تفجير المحطة الفضائية!
صاح «عثمان» قائلًا: لقد اختطفتها يا «أحمد»!
أحمد: هذا ما أريده.
عثمان: أنا لا أفهم شيئًا.
أحمد: ستعرف صباح اليوم كلَّ شيء.
جميلة شوارع «القاهرة» بعد منتصف الليل.
وقد قطع «أحمد» الطريقَ من طريق الإسكندرية الصحراوي إلى فندق «شيراتون» في عشر دقائق، ومن خلفه «عثمان».
وفي مكتب الاستقبال ترك رسالة … ثم عاد إلى المقر في ميدان الرماية … في أقل من عشر دقائق.
وقبل أن توقظَه إدارةُ المقر عن طريق ساعة يده … كان هو قد استيقظ موفور النشاط … مبتسم الوجه … مما أثار دهشةَ «عثمان».
فقد ظن أنه سيجده في حالة مزاجية سيئة، بعد ضياع آلته التي عكف عليها أيامًا وليالي، هو ومعظم علماء وخبراء المنظمة ومهندسيها.
وقبل أن يتناولَ إفطاره رآه وقد ارتدى ملابسه، وتوجَّه إلى غرفة مركز المعلومات؛ حيث كان يُتابع عملًا يجري على قدمٍ وساق.
وعندما لَحِق به، رأى ما أثار دهشته.
لقد تحوَّلَت الغرفة إلى محطةِ تحكُّمٍ أرضية … في الأقمار الصناعية.
وحتى لا تطولَ دهشتُه قال له «أحمد»: أرأيتَ الكرة التي سرقها الكائن الفضائي؟
عثمان: نعم!
أحمد: إنها قمر صناعي صغير للتجسس.
فتح «عثمان» فمَه غيرَ مصدق لما يسمع، فأكمل «أحمد» كلامَه قائلًا: هذا القمر سيصور لنا الآن موقعَ القاعدة التي تُحرِّك هذه الكرة القاتلة … والتي أشكُّ أنها ستكون قاعدةَ القرصنة الفضائية.
عثمان: رائع.
وعلى شاشة مركز المعلومات العملاقة … ظهرَت منشأة معدنية ضخمة تُشبه المحطة الفضائية الروسية «مير»، فسأله «عثمان» قائلًا: أليست هذه قاعدة «مير» الروسية؟
أحمد: لا … بل تُشبهها.
عثمان: إنه نفس التصميم الروسي.
أحمد: نعم … فبعد تفكُّك الاتحاد السوفيتي هاجر الكثيرُ من العلماء الروس في كلِّ المجالات … والتقطَتهم هذه الدول لتستعين بهم.
وليس من المستبعد أن تكون هذه المحطة من تصميمهم.
عثمان: إن المعلومات التي يُرسلها قمرُنا عن هذه المحطة غزيرة … ولكن ما هذا … أترى هذا الصاروخ؟
أحمد: نعم … إنهم يُوجِّهونه إلى جهة ما في الفضاء.
وبالرجوع إلى الحاسب، عرف أن زاوية ميل الصاروخ، ترسم مماسًّا يصل إلى نفس المدار المُعلَّق فيه قمرنا «النايل سات».
عثمان: وما العمل الآن؟
أحمد: يجب أن نُبلغَ رقم «صفر»!
ولم يُجِب رقم «صفر» على اتصال «أحمد» لا عن طريق المحمول، ولا عن طريق أجهزة الاتصال الأخرى الخاصة بالمنظمة.
ولم يجد مفرًّا من إبلاغ قيادة المنظمة مباشرة.
فالوقت لم يَعُد في صالحهم.
فطلبوا منه إمهالَهم بعضَ الوقت لإبلاغ السلطات المختصة.
توتَّرَت أعصابُ «أحمد» و«عثمان» وهما ينتظران القرارَ الذي سيُكلِّل مجهودهما بالنجاح … ويُنقذ حلم الأمة … من أطماع الطامعين.
وعلى شاشات الكمبيوتر المحيطة بهما … رأى الشيطانان … قاعة الاجتماعات بالمقر السري الكبير … وقد اصطفَّ بها الشياطين … يُتابعون على الشاشة العملاقة ما يدور في الفضاء.
وسمعوا صوتَ رقم «صفر» وهو يقول لهم: لأول مرة نصنع سويًّا نهايةً مهمةً، أتسمعنا يا «أحمد» أنت و«عثمان»؟
أحمد: نعم!
رقم «صفر»: بعد الرجوع إلى السلطات المختصة وإلى القيادة المسئولة عن أمن هذا البلد قررنا ما هو آتٍ … «تدمير القاعدة الفضائية المعادية».
في هذه اللحظة ضغط «أحمد» زرًّا بجهاز الكمبيوتر، فرأى الجميع على شاشة الكمبيوتر … الكرة التي صنعوها وهي تنفجر انفجارًا شديدًا ليتبعَها عدةُ انفجارات للمحطة. ولِمَا تحمله من صواريخ.
ويُهلل الشياطين فرحين … ويهنِّئون رقم «صفر» ويهنِّئهم.