هوكاي وآخر رجال الموهيكان
على بعد بضعة أميال من دانكن ورفاقه، جلس رجلان يتحدثان بجانب نهير صغير في أعماق الغابة. أحدهما كان رجلًا قوي البنية أسود الشعر، يجلس فوق زند خشب مغطى بالطحالب. كان اسمه هوكاي ويرتدي قميص صيد أخضر داكنًا بالي اللون وحذاء رماديًّا بدون كعب، ويحمل في حزامه سكين صيد حادة، وإلى جواره بندقية مرتكزة إلى شجرة بجانبه.
كان هوكاي وتشينجاتشجوك، زعيم قبيلة الموهيكان، مستغرقين في حديث عن السرعة التي يتغير بها العالم من حولهما. قال تشينجاتشجوك: «ابني أنكس هو آخر سلالتنا، فهو آخر رجال الموهيكان. عندما يموت ستنتهي معه قبيلتنا.»
في تلك اللحظة، مر محارب شاب من بينهما وجلس بجانب تشينجاتشجوك.
قال أنكس: «ها أنا ذا، فيم تتحدثان؟»
أجابه تشينجاتشجوك: «كنت أتحدث أنا وهوكاي عن الماضي والمستقبل.»
اقترب المحارب الشاب من الأرض وأصغى ثم قال: «أسمع صوت أقدام خيول.»
اقترح هوكاي: «ربما كانت الذئاب.»
أجاب أنكس: «كلا، إنهم قومك — الإنجليز — قادمون من الحصن. لا بد أن تذهب وتتحدث معهم.»
قال هوكاي: «كنت لأذهب لو أنني سمعت أي شيء!» ثم ابتسم وأردف: «لكنني لا أسمع أي صوت على الإطلاق!»
أشار له أنكس كي يصمت. وسمعوا صوت تحطم غصن جاف.
همس هوكاي: «إنهم هناك، حسبت خطأ أنه صوت الشلالات. أستطيع سماعهم الآن. ليت أفراد قبيلة الهيرون لا يسمعونهم. يجب أن أذهب وأحذرهم أن الغابة ليست آمنة.»
لكن قبل أن ينطلق هوكاي ليبحث عن راكبي الخيول، ظهر دانكن والفتاتان أمامه.
سأل هوكاي: «من أنتم؟ وماذا تفعلون في هذا الجزء من الغابة؟»
قال دانكن: «أنا جندي مسئول عن إيصال هاتين الفتاتين إلى حصن فورت ويليام هنري. أمضينا معظم اليوم في السفر.»
سأله هوكاي: «هل ضللتم الطريق؟»
قال دانكن: «أعتقد ذلك، هل تدري كم نبعد عن الحصن؟»
ضحك هوكاي، ثم صمت، خشية أن يسمعه أفراد قبيلة الهيرون: «أنت تسير في الاتجاه الخاطئ. حري بك أن تذهب إلى حصن فورت إدوارد، حيث يوجد الجيش، وتتحدث مع الجنرال ويب، فهو المسئول هناك.»
اقترب ديفيد منهم وقال: «لقد غادرنا حصن فورت إدوارد هذا الصباح. كم نبعد عن حصن فورت ويليام هنري؟»
أجابه هوكاي: «لا بد أنك فقدت بصرك قبل أن تضل الطريق؛ فهناك طريق يأخذك مباشرة إلى حصن فورت ويليام هنري.»
أجابه دانكن: «إنه طريق رائع، لكن كي نبتعد عن الفرنسيين ونكون في أمان استأجرنا مرشدًا من الهنود الحمر، يدعى ماجوا، ليدلنا على طريق مختلف، والآن ضللنا الطريق.»
نظر هوكاي إلى دانكن وقال: «مرشدًا من الهنود الحمر، وضللتم الطريق في الغابة؟ يبدو هذا غريبًا. هل هو من قبيلة الموهاك؟»
أجاب دانكن: «أظن أنه من الشمال. لعله من قبيلة الهيرون؟»
عندئذ نهض تشينجاتشجوك وأنكس ووقفا إلى جوار هوكاي. قال هوكاي: «يبدو أنه كان لا ينبغي لكم الوثوق في ذلك المرشد.»
قال دانكن: «كلا، لا تكن سخيفًا. إنه صديقنا، وأنا أثق به. والآن أخبرنا كم نبعد عن حصن فورت ويليام هنري؟ سنكافئك جيدًا إذا أرشدتنا إلى هناك. أنا الرائد دانكن هيوارد، وهاتان ابنتا الجنرال مونرو، تحاولان الوصول إلى مقر قيادة أبيهما.» وأشار إلى كورا وأليس، اللتين كانتا تنتظرانه بصبر.
بدا هوكاي مندهشًا: «أجل سمعت أن جماعة من الجند ستغادر هذا الصباح متجهة إلى حصن فورت ويليام هنري. أنا المرشد هوكاي؛ يبدو لي من الغريب أن يترككم مرشدكم.»
قال دانكن: «أعتقد أنه سبقنا بمسافة طويلة.»
قال هوكاي: «يبعد حصن فورت ويليام هنري مسافة ساعة سيرًا بالخيل، سأدلك على الطريق، لكنها رحلة شاقة لا تتحملها النساء.»
لم تسمعه كورا وأليس، وإلا لاحتجتا على قوله بشدة. لكن دانكن أخبر هوكاي أنه على الرغم من أنهم يشعرون بالتعب فبإمكانهم السير لساعة أخرى. ثم همس إليه: «بدأت أشك في أن مرشدنا كان يتعمد تضليلنا، لذا جعلته يسبقنا. وأنا الآن مقتنع أنه لن يعود.»
قال هوكاي: «انتظروا هنا. سنعثر عليه سريعًا، وعلى الحقيقة.» ثم تنحى جانبًا ليتحدث مع تشينجاتشجوك وأنكس، وانطلق ثلاثتهم في الغابة.