إنَّ إحدى السِّمات البارزة في الرياضيَّات المتقدمة أنَّ الكثيرَ منها
يتعلق بالهندسة فيما يزيد عن ثلاثة أبعاد. هذه الحقيقة مُحيِّرةٌ لغير
الرياضيين: الخطوط والمنحنَيات لها بُعدٌ واحد، والأسطح لها بُعدان،
والمُجسَّمات لها ثلاثةُ أبعاد، ولكن كيف يكون لشيءٍ ما أربعةُ أبعاد؟ إذا كان
لدَينا جسمٌ له طولٌ وعرض وعُمق، فإنه يَشغَل حيزًا كاملًا من الفراغ، ولا يبدو
حينئذٍ أن هناك مجالًا لأيِّ أبعادٍ أخرى. اقتُرِحَ أحيانًا أن البُعد الرابع هو
الزمن، وهي إجابةٌ جيدة في بعض السياقات مثل النسبية الخاصة، لكنها لا تُساعدنا
في فَهم البُعد السادس والعشرين — مثلًا — أو حتى الهندسة اللانهائية الأبعاد،
وكلاهما له أهميَّته في الرياضيات.
الهندسة الكبيرةُ الأبعادِ هي مثالٌ آخَر على مفهومٍ يمكن فهمُه على أفضلِ
نحوٍ من منظورٍ مجرد. بدلًا من القلق بشأن كينونة الفراغ ذي الستة والعِشرين
بُعدًا ووجودِه أو ما شابه، دعنا نُفكِّر في خصائصِ هذا الفراغ. وربما تتعجَّب
كيف يمكن التفكيرُ في خصائص شيءٍ ما دون إثباتِ وجوده أولًا، لكن هذا الموضوع
يمكن التغلبُ عليه بسهولة. إذا حذفتَ كلمتَي «شيءٍ ما»، فإن السؤال يصبح: كيف
يمكن التفكيرُ في مجموعةٍ من الخصائص دون إثباتِ وجود شيءٍ أولًا له تلك
الخصائص؟ لكن هذا ليس صعبًا على الإطلاق. على سبيل المثال، يمكن أن يُخَمِّن
المرءُ السماتِ المحتملةَ لشخصية المرأة التي يمكن أن تتقلَّد منصبَ رئيس
الولايات المتحدة، مع أنه لن يُوجَد أبدًا ما يضمن أن تتقلَّد امرأةٌ هذا
المنصب.
ما نوع الخصائص التي قد تتوقعها في حالةِ الفراغ ذي الستة والعشرين بُعدًا؟
الخاصية الأبرزُ هي الخاصية التي تجعله ذا ستةٍ وعشرين بُعدًا، وهي أنه يلزم
وجود ستة وعِشرين عددًا لتعيينِ نقطة، تمامًا كما يلزم وجود عددَين في حالة
البُعدَين، وثلاثةِ أعداد في حالة الثلاثة أبعاد. والخاصية الأخرى هي أنك إذا
أخذتَ شكلًا ذا ستةٍ وعشرين بُعدًا ومدَدتَه في جميع الاتجاهات بمُعاملِ تمدُّدٍ
مقدارُه اثنان، فإن «حجمه» — بافتراض أننا نفهم ما يعنيه هذا المصطلح — يجب أن
يُساوي الحجمَ الأصلي مضروبًا في . وهكذا.
لن تكون لهذه التأمُّلات أهميةٌ كبيرة في حالِ اتضح أن هناك تناقضًا
منطقيًّا فيما يخصُّ مفهومَ الفراغ ذي الستة والعشرين بُعدًا. ولكي نتحقَّق من
هذا الأمر، سنودُّ أن نُثبت على أي حالٍ أنه موجود — وهو أمرٌ غير واردٍ بطبيعة
الحال في حالِ انطوى على تناقُض — ولكنه سيكون إثباتًا لوجوده بالمفهوم
الرياضيِّ لا المادي. هذا يعني أننا بحاجةٍ إلى تعريف نموذجٍ مُناسب. وقد لا
يكون بالضرورة نموذجًا لأيِّ شيء، ولكن إذا كان له جميعُ الخصائص التي
نتوقَّعها، فإنه سيُثبت أن هذه الخصائص متَّسقة. ومع ذلك، يتضح غالبًا أن
النموذج الذي نُعرِّفه مفيدٌ جدًّا.
(١) كيفية تعريف فراغٍ كثير الأبعاد
من السهل جدًّا تعريفُ النموذج بمجرد أن تتوفَّر لدَينا فكرةٌ واحدة، وهي:
الإحداثيَّات. وكما قلت، فإنه يمكن تعيينُ نقطةٍ في بُعدَين باستخدام عددَين،
بينما يستلزم تعيينُ نقطةٍ في ثلاثة أبعاد ثلاثةَ أعداد. والطريقة المعتادة
للقيام بذلك تكون باستخدام الإحداثيات الديكارتية، وسُمِّيَت بذلك نسبةً إلى
مخترِعها ديكارت. (الذي يُؤكِّد أن الفكرة لاحَت له في حُلم.) في حالة
البُعدَين، فإنك تبدأ باتجاهَين مُتعامِدَين. على سبيل المثال، يمكن أن يكون
أحدُهما إلى اليمين، والآخر إلى أعلى مباشرةً، كما هو موضَّح في شكل ٥-١. بالنظر إلى أي نقطةٍ في المستوى، يمكنك الوصولُ إليها
بالتحرُّك مسافةً مُعينة أفقيًّا (إذا تحرَّكتَ إلى اليسار، فاعتبِر أنك
تحرَّكتَ مسافةً سالبةً في اتجاه اليمين) ثم الدوران درجةً والتحرك مسافةً أخرى رأسيًّا. هاتان المسافتان
تُعطيانك عددَين، وهذان العددان هما إحداثيَّا النقطةِ التي وصلت إليها. يوضح
شكل ٥-١ النقاطَ التي لها الإحداثياتُ (ثلاثة إلى اليمين، واثنان لأعلى)، و (اثنان إلى اليسار، وواحد لأعلى)، و (واحد إلى اليمين، واثنان لأسفل). يصلح الإجراء نفسُه في
حالة الأبعاد الثلاثة؛ أي: في الفراغ، بالضبط، باستثناء أنك تستخدمُ ثلاثة
اتجاهات، مثل: إلى الأمام وإلى اليمين وإلى أعلى.
شكل ٥-١: ثلاثة نقاط في المستوى الديكارتي
والآن، فلْنُغيِّر وجهةَ نظرنا قليلًا. بدلًا من تسمية العددَين (أو
الثلاثة) إحداثيات نقطةٍ في الفراغ، لنقُل إن الأعداد هي النقطة. أي إنه بدلًا
من القول إن «النقطة لها الإحداثيَّان »، لنقل إن «النقطة هي ». ربما يُرى هذا على أنه مجردُ ملاءمةٍ لُغوية، لكنه في
الحقيقة أكثرُ من ذلك. إنه استبدالُ نموذجٍ رياضي للفراغ بفراغٍ مادي حقيقي.
يتكوَّن نموذجُنا الرياضي للفراغ الثنائيِّ البُعد من أزواجٍ من الأعداد . وعلى الرغم من أن هذه الأزواج من الأعداد ليست في ذاتِها
نقاطًا في الفراغ؛ فإننا نُسمِّيها نقاطًا، لأننا نريد تذكيرَ أنفسنا بأن هذا
هو ما تُمثله هذه الأعداد. وبالمثل، يمكن الحصولُ على نموذجٍ للفراغ الثلاثي
الأبعاد، بتعيين الإحداثيات الثلاثة كاملةً ، ومرةً أخرى تسميتها نقاطًا. وهكذا، أصبح لدَينا الآن طريقةٌ
واضحة لتعريف نقاطٍ في الفراغ الثُّمانيِّ الأبعاد. وهذه لا تعدو أن تكون أكثرَ
من ثمانياتٍ من الأعداد الحقيقية. على سبيل المثال، إليك نقطتَين: و.
لقد عرَّفتُ الآن نموذجًا رياضيًّا من نوعٍ ما، لكنه ليس جديرًا بعدُ بأن
يُسمَّى نموذجًا لفراغٍ ثُمانيِّ الأبعاد؛ لأن كلمة «فراغ» تحمل معها كثيرًا من
الدلالات الهندسية التي لم أصِفْها بعدُ بدلالةِ النموذج؛ الفراغ أكثرُ من
مجردِ تجمعٍ هائل من النقاط المفردة. على سبيل المثال، نحن نتحدَّث عن المسافة
بين زوجٍ من النقاط، وعن الخطوط المستقيمة، والدوائر، وأشكالٍ هندسية أخرى. فما
نظائرُ هذه الأفكار في الأبعاد الكبيرة؟
شكل ٥-٢: حساب المسافات باستخدام نظرية فيثاغورس
تُوجَد طريقةٌ عامة للإجابة عن أسئلةٍ كثيرة من هذا النوع. على ضوءِ
مفهومٍ مألوف من الفراغ الثنائيِّ البُعد والفراغ الثلاثيِّ الأبعاد، علينا
أولًا أن نصفَ هذه الطريقة من حيث الإحداثيات، ثم نأمُلَ أن يُصبح تعميمُها على
الأبعاد الأكثرِ واضحًا. لنرَ كيف نُطبِّق هذا على مفهوم المسافة.
بمعلوميةِ نقطتَين في المستوى، مثل و، يمكن حساب المسافة بينهما على النحوِ الآتي. نبدأ بتكوين
مثلثٍ قائم الزاوية باستخدام النقطة الإضافية ، كما هو موضَّح في شكل ٥-٢. وعندئذٍ،
نُلاحظ أن الخطَّ الواصل بين النقطتَين و هو وتَر هذا المثلث، وهو ما يعني أنه يمكن حسابُ طوله
باستخدام نظرية فيثاغورس. يبلغ طولا ضلعَيه الآخرَين و، ومن ثمَّ يكون طولُ الوتر . وعليه، فإن المسافة بين النقطتين هي . بتطبيق هذه الطريقة على أي زوج من النقاط و، نحصل على مثلثٍ قائم الزاوية، تقع فيه هاتان النقطتان على
طرَفَي الوتر، ويكون طولا الضلعَين الآخرَين (هذا يعني الفرق بين و) و. تُخبرنا نظرية فيثاغورس أن المسافة بين النقطتَين يمكن
حسابها بالصيغة الآتية:
تُوجَد حجةٌ مُماثلة، ولكنها أكثرُ
تعقيدًا إلى حدٍّ ما، تُستخدَم في الثلاثة الأبعاد، وتوضح أن المسافة بين
النقاط و هي:
بعبارةٍ أخرى، لحساب المسافة بين نقطتَين، فإننا نجمع مربَّعاتِ الفروق
بين الإحداثيات المتناظِرة، ثم نأخذ الجذر التربيعي. (وفيما يلي التعليل
باختصار. المثلث الذي له الرءوس و و هو مثلث قائم الزاوية عند . المسافة من إلى هي ، والمسافة من إلى هي . وهكذا ينطبق على المثلث الاستنتاجُ المستخلَص من نظرية فيثاغورس.
إحدى السِّمات المميِّزة لهذه الجملة أنها لا تذكر حقيقةَ أن النقاط
يُفترَض أنها ثلاثيةُ الأبعاد. وهكذا نكون قد وجدنا طريقةً لحساب المسافات في
أيِّ عددٍ من الأبعاد. على سبيل المثال، المسافة بين نقطتَين و (تقعان في فراغٍ خماسي الأبعاد) هي:
هذه الطريقةُ في تناوُل الموضوع مُضلِّلة نوعًا ما؛ لأنها تشير إلى أن
هناك دائمًا مسافةً بين أي زوج من النقاط الخُماسية الأبعاد (تذكَّر أن النقطة
الخماسية الأبعاد ما هي إلا متتابعةٌ من خمسةِ أعداد حقيقية) وأننا استنتجنا
كيف نحسب هذه المسافات. ولكن، في واقع الأمر، ما فعلناه هو تعريفُ مفهوم
المسافة. وليست هناك حقيقةٌ مادية تُجبرنا على أن نُقرِّر أن المسافة الخُماسية
الأبعاد يجب أن تُحسَب بالطريقة الموضَّحة. ومن ناحيةٍ أخرى، من الواضح جدًّا
أن هذه الطريقة هي التعميم الطبيعي لما قُمنا به في حالة البُعدَين والثلاثة
الأبعاد، حتى إنه لَيبدو من الغريب تبنِّي أي تعريف آخر.
بمجرَّد تعريف المسافة، يمكننا البدء في تعميم مفاهيم أخرى. فمثلًا، من
الواضح أن الكرة هي المكافئُ الثلاثيُّ الأبعاد للدائرة. فكيف ستبدو «الكرة»
الرُّباعيةُ الأبعاد؟ كما في حالة المسافة، يمكن الإجابة عن هذا السؤال إذا
تمَكَّنا من وصف الشكلَين الثنائيِّ الأبعاد والثلاثيِّ الأبعاد. وهذا ليس
بصعبٍ على الإطلاق: الدائرة والكرة يمكن وصفُهما بأنهما مجموعةُ كلِّ النقاط
الواقعة على مسافةٍ ثابتة (نصف القطر) من نقطة مُعيَّنة (المركز). ولا مانع من
استخدام التعريف نفسِه للكرة الرباعية الأبعاد، أو حتى لكرةٍ ذاتِ سبعةٍ
وثمانين بُعدًا من هذا المنطلق. على سبيل المثال، يمكن تعريفُ كرةٍ رباعية
الأبعاد يبلغ نصفُ قطرها وحدات حول النقطة بأنها مجموعة كل النقاط (الرُّباعية الأبعاد) الواقعةِ على
مسافة وحدات من النقطة . والنقطة الرباعية الأبعاد هي متتابعة من الأعداد الحقيقية. وبذلك تكون المسافةُ بينها وبين النقطة (طبقًا للتعريف السابق) هي:
وبِناءً على ذلك، يمكن أيضًا وصفُ هذه الكرة الرباعية الأبعاد بأنها
مجموعةُ كلِّ الرباعيات حيث
على سبيل المثال، إحدى هذه الرباعيات، وبذلك فإنها نقطةٌ في الفراغ الرباعي
الأبعاد المُعطى.
يُوجَد مفهومٌ آخر يمكن تعميمه، وهو المربع في بُعدين، والمكعب في ثلاثة
أبعاد. يوضح شكل ٥-٣ مجموعة كل النقاط حيث تُكوِّن النقطتان و الواقعتان بين و مربعًا يبلغ طولُ ضلعِه وحدة واحدة، وله الرءوس الأربعة و و(1,0) و. في الثلاثة الأبعاد، يمكن تعريفُ المكعب بأخذ كلِّ النقاط بحيث تقع و و جميعُها بين و. وبذلك، يكون لدينا ثمانيةُ رءوس: و و و و و و و. يمكن بالطبع استخدامُ تعريفاتٍ مماثلة في الأبعاد الأكبر.
على سبيل المثال، يمكن الحصولُ على مكعبٍ سُداسي الأبعاد، أو بالأحرى شكل رياضي
تنطبق عليه هذه التسمية، بأخذ كلِّ النقاط بحيث تقع كلُّ الإحداثيات بين و. وستكون الرءوس هي كلَّ النقاط التي كلُّ إحداثي لها هو أو : من الملاحظ أن عدد الرءوس يتضاعف في كل مرة يُضَاف فيها
بُعد، ومِن ثمَّ يوجد في هذه الحالة رأسًا.
ثَمة الكثير الذي يمكن فعلُه بخلاف تعريف الأشكال. دعني أوضِّحْ هذا
بإيجاز عن طريقِ حساب عدد الأحرف في مكعبٍ خماسيِّ الأبعاد. لا يتَّضح للوهلة
الأولى المقصودُ ﺑ «الحرف»، ولكن يُمكننا استخلاصُ المعنى ممَّا يحدث في
السِّياقَين الثنائيِّ الأبعاد والثلاثي الأبعاد: الحرف هو الخطُّ الواصل بين
رأسَين متجاورَين، ويُعتبَر الرأسان متجاورَين إذا اختلفا في إحداثيٍّ واحد
فقط. يكون الرأسُ عادةً في المكعَّب الخماسي الأبعاد نقطةً مثل ، وطبقًا للتعريف المذكور توًّا، فإن الرءوس المجاورة لهذا
الرأس هي و و و و. بوجه عام، كلُّ رأس له خمسة رءوس متجاورة، وبذلك نحصل على
خمسة أحرفٍ منها. (سوف أترك للقارئ استخلاصَ مفهوم الخطِّ الواصل بين رأسَين
متجاورَين، انطلاقًا ممَّا ذكرناه عن الثنائيِّ البُعد والثلاثيِّ الأبعاد. ولا
داعي لتناولِ العملية الحسابية المتعلقة بذلك.) وبما أنه يوجد رأسًا، فإنه يبدو كما لو أن لدينا حرفًا. ومع ذلك، فقد عدَدْنا كلَّ حرفٍ مرتَين — بواقع مرةٍ
لكلٍّ من نقطتَي النهاية لهذا الحرف — ومن ثمَّ فإن الإجابة الصحيحة هي نصف
العدد ؛ أي .
يمكن تلخيصُ ما نفعله هنا بأننا بصددِ تحويل الهندسة إلى جبر، حيث نستخدم
الإحداثياتِ لتحويل مفاهيمَ هندسيةٍ إلى مفاهيمَ مُكافئة لها تُعْنى فقط
بالعلاقات بين الأعداد. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع تعميمَ الهندسة على نحوٍ
مباشر، فإننا نستطيع تعميم الجبر، ويبدو أنه من المعقول أن نُسمِّيَ هذا
التعميم الهندسةَ الكثيرةَ الأبعاد. ومن البديهيِّ أن الهندسة الخماسيةَ
الأبعاد لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بخبراتنا المباشرة كما في حالة الهندسة
الثلاثية الأبعاد، لكنه أمرٌ لا يستحيل معه التفكيرُ فيها، ولا يحول دون أن
تكون مُفيدةً كنموذج.
(٢) هل يمكن تصوُّر فراغ رباعي الأبعاد؟
في الواقع إنَّ هذه الجملة التي تبدو واضحةً في تقريرها بأنه يمكن تصوُّر
العناصر الثلاثية الأبعاد، بخلاف العناصر الرباعية الأبعاد التي لا يمكن
تصوُّرها، لا تصمد أمام إنعامِ النظر الدقيق. على الرغم من أن تصوُّر عنصرٍ ما
يُشبه بالأحرى النظر إلى ذلك العنصر، فإنه تُوجَد أوجهُ اختلافٍ مهمة بين
الخبرتَين. فمثلًا، إذا طُلِب إليَّ تصوُّرُ حجرةٍ مألوفة لي، لكنها ليست
مألوفةً بدرجة كبيرة، فلن أجد صعوبةً في فعل ذلك. لكن إذا طُرِحَت عليَّ بضعةُ
أسئلة بسيطة عنها، مثل السؤال عن عدد الكراسي التي تحتويها أو لونِ الأرضية،
فلن أتمكَّن غالبًا من الإجابة. هذا يوضح أنه، أيًّا كانت الصورة الذهنية،
فإنها ليست تمثيلًا فوتوغرافيًّا.
شكل ٥-٣: مربع الوحدة ومكعب الوحدة
في سياق الرياضيات، الفارق المهمُّ بين إمكانية تصوُّرِ شيءٍ ما وعدم
إمكانية تصوُّره هو أنه في الحالة الأولى يمكن للمرء إلى حدٍّ ما أن يُجيب عن
الأسئلة بطريقةٍ مباشرة، بدلًا من التوقُّف برهةً وإجراءِ حساباتٍ في ذهنه. هذه
القدرة على إعطاء إجاباتٍ مباشرة هي أمرٌ نِسبي بطبيعة الحال، ولكن هذا لا
ينتقِص من واقعيةِ تلك الإجابات. على سبيل المثال، إذا طُلِبَ أن أُحدِّد عدد
الأحرف في مكعبٍ ثلاثي الأبعاد، فيُمكنني معرفةُ ذلك «بمجرد النظر»، حيث سأدرك
أن هناك أربعةَ أحرف في الجزء العلوي، وأربعةَ أحرف في الجزء السفلي، وأربعةً
من الجزء العلوي إلى الجزء السفلي، وهذا يعني وجودَ اثنَي عشَر حرفًا.
في الهندسة الكثيرة الأبعاد، تزداد صعوبةُ تمييزِ شيءٍ «بمجرد النظر»،
ويُضطرُّ المرءُ غالبًا إلى الدخول في جِدالاتٍ أكثرَ مثلما حدَث عندما ناقشتُ
السؤال المشابِهَ في العناصر الخماسية الأبعاد. ومع ذلك، فإنه ممكنٌ أحيانًا.
على سبيل المثال، يمكنني التفكيرُ في مكعبٍ رباعي الأبعاد على أنه يتكوَّن من
مكعَّبَين ثلاثيَّي الأبعاد مُتقابلَين، بحيث تتصل الرءوسُ المتقابِلة عن طريق
الأحرف (في البُعد الرابع)، تمامًا كما يتكوَّن مكعبٌ ثلاثيُّ الأبعاد من
مربَّعَين متقابلَين، رءوسهما المتقابلة متَّصلة. وعلى الرغم من أنني ليس لديَّ
تصوُّرٌ واضح عن الفَراغ الرباعي الأبعاد، فما زلتُ «أرى» أنَّ هناك اثنَي عشَر
حرفًا لكلٍّ من المكعبَين الثلاثي الأبعاد، وثمانية أحرف تصل رءوسهما معًا.
وهكذا، يكون عددُ الأحرف الإجمالي هو . وهكذا، أستطيع أن أُدرك «بمجرد النظر» أن المكعب الخماسي
الأبعاد يتكوَّن من مكعبَين رباعيَّي الأبعاد، رءوسهما المتناظرةُ مُتصلة، مما
يجعل عددَ الأحرف الإجماليَّ ( لكل مكعبٍ رباعيِّ الأبعاد و للأحرف بينهما)، وهذه بالضبط الإجابة التي حصلتُ عليها
سابقًا. ومن ثمَّ، لديَّ المقدرة الأساسية على التصوُّر في الفراغ الرباعي
الأبعاد والخماسي الأبعاد. (إذا كانت كلمة «تصوُّر» لا تروق لك، فيمكن أن
تستخدِم كلمةً أخرى، مثل «تكوين فكرة».) والتصوُّر يكون أصعبَ بالطبع في حالة
الثلاثة أبعاد — على سبيل المثال، لا أستطيع الإجابة مباشرةً عن أسئلةٍ تتعلق
بما يحدث عند إجراءِ دورانٍ لمكعبٍ رباعي الأبعاد، في حينِ يُمكنني ذلك في حالة
المكعب الثلاثي الأبعاد، لكنه أيضًا أسهلُ على نحوٍ واضح من تصوُّر ذي بُعدًا، وهو ما لا يمكن تصوُّره إذا كان كِلاهما مُستحيلًا.
تخصَّصَ بعضُ علماء الرياضيات في الهندسة الرباعية الأبعاد، وتطوَّرَت قدراتُهم
على التصوُّر الرباعي الأبعاد بدرجةٍ كبيرة.
لهذه النقطة السيكولوجية أهميةٌ في الرياضيات تتجاوزُ الهندسة. ذلك أن
إحدى المزايا التي يَجنيها المرءُ من تكريسِ حياته للأبحاث في مجال الرياضيات
أنه عندما يكتسب الخِبرة، يجد أنَّ في مقدوره أن يعرف «بمجرد النظر» إجاباتِ
كثيرٍ من الأسئلة التي ربما كانت تتطلَّب ساعةً أو ساعتَين من التفكير العميق،
وهذه الأسئلة ليس بالضرورة أن تكون في مجال الهندسة. ومثالٌ أوليٌّ على ذلك
الجملة . يمكن للمرء التحققُ من ذلك بإجراء عمليتَي ضربٍ مطوَّل
مختلفتَين، والتحقق من أن الناتج فيهما لا يتغيَّر. ولكن، إذا فكَّر المرءُ
بدلًا من ذلك في شبكةٍ من النقاط، مرتَّبة في مستطيل بُعداه ، فإنه يستطيع أن يعرف أن الناتجَ الأول يجمع عددَ النقاط في
كل صف، والثاني يجمع عددَ النقاط في كل عمود، وهذا بالطبع يجب أن يُعطيَنا
الناتج نفسَه. ويلاحَظ أن الصورة الذهنية هنا تختلف تمامًا عن الصورة
الفوتوغرافية: هل لك أن تتصوَّر حقًّا مُستطيلًا بُعداه بدلًا من مستطيلٍ بُعداه ؟ هل يمكنك عدُّ النقاط على طول الضلع القصير، لمجرد
التحقق؟
(٣) ما فكرة الهندسة الكثيرة الأبعاد؟
شتَّانَ ما بين إقرار إمكانية فهم الهندسة الكثيرة الأبعاد وإدراك المغزى
منها، وبين توضيح السبب الذي يجعلها موضوعًا جديرًا حقًّا بأن يُؤخَذ على مَحمل
الجد. في موضعٍ سابق في هذا الفصل، زعمتُ أنه يمكن الاستفادة بها كنموذج، ولكن
كيف يتأتَّى هذا، عِلمًا بأن الفراغ الفعليَّ الذي نعيشه ثلاثيُّ
الأبعاد؟
الإجابة عن هذا السؤال بسيطةٌ إلى حدٍّ ما. كان من بين الموضوعات التي
تناولتُها في الفصل الأول أن النموذج يمكن أن تكون له استخداماتٌ كثيرة مختلفة.
بل إن الهندسة الثنائية الأبعاد والثلاثية الأبعاد تُستخدَمان لأغراضٍ عدَّة،
بخلاف النَّمْذجة المباشرة للفراغ المادي. على سبيل المثال، نحن نُمثِّل دائمًا
حركةَ جسمٍ ما بإنشاءِ رسمٍ بياني يُسجِّل المسافة التي قطعَها في نقاطٍ زمنية
مختلفة. وسيكون هذا الرسم البياني عبارةً عن منحنًى في المستوى، والخصائص
الهندسية للمنحنى تُناظر المعلوماتِ المتعلقةَ بحركة الجسم. لماذا تكون الهندسة
الثنائية الأبعادِ مناسبةً لنمْذَجة هذه الحركة؟ لأن هناك عددَين مُهمَّين —
الزمن المنقضي والمسافة المقطوعة — وكما قلت، يمكن للمرء أن يُفكِّر في الفراغ
الثنائي الأبعاد على أنه تجمُّعٌ من كل أزواج الأعداد.
يعطينا ذلك لمحةً عن السبب في أن الهندسة الكثيرةَ الأبعادِ يمكن أن تكون
مفيدة. قد لا يُوجَد أيُّ فراغ كثيرِ الأبعاد في مكانٍ ما في الكون، لكن يُوجَد
العديد من الحالات التي تقتضي منا التعاملَ مع مجموعاتٍ من أعدادٍ كثيرة. سأصفُ
حالتَين بإيجازٍ شديد، وينبغي أن يتَّضح بَعدهما أن ثمة حالاتٍ أخرى
كثيرة.
لنفترض أني أُريد أن أصفَ موضع كرسيٍّ. إذا كان الكرسيُّ عموديًّا، فإنه
يمكن تحديدُ موضعِه عن طريق النقطتَين اللتَين تلتقي فيهما اثنَتان من أرجُلِه
بالأرض. ويمكن وصفُ كلٍّ من هاتين النقطتَين بإحداثيَّين. والنتيجة هي أنه
سيكون لدينا أربعةُ أعداد يمكن استخدامها لوصفِ موضع الكرسي. ولكن، هذه الأعداد
الأربعة مُترابطة؛ لأن المسافة بين نهايات الأرجُلِ ثابتة. إذا كانت هذه
المسافة هي ، وكانت الأرجلُ تلتقي بالأرض عند النقطتَين و، فإن ، طبقًا لنظرية فيثاغورس. وهذا يضع شرطًا على و و و، يمكن وصفه بالمُصطلحات الهندسية على النحو التالي: النقطة ، التي تنتمي إلى الفراغ الرباعي الأبعاد، أُجبِرَت على أن
تقع في «سطح» ثلاثيِّ الأبعاد. وهكذا يمكن تحليل نُظم ماديةٍ أكثرَ تعقيدًا
بطريقةٍ مماثلة، وستُصبح الأبعاد أكثرَ بكثير.
الهندسة المتعددة الأبعاد لها أهميةٌ كبيرة أيضًا في مجال الاقتصاد. إذا
تساءلت — مثلًا — عمَّا إذا كان من الحِكمة
أن تشتريَ أسهُمًا في شركةٍ ما، فإن كثيرًا من المعلومات التي تساعدك في اتخاذ
قرارك تأتي في هيئة أرقام — حجم القوة العاملة، قِيَم الأصول المختلفة، تكلفة
الموادِّ الخام، معدَّل الفائدة، وهكذا. يمكن التفكيرُ في هذه الأعداد، التي
تُعامَل على أنها مُتتابعة، بوصفها نقطةً في فراغٍ معيَّن كثيرِ الأبعاد. وما
تودُّ عمله، ربما بتحليلِ كثيرٍ من الشركات الأخرى المشابهة، هو تحديدُ منطقةٍ
بعينها في هذا الفراغ، وهي المنطقة التي سيكون شراءُ أسهمٍ فيها فكرةً
سديدة.
(٤) البُعد الكَسْري
إذا كان هناك شيءٌ ما بدا واضحًا من المناقشة حتى الآن، فهو أن أبعاد أيِّ
شكلٍ دائمًا ما تكون أعدادًا صحيحة. فماذا يمكن أن يعنيَ القولُ بأننا نحتاج
إلى بُعدَين ونصفٍ لتعيين نقطةٍ ما، حتى لو كانت نقطة رياضية؟
قد تبدو هذه الحُجة مقنِعة، لكننا واجَهْنا صعوبةً مماثلة جدًّا قبل تعريف
العدد في الفصل الثاني، واستطعنا التحايل على الأمر باستخدام
الطريقة المجرَّدة. هل من الممكن فعلُ شيءٍ مماثلٍ فيما يخصُّ البُعد؟ إذا
أردنا ذلك، فعَلينا إيجادُ خاصيةٍ ما مرتبطةٍ بالبُعد لا تستلزم مباشرةً أن
يكون عددًا صحيحًا. وهذا يستبعد أيَّ شيءٍ له علاقةٌ بعدد الإحداثيات، الأمر
الذي يبدو أنه وثيقُ الصلة بفكرةِ البُعد حتى إنه يصعُب معه التفكيرُ في أي
شيءٍ آخر. ومع ذلك، تُوجَد خاصيةٌ أخرى ذكَرْناها في بداية هذا الفصل يمكن أن
تُعطينا ما نحتاج إليه بالضبط.
أحد الجوانب المهمَّة في الهندسة، الذي يختلفُ باختلاف البُعد، القاعدةُ
التي تُحدِّد ما يحدث في قياسات شكلٍ ما عند تمديده بمُعاملٍ مقداره في جميع الاتجاهات. والمقصود بالقياسات هنا هو الطول، أو
المساحة، أو الحجم. في البُعد الواحد، تُضرَب القياسات في أو ، وفي البُعدَين تُضرب في ، وفي الثلاثة أبعاد تُضرب في . وهكذا، يُخبرنا الأُسُّ المرفوع إليه ببُعد الشكل.
حتى الآن لم ننجح تمامًا في استبعاد الأعداد الصحيحة من الصورة؛ لأن
العددَين و متضمَّنان في لفظتَي «المساحة» و«الحجم». ولكن، يمكن
استكمالُ العمل من دون هاتين الكلمتَين كما يلي. لماذا تكون مساحةُ المربع الذي
طول ضلعِه وحدات تسعةَ أضعافِ مساحة المربع الذي طول ضلعه وحدة واحدة؟
السبب أنه يمكننا تقسيمُ المربع الأكبرِ إلى تسعةِ مربَّعات متطابقة مع المربع
الأصغر (انظر شكل ٥-٤). وبالمثل، فإن المكعَّب الذي أبعاده ، يمكن تقسيمه إلى مكعبًا بالأبعاد . وهكذا، يمكننا القولُ إن المكعب ثلاثيَّ الأبعاد لأنه في
حال تمديدِه بمعامل ، حيث عدد صحيح أكبرُ من ، يمكن تقسيم المكعب الجديد إلى عدد نسخة من المكعب القديم. ويلاحظ أن كلمة «حجم» لم تظهر في
الجملة الأخيرة.
شكل ٥-٤: تقسيم مربع إلى عدد من المربعات الأصغر، وتقسيم مكعبٍ إلى عدد من المكعبات الأصغر
ربما نتساءل الآن: أيُوجَد شكلٌ يمكننا أن نُضاعفه كما سبق، ونحصل على
ناتجٍ لا يكون عددًا صحيحًا؟ الإجابة نعم. ويُعرَف أبسطُ الأمثلة على ذلك باسم
مُنحنى نُدْفة الثلج لكوخ. هذا المنحنى لا يمكن وصفُه بطريقةٍ مباشرة: بدلًا من
ذلك، فإنه يُعرَّف بوصفه نهايةَ العملية التالية. ابدأ بقطعة مستقيمة، وليكن
طولها — مثلًا — . ثم قسِّمْها إلى ثلاثة أجزاء متساوية، واستبدل بالجزء
الأوسط الضِّلعَين الآخرَين للمثلث المتساوي الأضلاع، الذي يكون الجزءُ الأوسط
قاعدةً له. ستكون النتيجة شكلًا مكوَّنًا من أربع قطعٍ مستقيمة، طول كلٍّ منها
يساوي . قسِّم كلًّا من هذه القطع المستقيمة إلى ثلاثة أجزاء
متساوية، ومرةً أخرى استبدل بكلِّ جزءٍ أوسطَ الضلعَين الآخرَين لمثلثٍ متساوي
الأضلاع. وهكذا، سيكون لدينا شكلٌ مكوَّن من قطعة مُستقيمة، طول كلٍّ منها . وتستمرُّ العملية على هذا المنوال: الخطوات القليلة الأولى
موضَّحة في شكل ٥-٥. ليس من الصعب أن نُبرهن بدقةٍ على أن
هذه العملية ستؤدي إلى شكلٍ محدود، كما تُشير الصور، وأن هذا الشكل هو منحنى
نُدفة الثلج لكوخ. (يبدو المنحنى أشبهُ بنُدفةِ الثلج إذا أخذتَ ثلاث نسخٍ منه،
ووضعتَها معًا حول مثلث.)
شكل ٥-٥: إنشاء منحنى ندفة الثلج لكوخ
يتَّسم منحنى ندفة الثلج لكوخ بعدةِ سِماتٍ مهمة. ويَعْنينا منها هنا أنه
يمكن إنشاءُ نسخٍ أصغرَ من المنحنى نفسِه. ومرةً أخرى، يمكن رؤية ذلك في
الصورة: إنها تتكون من أربع نسخ، وكلُّ نسخة هي تصغيرٌ للشكل الكلي بمعامل
مقداره . لنرَ الآن ما تُخبرنا به الصورة فيما يخص البُعد.
إذا كان الشكل له البُعد ، فمن المفترض عند تصغيره بمعاملٍ مقداره أن تقلَّ قياساتُ معاملٍ مقداره . بما أن النسخ الأربع لازمةٌ لمنحنى ندفة الثلج لكوخ، فلا بد
أن يكون بُعده عددًا حيث . وبما أن و، فهذا يَعني أن يقع بين و، ومن ثمَّ فهو عددٌ غير صحيح. في الواقع إنه يساوي ، وهو ما يساوي تقريبيًّا .
تستند هذه العملية الحسابية إلى حقيقةِ أن منحنى ندفة الثلج لكوخٍ يمكن
تقسيمه إلى نُسَخ أصغر منه، وهي سِمةٌ غير عادية بالمرة، حتى إن الدائرة لا
تتميَّز بهذه السِّمة. ومع ذلك، يمكن تطوير الفكرة السابقة وصياغةُ تعريفٍ
للبُعد يمكن تطبيقه على نطاقٍ أوسع كثيرًا. وعلى غِرار استخداماتنا الأخرى
للطريقة المجردة، لا يعني هذا أننا اكتشفنا «البُعد الحقيقي» لمنحنى نُدفة
الثلج لكوخٍ وغيرِه من الأشكال الغريبة المشابهة، لكن كل ما هنالك أننا
توصَّلنا إلى التعريف الممكنِ الوحيد المتَّسِق مع بعضِ خصائصَ بعينها. وفي
الواقع، تُوجَد طرقٌ أخرى لتعريف البُعد، تعطي إجاباتٍ مختلفة. على سبيل
المثال، منحنى ندفة الثلج لكوخٍ له «بُعدٌ طوبولوجي» يساوي . ويُعزى ذلك، بوجهٍ عام، إلى إمكانية تقسيمه — شأنه شأن الخط
المستقيم — إلى جُزأَين غير متصلَين بإزالة أيٍّ من نقاطه الداخلية.
يُلقي هذا الأمرُ على نحوٍ مثير للاهتمام الضوءَ على عمليتَي التجريد
والتعميم المتناظرتَين. أشرتُ إلى أن تعميم مفهومٍ ما يستلزم بدوره تحديدَ بعض
الخصائص المرتبطة به وتعميمها. وتُوجَد غالبًا طريقةٌ بديهية وحيدة للقيام
بذلك، إلا أنه أحيانًا ما تؤدي مجموعاتٌ مختلفة من الخصائص إلى تعميماتٍ
مختلفة، وأحيانًا يكون وجودُ أكثرَ من تعميم واحدٍ مُثمِرًا.