سبب هذه الحرب
كانت روسيا تطمح بأنظارها إلى امتلاك الآستانة في كل وقت وزمن كما يعلم ذلك الخاص والعام، وكانت في كل فرصة ولو تافهة تسنح لها وتدنيها من قصدها، وهو شن الغارة على تركيا لتقتطع منها شيئًا من ممتلكاتها وتصل بذلك إلى تحقيق بغيتها؛ لا تحجم عن انتهازها والانقضاض عليها.
وقد كان الباعث الحقيقي على هذه الحرب مطامع القيصر نقولا الأول الموجهة نحو الآستانة، فقد تذرع هذا القيصر بشجار نشب بين الرهبان على أثر انتزاع قسس الإغريق المشمولين برعايته الروحية جملة أديرة لرهبان الأراضي المقدسة، فرفع هؤلاء شكواهم إلى السلطان عبد المجيد زاعمين أنهم مستظلون بحماية دولة فرنسا.