سخافة الألقاب١
كنت أحسب اللورد «اللنبي» مثلًا في السخافة؛ لأنه كان يكتب في تقاريره التي نشرت بعد عزله أنه طلب شنق هؤلاء «الجنتلمِن» جمع جنتلمان، ولكن حكومته خيبت رجاءه، وموضع السخافة أن يحرص على سمعه العرف الكاذب في الصالون والنادي ولا يحرص على سمعه الإنصاف والمروءة، فإن شنق إنسان يقال عنه إنه جنتلمان، وهو أكمل أوصاف الإنسانية والتهذيب فضيحة من فضائح الأخلاق وسيئة من سيئات الظلم لا تغتفر ولا تحسن بمخلوق عاقل.
إلا أن هذه السخافة لم تكن حكرًا للرجل وأمثاله من طبقة النبلاء، فقد أطلعني بعض الزملاء اليوم على خبر في الصحف، يروي للقراء تنفيذ حكم الإعدام في «سيدتين» قاتلتين، أدانهما القضاء في جريمة من أشنع جرائم الفتك والغيلة الوحشية.
وكل هذا ولا تزالان سيدتين، على حكم العرف المهذب الذي لا يليق بالجنتلمان أن ينساه.
أليس من الإهانة لكل سيدة شريفة أن تلقب بألقاب المجرمات المبتذلات؟
أليس من المسخ للجنتلمانية أن تسقط بالاحترام والتحية إلى هذا الحضيض؟