برازيني … مرة أخرى
قال «صالح» بسرعة: لا تخشوا شيئًا، إن السيارة مدرعة فظلوا داخلها صامتين، وظلت الطلقات تنهال، غير أن أحدًا لم يظهر.
قال «تونجا»: هل نظل هكذا؟! يجب أن نغير الكاوتش.
قال «أحمد»: ينبغي أن ننزل؛ بعضنا يتولى الحراسة حتى ينتهى «تونجا» من عمله.
فتح «أحمد»: باب السيارة في هدوء، ولم يكد يتقدم حتى دوت طلقة بجوار قدمه، فارتد بسرعة، وصرخ «صالح»: أغلق الباب، وإلَّا أصبحنا هدفًا سهلًا.
أغلق «أحمد» الباب وهو يقول: إنهم يروننا جيدًا، وإلا ما أصابوا الباب عند فتحه.
ظلوا داخل السيارة، إلا أن «أحمد» كان يفكر بسرعة، فقال ﻟ «تونجا»: أعطني مكانك.
أخذ مكان «تونجا» ثم فتح الباب، ونزل في حذر وهو يقول: اتبعوني من نفس المكان، فالباب هنا، يختفي خلف شجرة.
نزلوا الواحد بعد الآخر، ثم انبطحوا تحت السيارة، وسأل «خالد»: أين العجلة الاحتياطية.
قال «تونجا»: أسفل السيارة.
أخرج من جيبه مفتاحًا، ثم زحف أسفل السيارة، وفي نفس الوقت كان الباقون يراقبون المكان.
عاد «تونجا» وهو يسحب العجلة الاحتياطية وقال: «خالد»، عليك برفع السيارة، إن «محمدين» الآن في حالة لا تسمح له بالحركة.
مد «خالد» يده، وأخذ الرافعة وبدأ يثبتها أسفل السيارة، وعندما بدأ يحركها، أصدرت صوتًا، فتوقف إلا أن الصوت الذي صدر من الرافعة، كان كافيًا، ليبدأ صوت الرصاص يتردد حولهم.
أشار «أحمد» إلى «زبيدة»، وزحف في اتجاه مختلف بعيدًا عن السيارة، وتبعته «زبيدة» في هدوء، وعندما أصبح بعيدًا، وجه مسدسه لنفس الاتجاه الذي كانت تأتي منه الطلقات، وهمس ﻟ «زبيدة»: علينا أن نشغلهم، ونبعد أنظارهم عن السيارة.
أخذا يطلقان الرصاص بغزارة، فصمت الذين كانوا يطلقون الرصاص، ثم فجأة انهال الرصاص في اتِّجاه «أحمد» و«زبيدة».
قال «أحمد» هامسًا: لقد نجحت الخطة، لكن السيارة، لا تستطيع أن تتقدم الآن، حتى لو أبدلوا الكاوتش. إنهم يستطيعون إصابتها مرة ثانية، وثالثة.
أخرج جهاز الإرسال الصغير، ثم أرسل رسالة إلى «خالد» فجاءه الرد بسرعة: لقد انتهينا، لكننا لا نستطيع الحركة الآن. ثم أرسل رسالة أخرى: دعهم يتقدمون بالسيارة، وسوف نغطيهم.
مضت لحظة، قبل أن يرد «خالد»: إن «صالح» لا يريد أن يتركنا.
أرسل رسالة جديدة: دعه ينصرف، وسوف نلحق به، بعد خمسة كيلومترات، انضم إلينا، وقل لهم، ألَّا تتحركوا قبل أن نطلق نحن الرصاص، فسوف يكون إشارة الانطلاق.
صمت كل شيء، وأصبح الجو مشحونًا بالحذر، ولم تمضِ دقائق حتى كان «خالد» قد انضم إليهما، فأخرج «أحمد» قنبلة مسيلة للدموع، ثم أشعل فتيلها، ورمى بها في اتجاه الآخرين، في نفس الوقت الذي بدأ فيه «خالد» و«زبيدة» إطلاق الرصاص.
سمع الشياطين صوت محرك السيارة يدور في عنف، ثم انطلقت، وأخذ الصوت يبتعد، بينما ظل إطلاق الرصاص متبادلًا … كان النهار يغطي كل شيء، إلا أن الحذر كان يمنع الجميع من الحركة.
لم تمضِ لحظات، حتى توقف إطلاق الرصاص، وانتشر الصمت، حتى الحيوانات فلم يكن يُسمَع لها صوت. ويبدو أن أصوات الرصاص قد أفزعتها؛ فلاذت بالفرار بعيدًا عن المكان.
همس «أحمد»: يجب أن نتحرك في هدوء.
أخذ الشياطين يزحفون، وهبت رياح جنوبية لكنها لم تكن قوية.
قالت «زبيدة»: هذه هي الرياح التي يستخدمونها في نقل الجراثيم.
ظلوا يزحفون، مبتعدين عن المكان، ثم أخرج «أحمد» بوصلة صغيرة، ونظر فيها، واستمر في زحفه.
قال «خالد»: أعتقد أننا ابتعدنا بما فيه الكفاية.
نظر «أحمد» حواليه في حذر ثم أخرج منظاره المكبر، وبدأ يرى المنطقة حوله. لم يكن يظهر شيء إلا الأشجار الكثيفة فقط، هي التي تغطي المكان … وقف «أحمد» فوقف «خالد» و«زبيدة».
قال «أحمد»: علينا أن نسرع، حتى لا نتأخر عليهم.
أخذوا يجدِّون في الجري، بينما ارتفعت الحرارة أكثر واشتدت معها سرعة الرياح … ولكن فجأة، توقف «أحمد»، وهو يشير بيديه؛ كان هناك نمر ضخم، يرقد تحت شجرة.
همس: علينا أن نكون حذرين. إن النمور لا تعرف سوى الهجوم.
قالت «زبيدة»: إن طلقة صائبة تنهي الموقف.
قال «أحمد»: إننا لا نريد أن نكشف مكاننا.
زبيدة: وإذا حدث هجوم؟
لم يرد «أحمد» مباشرة، غير أنه قال بعد لحظة: إننا سوف نمُر أمام عينيه تمامًا، ويمكن ببساطة أن يبدأ هو الهجوم.
ابتسم «خالد» وقال: يبدو أننا نسينا.
أخرج من جيبه إبرة مخدرة، ثم ثبتها في طرف مسدسه وأحكم النيشان في بطن النمر الراقد، ثم أطلق المسدس. مرت لحظة، لعق فيها النمر بطنه، ثم تمدد على الأرض، بلا حراك، وضغط «أحمد» على يد «خالد»، ثم تقدموا بسرعة، غير أنهم فجأة انبطحوا على الأرض، فقد رنت طلقة بجوار قدم «زبيدة».
همس «أحمد» بعد لحظة: إنهم لن يتركونا، ولا بُدَّ أن نشتبك معهم.
مد يده وأخذ حجرًا متوسطًا ثم قذفه بقوة، في اتِّجاه أغصان شجرة. أحدث الحجر أصواتًا، جعلت طلقات الرصاص تنهمر، وعرف «أحمد» مكان من يطلقون الرصاص، فقال: علينا أن نتصرف بسرعة.
زحفوا في نفس الاتِّجاه، غير أن «خالد» قال: ينبغي أن نتوزع، إن ذلك سوف يفزعهم أكثر، في نفس الوقت يعطينا فرصة للتصرف.
وافق الاثنان على فكرة «خالد»، فبقيت «زبيدة» في مكانها، حيث احتمت بشجرة بلوط ضخمة، اتَّجه «أحمد» إلى اليمين بينما اتَّجه «خالد» إلى اليسار وما كادا يبتعدان، حتى رنت طلقات متتالية في اتَّجاه «زبيدة»، التي ردت عليها بطلقات أخرى، ثم … بدأ الصمت الحذر من جديد.
وضع «أحمد» أذنه على الأرض، يتسمع لأي حركة، غير أن أصواتًا مفاجئة، جعلته يتنبه. لقد كان صوت قردة تجرى فزعة، سدد عينيه في اتِّجاه الأصوات، ولم يصدق ما رأي، لقد رأى «برازيني»! إذن، لقد أمسك بأول الخيط، فأخرج جهاز الإرسال، وأرسل رسالة إلى «خالد».
كان «برازيني» يظهر أمامه مباشرة، وهو يمسك مسدسه، فحدد «خالد» مكان «برازيني»، ثم فجأة ظهر رجلان آخران، وتذكر «أحمد» أنه رآهما في القطار. كان «برازيني» يتقدم في اتجاه «أحمد» فظل قابعًا في مكانه، دون حركة، وأخذ الرجال الثلاثة يتقدمون، فاقتربوا أكثر.
في نفس اللحظة … وصلته رسالة من «خالد»، وحدد «خالد» مكانه، كان يقف خلف الرجال، وإن كان بعيدًا قليلًا.
فكر «أحمد» بسرعة؛ هل يشتبك معهم بالمسدس أو ينتظر حتى يشتبك بالأيدي؟
قطع عليه تفكيره رسالة من «زبيدة» كانت الرسالة تقول: تحركت إلى النقطة «د» يوجد سمك آخر.
فهم «أحمد» الرسالة، فأرسل إليها: راقبي الموقف عندك، وأرسلي رسالة إلى «عثمان» و«مصباح»، يبدو أن الموقف سينتهي هنا.
أرسل رسالة أخرى إلى «خالد»، يخبره برسالة «زبيدة» … وكان «برازيني» لا يزال يتقدم هو ومن معه، وفكَّر «أحمد» أن المفاجأة هي العنصر الأساسي في المعركة.
انتقل في خفة إلى شجرة أخرى، ثم أخذ يتسلقها في هدوء، وعند أول فرع قابله، انكمش منتظرًا. اقتراب الرجال أكثر، فأرسل إلى «خالد»: كن مستعدًّا سأعطيك إشارة الهجوم.
أصبح «برازيني» ومن معه أسفل الشجرة تمامًا، فقال في نفسه: خطوة واحدة، ثم يبدأ الهجوم.
لم يتحرك أحد منهم، وسمع «برازيني» يقول: هل اختفوا؟
ردَّ واحد: لا بُدَّ أنهم في مكان ما.
مضت لحظة، ثم قال الآخر: «توم»، هل تعتقد أنهم رحلوا خلف السيارة؟
لم يرد «توم» مباشرة، كان هو الآخر ضخمًا لا يقل ضخامة عن «برازيني» ثم قال بعد فترة: لا أظن. إن كثافة الأشجار تجعل الموقف معقدًا.
ثم تقدَّم «برازيني» خطوة، ولم يتقدم الآخران، فلم يستطع «أحمد» الهجوم.
قال «توم»: من المؤكد أنهم قريبون من الطريق الرئيسي. يجب أن نتجه إلى هناك.
خطى خطوة واحدة، أرسل «أحمد» أثناءها رسالة إلى «خالد»، ثم في قفزة واحدة، كان يطير باسطًا يدَيه، وقدمَيه، ليضرب الرجال الثلاثة في وقت واحد.
اصطدم «توم» والآخر ببعضهما، في نفس الوقت الذي اصطدم فيه «برازيني» بشجرة، وقبل أن يفيق الثلاثة من المفاجأة، كان «خالد» قد انضم إلى «أحمد» فضرب «توم» بقوة، فتهاوى على الأرض.
في نفس الوقت، كان «أحمد»، قد ضرب «برازيني» ضربة قوية، جعلته ينحني وهو يئن، فعاجله بأخرى وترنح «برازيني»، ثم دار حول شجرة، واختفى، غير أن مسدسه ظهر من خلفها، وكان «خالد» أسرع منه، فطار في الهواء، وضرب المسدس بقدمه، فطار وسقط بعيدًا عنه، وقبل أن يفكر في الحركة، كان «أحمد» قد ضربه ضربة مفاجئة، جعلته لا يرى شيئًا، غير أن الرجل الثالث، كان قد اختفى.
قال «أحمد»: سوف يصل آخرون الآن. علينا أن ننظم أنفسنا.
رد «خالد»: بعد أن نعرف الموقف عند «زبيدة».
أرسل «أحمد» رسالة سريعة إلى «زبيدة» فردت بسرعة: إن معسكرهم أمامي تمامًا وحددت المكان عند النقطة «د».
قال «أحمد»: إذن يجب أن نفاجئهم قبل أن يفاجئونا.
قال «خالد»: يجب أن نخدِّر هذين الرجلين بتخدير قوي، حتى لا يفيقا لمدة طويلة.
أسرع فأخرج إبرتين مخدرتين، وأطلق واحدة على «برازيني»، والأخرى على «توم»، وفي لمح البصر كانا يتجهان إلى النقطة «د».
كانت «زبيدة» ترقب حركة المعسكر، وعندما شاهدت أحد الرجال يصل جريًا، فهمت كل شيءٍ وعرفت أن المعركة قد بدأت، وحدثت حركة نشطة داخل المعسكر. في نفس اللحظة، التي وصل فيها «أحمد» و«خالد» فأشارت إلى المعسكر.
وقال «خالد»: علينا أن نهاجم، عندما يغادرونه، إننا نستطيع أن نصطادهم، واحدًا واحدًا.
خرج خمسة رجال بسرعة، وتعرف «خالد» على الرجل، وقال: ها هو الهارب.
ابتسم «أحمد» وقال: إلى أين سيهرب؟ إنه حتمًا سيقع في أيدينا. وصمت لحظة، ثم قال: إن المهم هو أن نحصل على خرائط القنابل.
سأل «خالد»: أي خرائط تعني؟
قال: التي يزرعون القنابل على أساسها. وشرح «أحمد»: إن القنابل — كما قرأت في البحث — تزرع فوق نقط محددة … ثم تنفجر حسب سرعة الرياح، وإذا نحن وجدنا الخرائط، فسوف نحدد بالضبط تلك الأماكن، والمؤكد أن الخرائط في مكان ما … داخل هذه الخيام.
كان الرجال الخمسة قد اختفوا، وظهر ثلاثة، يدورون حول المعسكر، فهمس «خالد»: إنها فرصتنا.
اقترب الشياطين بسرعة ودون صوت، قال «خالد»: الإبر المخدرة.
زحف وحده حتى اقترب تمامًا، ثم انتظر حتى جاء أحد الحراس في اتجاهه، فأخرج مسدسه، ثم أطلق إبرة مخدرة … توقف الحارس قليلًا، ثم استند إلى ساق شجرة، وبدأ ينزل في هدوء، حتى استلقى على الأرض.
ارتفع صوت: «سليب»! «سليب»! أين أنت؟
ظهر الحارس الآخر، وتوقف لحظة، ثم جرى في اتجاه الحارس الأول، وعندما اقترب منه، صوَّب «خالد» إبرة أخرى، فتكوَّم بجوار زميله … في نفس اللحظة، كان «أحمد» قد اقترب من الحارس الثالث، الذي كانت عيناه تدوران في كل اتجاه. وأخرج «أحمد» إبرة مخدرة، ثم صوَّب مسدسه … لكن الحارس كان قد تحرك، ثم اختفى خلف شجرة. وتقدم «أحمد» في هدوء، لم يظهر الحارس، وأصبح «أحمد» خلف الشجرة تمامًا، انتظر اللحظة المناسبة لينقض عليه، إلا أن الحارس له يتحرك … برز «أحمد» قليلًا حتى يستطيع الانقضاض فوقه، لكن رسالة سريعة جاءته: احذر.
ولم يكد يلتفت خلفه، حتى كان حارس رابع ينقض عليه، من أعلى الشجرة، فألقى «أحمد» نفسه على الأرض وقبل أن ينهض واقفًا كان الحارس قد ضربه، إلا أن «أحمد»، استطاع أن يتلقى الضربة بيديه، وقبل أن يعاجله الحارس برصاصة من مسدسه، كانت «زبيدة» قد طارت في الهواء، وضربت الحارس في يده، فطاشت الطلقة في الهواء، وتردد صداها في أنحاء المكان. قفز «أحمد» بسرعة وضرب الحارس.
ثم نظر «أحمد» حوله يبحث عن «خالد» فلم يجده، فأشار إلى «زبيدة»، ثم أسرع يدخل إحدى الخيام في نفس الوقت الذي دخلت فيه «زبيدة» خيمة أخرى.
بدا أن المعسكر خالٍ تمامًا، فأخذ «أحمد» يقلب في محتويات الخيمة، بحثًا عن الخرائط، غير أنه لم يجد شيئًا اقترب من الباب وأزاح الستارة الخفيفة في حذر، ثم تطلع إلى الساحة التي تتوسط الخيام، فلم يرَ أحدًا.
أسرع جريًا إلى خيمة أخرى مجاورة، فدخلها ومن جديد بدأ يقلب في الأشياء، فجأة تناهى إلى سمعه مجموعة من الأصوات أخذ يستمع إليها.
ارتفع صوت ينادي: «سليب»! «مثيران»! «جاك»! ثم توقف الصوت.
جاءته رسالة من «زبيدة»: إنني في الخيمة المجاورة. ولم يكَد يتلقى الرسالة، حتى جاءته رسالة أخرى: إننا في الطريق. الشياطين.
عرف أن الرسالة من «عثمان» و«مصباح»، فاقترب من الباب، ثم أزاحه في هدوء، غير أنه لم يرَ أحدًا. وجاءته رسالة من «خالد»، فعرف مكانهم؛ إنهم خلف خيمته.
وبالقرب من «زبيدة» سمع أحدهم يقول: يجب إفاقة «برازيني»، فهو الوحيد الذي يقرأ الخرائط … والعمل بدأ عند الغروب.
عرف «أحمد» أن «برازيني» يعني كل شيء هنا … بالنسبة لهم، وأن القضاء على «برازيني»، يعني القضاء على خطتهم كلها.
أرسل رسالة إلى «خالد»: هل وجدت الخرائط؟
جاءه الرد: لا.
قال في نفسه: لا بُدَّ أننا أخطأنا الطريق إلى الخيمة المقصودة. وفكر قليلًا، ثم قال: قد تكون الخرائط معه، وليست في أي خيمة.
وجاءه صوت أحد الرجال: ننقله إلى خيمة القيادة. «مثيران»، أحضر حقنة منبهة من خيمة الإسعاف.
وبدأت أصواتهم تبتعد. أزاح «أحمد» باب الخيمة، غير أن رسالة سريعة جاءته: إنهم يقتربون من مكاني إنني في خيمة القيادة.
خرج «أحمد» في هدوء، ونظر في اتجاههم، وفكر بسرعة: يجب أن يبتعدوا.
أخرج مسدسه، ثم أطلق طلقة دوت في الفضاء. ترك الرجال حملهم، ثم انبطحوا على الأرض، وفي لمح البصر كانوا قد اختفوا، كان «برازيني» يرقد على الأرض وبجواره «توم» نائمًا هو الآخر، وفرض الصمت نفسه على المكان ولم تكن هناك حركة ما.
فكَّر «أحمد»؛ إننا في حاجة إلى «تونجا» وعربته الآن، فأرسل رسالة سريعة إلى «عثمان»: عند النقطة «و» توجد عربة، سائقها «تونجا»، اقتربوا بها من النقطة «ل» …
لحظة ثم جاءه الرد: إننا في العربة الآن، وسوف ننفذ الرسالة.
وفجأة بدا أن كل شيء سوف يضيع … فلقد ظهر ما لم يكن يتوقعه أحد.