ملاذ آمن
كان بجانب الصخور مدخل سري إلى سلسلة من الكهوف. أشار هوكاي إلى الجميع ليدخلوا إلى الكهف، وبعد أن دخلوا بين الجدران الصخرية توجه هوكاي وأنكس إلى الخارج لحراسة المكان.
سألت أليس: «هل تظن أننا في أمان الآن يا دانكن؟»
قبل أن يجيبها، قال هوكاي: «النيران تزداد وهجًا يا أنكس. أرخ البطانية فوق مدخل الكهف.»
صاح دانكن: «هل نحن في أمان هنا؟ هل هناك خطر أن يباغتنا أحدهم؟»
تحرك شيء في مؤخرة الكهف فصرخت الفتاتان في ذعر، لكنه كان تشينجاتشجوك يعرفهم بالمدخل الآخر للكهف.
قال هوكاي وهو متجه نحو مؤخرة الكهف: «انظروا، هناك مخرج آخر. ستكونون في أمان هنا.»
تطلع دانكن حوله ثم سأل: «هل هذه جزيرة أو شيء من هذا القبيل؟»
أجابه هوكاي: «نحن بين شلالين، فالنهر فوقنا وأسفلنا.»
أثناء إعداد المجموعة لعشاء بدائي من لحم الغزلان، بذل أنكس ما في وسعه ليتأكد أن كورا وأليس تشعران بالراحة. وجلس تشينجاتشجوك بعيدًا عن المجموعة وراقب كل شيء بعناية.
قال هوكاي للموسيقي: «والآن، لست أعرف من أنت.»
أجابه الموسيقي: «أنا ديفيد جاموت.»
سأله هوكاي: «أخبرني ما مهنتك؟»
أجابه ديفيد: «أنا أعلم الغناء.»
قال هوكاي: «تلك مهنة غريبة. لماذا لا تغني لنا قليلًا؟ هذا سيروح عن الفتاتين؟»
بدأ ديفيد يغني في هدوء، وانضمت إليه كورا وأليس في الغناء.
وفجأة جاءت صيحة غريبة أسكتت الغناء، وعم الصمت المكان.
همست أليس: «ماذا كان ذلك؟»
لم يجبها أحد. وتحدث هوكاي إلى الموهيكانيين، وبعدها غادر أنكس الكهف في هدوء.
قال هوكاي: «لا ندري مصدر هذه الصيحة، فهذا الصوت لم نسمعه من قبل في الغابة.»
سألته كورا: «أليس هذا الصوت ما يطلقه الجنود قبل المعركة.»
قال هوكاي: «لو أنك سمعت من قبل صرخة محارب، لما خلطت قط بينها وبين هذا الصوت.»
عاد أنكس إلى الداخل.
سأله هوكاي: «هل ترى النيران من الخارج؟» فهز أنكس رأسه نفيًا.
قال هوكاي للفتاتين: «نحن بأمان إذن.» ثم أشار إلى الكهف الثاني وقال: «اذهبا يا كورا أنت وأليس وخُذا قسطًا من الراحة. سنقطع معظم غد سفرًا، أنتما بحاجة إلى الراحة.»
نهضت كورا وفعلت ما طلبه هوكاي، ونهضت أليس أيضًا، لكن قبل أن تشق طريقها داخل الكهف طلبت من دانكن أن يأتي معهما. قالت: «أرجوك لا تتركنا وحدنا، فقد أثارت تلك الصيحة المخيفة ذعري بشدة.»
قال دانكن: «لنتفحص الكهف أولًا ونتأكد أنه آمن.» وأمسك بشعلة من النيران وأضاء بها في كل اتجاه، وتفقد المكان حوله بعناية ثم قال: «الرجال الطيبون يحمون الجهة الأمامية من الكهف، ومن المستحيل أن يصل أي شخص إلى مؤخرة الكهف دون أن نسمعه. أؤكد لكما، أنتما في أمان تام.»
قالت أليس بصوت خافت: «أعتقد أن أبي قلق علينا للغاية.»
قالت كورا: «أليس، يجب أن تتحلي بالشجاعة. أنا أختك الكبرى، اقتدي بي.»
أضاف دانكن: «وأبوك رجل عسكري، وهو يعلم أنني معكما للحفاظ على سلامتكما. فهذا واجبي.»
قالت أليس: «لكنه أبونا مع ذلك، وأنا واثقة أنه قلق.»
وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة أخرى دوت الصيحة العالية الحادة مرة أخرى. رفع هوكاي البطانية التي تغطي المدخل ونظر إلى ثلاثتهم. وارتعدت الفتاتان، وحتى وجه دانكن الشجاع بدا مرتبكًا.
كان هناك خطر ما يحيط بهم، وحتى رجل يألف الغابات مثل هوكاي لم يكن مطمئنًّا تمامًا لما قد يحدث.