شهادات قواد الجيوش المتحالفة ببسالة الجنود المصرية في حرب القرم
وهذه شهادات أخرى غير التي أتينا على ذكرها آنفًا، وجميعها صادرة من قواد أجانب يشهدون لجنودنا بشرف حسن السلوك والبسالة والإقدام.
١
هؤلاء هم الجنود الذين ألقي القبض عليهم بغلظة، وانتزعوا من عقر دورهم وصياح أولادهم من حولهم يطن في آذانهم، وانتقلوا من ضفاف فروع النيل المضيئة بنور الشمس إلى غدران نهر الدانوب القاتمة، ومع هذا قد ظلوا إلى نهاية الحرب محتفظين ببسالتهم وقوة روحهم العسكرية، وامتازوا دوامًا سواء أكان ذلك في بلغاريا أم غيرها في الحروب، وأظهروا في كل وقت وآن جلدًا وصبرًا عند التعب والحرمان، غير أنه ويا للحسرة والندم نصفهم ألقى آخر نظرة إلى مصر لدى سفره منها. ا.هـ.
٢
لقد أتى في غضون حرب القرم قسم من أولئكم الجيوش المصرية المجيدة ليعاونونا في أعمال الحرب، ورأيت في أوباتوريا عندما كنت محافظًا لها فرقة مصرية مؤلفة من زهاء ١٢ ألف جندي، وهي تكون جزءًا من جيش عمر باشا، رأيتها في المناورات، ورأيتها في الحرب تقاتل إلى جنب فرقتين من الجيش التركي، وأنا أصرح أنها تفوق هاتين الفرقتين في كل أمر. ا.هـ.
٣
وتعتبر الجنود المصرية أحسن جنود في أوباتوريا، وهذه كانت أيضًأ شهرتهم في حرب الدانوب، ويعلم الجميع أنهم ألقوا على كاهلهم كل أعباء الدفاع عن سلستره. ا.هـ.
وإني أعتقد أن جنود جيشنا الحالي لو سنحت لهم الفرصة لحذوا حذو أسلافهم ويشرفونا كما شرفنا هؤلاء.