الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
حينما يُحيل البؤس عالَمَنا إلى ظلامٍ دامس، ويُسيطر الظلمُ والقهر والعنف على المجتمع، يتعلَّق الجميع بالأمل في مستقبلٍ أفضل، ويَشرع الفلاسفة في شحذِ عقولهم لعلهم يجدون مَخرجًا من المأزق الذي يعصف بهم، فيضعون بناءً لنَسَقهم وقوانينهم التي تَكفُل للمجتمع العدل وتفرض المساواة وتنشد الحب؛ فالأمل ابن المعاناة، ومِن رحمِه تُولَد اليوتوبيا. منذ «أفلاطون» وحتى اليوم لم يعدم الفلاسفةُ تصورًا ليوتوبياتٍ عديدة، كلٌّ منهم يتخيَّلها وفقًا لرؤيته، و«بلوخ» واحدٌ من هؤلاء الفلاسفة الذين عانَوا كثيرًا في سبيل بناء يوتوبيا ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ فتعلَّق بحق الإنسان في الأمل، حيث نظر إلى عالَم الإنسان اليوتوبي كوَقود للثورة ضد الواقع، فوظَّف ماركسيته في بناء اليوتوبيا.