جيكور وأشجار المدينة
أشجارُها دائمةُ الخضره
كأنَّها أعمدةٌ من رخامْ
لا عُري يعروها ولا صفره،
وليلها لا ينام
يُطلع من أقداحه فجره.
لكنَّ في جيكور
للصيف ألوانًا كما للشتاءْ،
وتغرب الشمسُ كأنَّ السماء
حقلٌ يمصُّ الماء،
أزهاره السكرى غناء الطيور.
ناحلةٌ كالصدى
أنغامه البلور،
كأن فيها مدى
يجرحنَ قلبي فيستنزفنَ منه النور.
وتغرب الشمسُ وهذا المساء
أمطر في جيكور …
أمطر ظلًّا، نثَّ صمتًا، مساء
غافٍ على جيكور.
والليلُ في جيكور
تهمس فيه النجوم
أنغامها، تولد فيه الزهور
وتخفقُ الأجنحه
في أعين الأطفال، في عالمٍ للنوم. مرت غيوم
بالدرب مبيضًّا بنور القمر،
تكادُ أن تمسحه،
تسرق منه الزَّهَرْ …
البصرة، ٢٢ / ٤ / ١٩٦٣