الحلُّ عند «بيتر»
شعر «عثمان» بالهزيمة أمام مقدرة «ريما» على تحقيق ما عجز عنه … فسألها قائلًا: أريد أن أعرف أولًا كيف وصلتِ؟
ريما: إنها مقدرةٌ خاصة.
إلهام: أبلغنا بما وصلت إليه «ريما».
واعترض «عثمان» قائلًا: لا من فضلك … أريد أولًا معرفةَ كيف وصلتِ … حتى نتحقق من صدقِ المعلومات.
أحمد: لقد اتصلت ﺑ «بيتر».
نظر الجميعُ لها في دهشة، وابتسم «أحمد» في سعادة … مقدرًا ما يتمتع به عقلُها من مرونة …
ألم يَقُل عنهم «عثمان» في سعادة بمشاغبته الأثيرة، وقال لها يُداعبها: أنا أصدِّقُ ما يقوله ﺑ «بيتر» …
فابتسمَت وقالت: قال إن «داني مون» لم يسجل رسائلَ دكتوراه في أيِّ جامعةٍ من جامعاتِ العالم.
فهد: رغم أنه عالِمٌ كبيرٌ …
أحمد: إن مجال الكمبيوتر يتميز بالحرية الشديدة في الإبداع … ومعظم صنَّاع البرامجِ ومطوري أجهزةِ الكمبيوتر لا يسجلون إبداعهم كرسائلَ علميةٍ.
ريما: هذا بالرغم أنه يعيش في مدينة «هايدلبرج» معقلِ الأبحاثِ البيولوجيةِ في كلِّ أوروبا … وبها مقرُّ أبحاثِ أكبر شركةِ كمبيوتر في العالم.
ريما: نعم.
أحمد: لقد كان طالبًا بها!
فهد: إن أكثرَ العلماءِ الحاصلين على «جائزة نوبل» تخرَّجوا في هذه المدينة.
عثمان: وحالته الاجتماعية؟
فداعبَته «ريما» قائلةً: لماذا؟
أحمد: لا وقتَ لدينا يا «ريما».
ريما: يعيش وحيدًا في فيلَّا تُطلُّ على نهرِ «النيكر»!
فعلَّقت «زبيدة» قائلةً: المكان الذي يحبُّه رقم «صفر».
عثمان: لماذا يعيش وحيدًا … أليست له زوجة؟
ريما: لم يتزوج.
عثمان: أليس له أولاد؟
لم تتمالك «ريما» نفسها … وضحكَت من قلبها، وكذلك بقية الشياطين.
وتولَّت عنها «إلهام» الإجابةَ، فقالت له: اسأل «بيتر»!
أحمد: وأين يعمل؟
ريما: في منزله.
قيس: إنه عصر الكمبيوتر.
عثمان: إذن البداية ستكون من منزله.
أحمد: هل لديكِ عنوانه؟
ريما: لا لم يُعطِني عنوانَه.
قيس: إنه مطلب سهل.
عثمان: نعم … المهم أننا حدَّدنا الدولة والمدينة التي يعيش فيها.
استدار «قيس» على مقعده … فأصبح في مواجهة الكمبيوتر … وانشغل عن زملائه بالدخول على شبكة الإنترنت.
في انتظار حصوله على عنوان «داني مون».
تساءل «أحمد» عن مؤلفاته …
ولم يكن لدى «ريما» إجابة …
وكان الحلُّ عند «عثمان» الذي قال: إن زيارة واحدة لبيته سنعرف منها كلَّ ما نريده …
أحمد: ماذا تعني بقول سنعرف … هل ستأتي معنا؟
نظر له «عثمان» مبهوتًا … فهو لم يكن يقصد ذلك.
ولم يعرف أن «أحمد» هو الذي يقصد ذلك، إلا عندما قال له: وأنا أحتاجك معنا يا «عثمان» …
عثمان: لا … لا … ليس لديَّ وقتٌ.
أحمد: إنه أمرٌ …
عثمان: وأنا سأنفذه.
وتوقَّف حوارهم عندما استدار لهم «قيس» قائلًا: لو حصلت عليه …
أحمد: وأنا سأُعِدُّ نفسي للسفر.
إلهام: وأنا كذلك.
أما «عثمان» فقد غادر القاعةَ دون تعليق … مما أثار دهشةَ زملائه وقلقَ «ريما» التي قالت: هل تسبَّبنا له اليوم في كثيرٍ من الإحراجِ؟
إلهام: لم يحدث.
بو عمير: لقد خرج ليعودَ لنا بمفاجأة.
وقد صدق حدْس «بو عمير» … فلم يكَد يُكمل جملتَه … حتى ظهر «عثمان» يقف بالباب رافعًا يدَه اليمنى لأعلى وبها كرتُه السوداءُ الجهنمية فصاحَت «ريما» قائلة: أوَّه الكرة العتيقة.
عثمان: تكلَّمي باحترام … فهي لم تَعُد عتيقة.
مصباح: كيف؟
عثمان: إنها تُطلق عند الاصطدام … صدماتٍ كهربائيةً … وأيضًا تنكمش ذاتيًّا …
فقال له «أحمد» مداعبًا: هل سكنَتها روح شريرة؟
عثمان: بل شحنة كهربائية ووحدة كمبيوتر دقيقة.
وفجأةً قطَع على الشياطين حديثَهم … صفيرٌ حادٌّ متقطعٌ … يصدر من جهاز الكمبيوتر الخاصِّ ﺑ «ريما».
وعندما ضغطَت زرَّ الاستجابة صاحَت قائلة: إنه «بيتر».
اندهش الجميعُ وترقَّبوا سماعَ أخبارٍ جديدة ومهمة؛ فهذا هو السبب الوحيد الذي يجعل «بيتر» يتصل في مثل هذا الوقت.
انشغلَت «ريما» معه لدقائق قبل أن تناديَ على «أحمد» قائلةً له: إنه يريدك … فقد عرف أنك هنا …
وعندما رأَته يقف بجوارها، تركَت له مقعدَها.
وعادَت لزملائها تقول: إن لديه أخبارًا جديدةً.
عثمان: عمَّن؟
ريما: عن «داني مون».