النبوة: من علم العقائد إلى فلسفة التاريخ: محاولة في إعادة بناء العقائد
«إذا كان البناء الإنساني العام للنبوَّة قد تكشَّف عن أصلها «العياني»، فإنه يبدو وكأنَّ بناءها العقائدي الخاص لا يتكشَّف إلا عن مظهرها «المجرد». فبينما النبوَّة في الأول «حوار» بين «الإلهي» و«الإنساني»، فإنها تبدو في الثاني خطابًا «إلهيًّا» غاب شرطُه الإنساني في الأغلب.»
تنطلق فكرةُ «النبوَّة» في معناها التقليدي من «الإلهي»، وتنتهي إلى «الإنساني»؛ غير أنها من خلال النسق المعرفي الأيديولوجي للفِرَق الكلامية الإسلامية، قد استحالَت إلى إحدى أهمِّ نقاط الخلاف بين هذه الفِرَق. ومن هذا المنطلَق يُحاول المؤلِّف في هذا البحث أن يرصد أولًا البناء الأنثروبولوجي العام للنبوَّة، من خلال اللغة والتاريخ؛ وثانيًا أن يرصد البناء العَقَدي الخاص بالنبوَّة، من خلال البحث في نظرية «الإمام» الشيعية — ويشمل ذلك إنكارَ فكرة النبوَّة — ثم دراسة معنى النبوَّة عند الأشاعرة، وقراءة «لا شعور» النسق الأشعري تجاه النبوَّة، وقراءة المعتزلة قراءةً تهدف إلى التطوير والإكمال، كلُّ ذلك عبر خطوطِ تماسٍّ عريضة تربط بين التاريخي والإنساني.