وكاد يفلت من كفي بالداء
حنانها كحنان الأم دثَّرني
فأذهب الداءَ عن قلبي وأعضائي
أختي التي عرضها عرضي وعفتها
تاجٌ أتيه به بين الأخلاء
عرفتها فعرفتُ اللهَ عن كثبٍ
كأنَّ في مقلتيها درب إسرائي
ليلى هوايَ منايَ شعري
روحي الأعزُّ عليَّ من روحي وآمالي وعمري
حملت ضفيرتُها هوايَ كأنها أمواجُ نهرِ
حملته نحو مدى السماءْ
نحو المجرة والنجوم ونحو جيكور الجميله
فأنا فتى أتصيَّد الأحلام يا لك من فراشات خضيله
أتصيَّد الأشعارَ فيها والقوافي والغناءْ
أوتذكرين لقاءنا في غرفة للداء فيها
ظل كظلِّ الليل يخنق ساكنيها
لكننا بالشِّعر حوَّلناه زرعًا من ضياءْ
بالحب أزهر واللقاءْ
ما كان أحلى حبنا العربي حب كثيِّر وجنون قيسِ
التبغ صحرائي أهيم على رفارفها الحزينه
وهناك نبني خيمتين من التأسي
ليلى منادٍ دعا ليلى فخف له
نشوان في جنبات القلب عربيد
كسا النداء اسمها سحرًا وحببه
حتى كأن اسمها البشرى أو العيد
هل المنادون أهلوها وإخوتها
أم المنادون عشاق معاميد
إن يشركونيَ في ليلى فلا رجعت
جبال نجد لهم صوتا ولا البيد
ليلى تعالي نقطع الصحراء في قمراء حُلْوه
متماسكين يدًا إلى يد من نحب
وترن في الأبعاد غنوه
للرمل همس تحت أرجلنا بها، للرمل قلبٌ
يهتز منها أو ينام وللنخيل بها أنين.
وتهرُّ عن بعد كلابٌ يا لغيم من نباحْ
هيهات يعشقه سوى غبش الصباحْ
فأنا وأنتِ نسير حتى تتعبين
«ماء أريد أليس في الصحراء غير صدًى وطين؟»
وتكركر الصحراء عن ماء وراء فمِ الصخورِ
فأظل بالكفين أسقيك المياه فترتوين
أسقي صداك فترتوين
أوَتذكرين لقاءنا في كل فجر
وفراقنا في كل أمسية إذا ما ذاب قرصُ
الشمس في البحر العتي
تأتين لي وعبير زنبقة يشق لك الطريق فأي عطر
وتودعين فتهبط الظلماء في قلبي ويطفئ نوره القمر الوضي
فكأن روحي ودَّعتني واستقلَّت عبر بحر
وأظل طول الليل أحلم بالزنابق والعبير
وحفيف ثوبك، والهدير
يعلو فيغرق ألف زنبقة وثوب من حرير.