قد يجهل المعاصرون أقرب التواريخ١
ومن بحره، جهل المعاصرين بأقرب التواريخ، في حياة رجل من أشهر المصريين والشرقيين في جميع العصور.
ومن أهم أولئك المعاصرون الجاهلون بأقرب التواريخ؟
إنهم أناس لا يكتبون سطرًا إلا زعموا فيه أنهم يكشفون من بواطن التاريخ المصري ما يجهله الحاضر والماضي والرائح والغادي، ولا يطلع أحد غيرهم على بعض خباياه.
قرأت اليوم في صحيفة من صحف الكشوف التاريخية النادرة، أن سعد زغلول بنى بيت الأسرة في أبيانة سنة ١٩٠٨ ليستقبل فيه الخديو عباس الثاني، يوم كان الوفد والقصر على وفاق.
وفي سنة ١٩٠٨ لم يكن في مصر شيء يُسمى الوفد.
وزيارة الخديو لبيوت الأعيان بالوجه البحري، إنما كانت في صيف سنة ١٩١٤ قبل رحلته إلى الآستانة!
وندرك المؤرخين الكشافين بهذا التصحيح؛ ليقفوا هنيهة ولا يسترسلوا خطوة أخرى من خطواتهم الخفية.
ولعلهم — لو لم ندركهم — قائلون في الخطوة التالية: إن سعدًا خان أمانة الوفد والأمة باستقبال الأمير، وإنه جدد بيت الأسرة بكذا وكذا من أموال المتبرعين!