مقدمة
«ما جدوى هذه المساعي؟ ما خير أن تزخر على ظهري الحياة؟ لأي غاية أو في أي سبيل إرهاقي وكدي وإملالى على الأدهار؟ إنه عبث متواصل في الوسع رفع مئونته بالمحو والسلب. وقد تكون لهذا حكمة، ولكنها حكمة كانت تكون عندي أعدل لو أنها شاءت ألا تكون هذه الحيوانات».
«باطل الأباطيل، الكل باطل. ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟ دور يمضي دور يجيء، والأرض قائمة إلى الأبد … كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن … كل الكلام يقصر. لا يستطيع الإنسان أن يخبر بالكل. العين لا تشبع من النظر. والأذن لا تمتلئ من السمع. ما كان فهو ما يكون، والذي صنع فهو الذي يصنع، فليس تحت الشمس جديد.
أنا الجامعة، كنت ملكا على إسرائيل في أورشليم، ووجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السموات … فإذا الكل باطل وقبض الريح!».
وأنا أيضًا كالجامعة وجهت قلبي إلى المعرفة، وامتحنت نفسي بالسؤال، وعللت روحي بالتفتيش، بنيت لنفسي «اَمالا»، غرست لنفسى «أوهاما»، عملت لنفسي جنات وفراديس غرست فيها «أحلاما» من كل نوع ثمر … وهذا كان نصيبي من كل تعبي … قبض الريح!».
واستنفد العناء مجهودي كما تنفد السحابة أراقت ماءها على الأرض.
وكل بما عنده يجود! زرعت حصى في أرض صفوان وهذا حصادي وقبضت الريح من كل تعبى تحت الشمس وهأنذا أؤديها إلى القارئ وأطلقها عليه كما تلقيتها لو يقنع الطالب المدل! وقد خرجت كما سيخرج القارئ وكما سنخرج جميعًا من هذه الدنيا، وليس في يدي شيء.