الأيديولوجية١
… ما هي «الأيديولوجية»؟ إننا نقرأ عنها كثيرًا في هذه الأيام، وقد قلتم في كتابكم عن الإنسان في القرآن الكريم: «إن القرن العشرين كان حقيقًا أن يُسمى بعصر الأيديولوجية أو عصر الحياة على مبدأ وعقيدة»، فما هي هذه الأيديولوجيات التي عمت في القرن العشرين؟ وهل منها الوجودية كما ينادي بها سارتر أن ينادي بها غيره من الفلاسفة الوجوديين؟
ومن المصادفات أن يصل إلينا سؤال الأديب الإسكندري وقد وصل إلى القاهرة أحدث كتاب عن «الأيديولوجيات» السياسية المعاصرة، وفيه شروح مفصلة عن هذه المذاهب التي ذكرناها وعن مذاهب أخرى مضافة إليها؛ ومنها مذاهب الإصلاح في اليابان وإيطاليا والنمسا، ودعوة الصهيونية، ودعوة العنصرية في جنوب القارة الأفريقية.
ولكن مباحث الكتاب لم تشمل الوجودية، ونرى أن مؤلفيه على حق في استثنائها؛ لأنها مذهب «فردي» لا يجرى تطبيقه على نظم الحكومة أو نظم المجتمعات السياسية، وإنما يدين به الفرد في حياته الخاصة ليستقل به عن سلطان الجماعة في دساتيرها «العمومية».