حكايات الواحات: سيرة ذاتية: الجزء الرابع
«الزمن لا يتوقَّف، والدائرة صورة الخلود، والخلود في الأرض وَهْم، ولكننا ندور في دوائر، ونستقي من الدائرة معنى الاستمرار؛ فعندما يعود الربيع يُشرِق الأمل من جديد في كل نفس، وعندما يُصبح الصباح يَصحو الأمل، ونتطلَّع إلى تباشير النور في الشرق فنَشهد ميلاد الغد الذي أصبح يومًا جديدًا، ولكننا لا نطرح مع الأمس الذاهب أثقالَه، ولا نتحرَّر من قيود الزمن أبدًا، بل نُواجه المستقبل بقلبِ الماضي وروحه.»
لوحات رُسمَت بريشة الزمن، يستعيدها «محمد عناني» بعد أن بلَغ سن التقاعد، ليجدها لا تزال نابضة بالحياة، وهي تمثِّل ذكرياتِ جيلٍ بأكمله من الأساتذة الذين أعقبوا جيلَ الروَّاد في الآداب والفنون، وتهيَّأ لهم ما لم يتهيَّأ لأسلافهم من معارف جديدة. ولا تلتزم هذه الواحات بالتسلسل الزمني؛ إذ يَنتقل فيها «عناني» بحُرية بين الماضي والحاضر؛ فمنها ذكريات من الماضي البعيد، وأخرى لا يزال صداها القريب يرنُّ في الآذان. وهي مُقسَّمة إلى مجموعات، كل مجموعة منها تتضمَّن حكاياتٍ تَتشابه في الفكرة؛ فبعضها يتناول مفهوم الأقنعة وتغلغُله في حياتنا، وبعضها عن التفكير بمنطق الأبيض والأسود، وغيرها من الحكايات التي تَحمل مفهومًا أوسعَ للحياة والزمن والوعي.