التاريخ بقلم غانية١
قد تكون فشارة وقد تكون صادقة …
هكذا قال الأستاذ «علي أمين» في فكرته أمس عن الممثلة اللعوب «زازا جابور»، التي تنضم اليوم إلى سلسلة المتجرات بأسرار المخادع، وتتحدث عن علاقاتها بمصطفى كمال «أتاتورك» في أخريات أيامه.
والأستاذ علي أمين مقتصد في التخمين؛ لأنه قسمه نصفين بين الصدق والفشر، ولا نظن نصيب الصدق فيه يزيد على العشر أو نصف العشر على أبعد احتمال، ويقارب الممثلة اللعوب في هذه الدرجة من الصدق جميع المتجرات والمتجرين بأسرار المخادع والمقاصير من أبناء العصر الحديث؛ لأنه العصر الذي علم هؤلاء رفع البرقع والغطاء، فلم يبق في وجوههم موضع للصدق ولا للحياء.
والمعروف من تراجم «أتاتورك» أنه أصيب وهو ملحق عسكري في البلقان بمرض سري خطير لم يعالجه حذرًا من سوء السمعة، مع تعذر علاجه يومئذ في المدن البلقانية وقصور الطب عن علاجه الحاسم قبل العهد الأخير، ويعزى إلى هذا المرض عقم أتاتورك واضطراب حياته البيتية، ونوبات القلق العنيف التي عجلت بوفاته وهو في نحو السابعة والخمسين، ولم تكن أحواله العامة ولا الخاصة لتسمح له بساعة فراغ يستمع فيها إلى تلك المهذارة يومًا بعد يوم في غير سأم ولا انقطاع!
وأكذب ما في أكاذيب هذه المؤرخة «الخصوصية»، أن غياب ساعة في يوم يدعو زوجها إلى السؤال وهو يعلم أنها تشتغل بالتمثيل على اللوحة البيضاء، فلا يخطر له أنها غابت بين دور الصور المتحركة إلا بعد التعب في السؤال والتفكير.
«أغرق الزوج في الضحك وقال لها: «يا لك من كذابة صغيرة … اعترفي بالحقيقة … وقولي إنك كنت في السينما».»
ولو شاء الأستاذ علي أمين لقال لها دون حاجة إلى الإغراق في الضحك: يا لك من كذابة كبيرة … اعترفي بالحقيقة … وقولي إنك كنت تمثلين …