تمهيد
نريد بهذا العصر المدة التي استبد فيها الأتراك بالدولة العباسية، وهم الأجناد، تمييزًا له عن العصر العباسي الفارسي الذي استبد فيه الفرس، وهم الوزراء. وليس بين العصرين حد فاصل ينتهي إليه الواحد ويبتدئ منه الآخر، بل هما تعاصرا مدة كان الأول في أواخره، والآخر في أوائله.
(١) الأتراك القدماء
الترك أمة قديمة جدًّا مؤلفة من قبائل وبطون وأفخاذ، كانت مواطنهم على جبال الألطاي أو جبال الذهب في أواسط آسيا بين الهند والصين وسيبريا. وهم يذهبون في أصل اجتماعهم مثل مذهب الرومانيين في مؤسس دولتهم «روملس»، فيعتقدون أن برتزينا أول قوادهم رضع من ثديي الذئبة، فلما شب قادهم في الحروب والغزو بخيامهم وأنعامهم؛ لأنهم أهل بادية، فحاربوا الأمم المجاورة لهم وخصوصًا سكان الصين. وخلف برتزينا غير واحد من أبنائه، وكانوا قد شاهدوا مدن الصين وعمراتها فأحب بعضهم أن يبني المدن فمنعه بعض أمرائه، ومن نصائحه في هذا الشأن قوله: «نحن يا مولاي أقل من عشر أهل الصين عددًا وقوتنا إنما هي بإطلاق حريتنا، إذا رأينا في أنفسنا قوة على الحرب هجمنا وإلا رجعنا إلى البادية، وأهل المدن محبوسون داخل الأسوار كأنهم في قفص»، فأعجبه رأي الرجل وعدل عن التحضر. وتلك كانت حال العرب في صدر الإسلام، فإن بداوتهم كانت من أهم أسباب تغلبهم.
وما زال الأتراك أهل بادية وغزو وخيام، يزدادون قوةً وعددًا حتى اجتمع منهم نحو ٤٠٠٠٠٠ رجل حاربوا أهل الصين والفرس والرومان خمسين سنة، وظفروا في معظم حروبهم، وقد عقدوا مع الرومان في أيام جوستنيان صلحًا، وظلت العلائق حسنة بينهم وبين خلفائه، وتبودلت السفارات بين الأمتين غير مرة. وفي أيام خاقان ديزابول أرسل إليه الرومانيون في جبال الذهب وفدًا عقدوا معه محالفة على محاربة الفرس في زمن كسرى أنوشروان فلم يقووا عليه، وكانوا قد انتشروا في بلاد تركستان، وأقام بعضهم في المدن.
(٢) الأتراك بعد الإسلام
ولما ظهر الإسلام وانتشر العرب في أنحاء العالم، وطئت حوافر خيولهم بلاد الترك، وهم يعبرون عنها بما وراء النهر، ففتحوا بخارا وسمرقند وفرغانة وأشروسنة وغيرها من تركستان في أيام بني أمية. ولما تولى العباسيون كانت تلك المدن خاضعة للمسلمين يؤدون عنها الجزية والخراج، وكانوا يحملون في جملة الجزية، أولادًا من أهل بادية تركستان يبيعونهم بيع الرقيق، وهم في الغالب من السبي أو الأسرى على جاري العادة في تلك الأعصر. فضلًا عمن كان يقع منهم في أيدي المسلمين في أثناء الحروب بالأسر أو السبي ويعبرون عنهم بالمماليك، ويفرقونهم في بلاط الخلفاء ومنازل الأمراء. فأخذوا يدينون بالإسلام مثل سواهم من الأمم التي خضعت للعرب في ذلك العهد، ومنهم العبيد والموالي كما تقدم.
وكان الأتراك يومئذٍ يمتازون عن سائر الشعوب التي دانت للمسلمين بقوة البدن والشجاعة والمهارة في رمي النشاب والصبر على الأسفار الشاقة فوق ظهور الخيل، والثبات في ساحة الوغى مع قلة العناية بالعلوم ولا سيما الفلسفة والعلم الطبيعي، وقلما اشتغل أحد منهم بدرسها في إبان التمدن الإسلامي. واشتهر ذلك عنهم حتى أصبحوا إذا سمعوا بتركي يشتغل بالعلم الطبيعي ذكروه مع الاستغراب، كما فعل ابن الأثير لما أشار إلى معرفة قتلمش علم النجوم فقال: «ومن العجب أن قتلمش هذا كان يعلم علم النجوم، وقد أتقنه مع أنه تركي ويعلم غيره من علوم القوم». ويعرف الأتراك في تاريخ الإسلام بأسماء كثيرة تختلف باختلاف أصولهم، وفروعهم، وقبائلهم كثيرة مثل قبائل العرب.
(٣) الجند التركي في الدولة العباسية
(٣-١) المعتصم والأتراك
وكان أكثر الأتراك لما جمعهم المعتصم إليه يدينون بالمجوسية أو الوثنية على ما كانوا عليه في بلادهم، وفيهم جماعة قد دخلوا الإسلام. أما غير المسلمين فلما صاروا من جند الخليفة، وتربوا في ظل المسلمين أسلموا، وفيهم من أظهر ذلك تزلفًا للخلفاء كالافشين، وكان مجوسيًّا وأظهر الإسلام طمعًا في الكسب من الغنائم بالحروب.
(٣-٢) الجند التركي ومصالح الدولة
فاشتد ساعد الأتراك بذلك وقويت شوكتهم وغلبوا على أمور الدولة، وخصوصًا بعد أن أنقذوا المملكة من بابك الخرمي، وفتحوا عمورية ونصروا الإسلام فتحول النفوذ إليهم. وبعد أن كانت أمور الدولة في قبضة الوزراء الفرس أصبحت في أيدي القواد الأتراك، أو صار النفوذ فوضى بين الوزراء والقواد، واشتهر من الوزراء في أثناء تلك المدة جماعة من كبار الرجال، كابن وهب وابن الفرات وعلي بن عيسى وابن مقلة وغيرهم. وكانوا يسابقون الأتراك إلى النفوذ وابتزاز الأموال بالمصادرات ونحوها من المظالم كما سيجيء.
وكانت الدولة قد تجاوزت طور الشباب وأخذت في التقهقر، وانغمس الخلفاء في الترف والقصف وعجزوا عن القيام بشؤون الحكومة، فأصبحوا لا يبلغون منصب الخلافة إلا بالجند (الأتراك)، وهؤلاء لا يعملون عملًا إلا بالمال، فمن استطاع استخدام الجند ملك، ولا عصبية هناك ولا جنسية ولا جامعة دينية ولا وطنية. فأصبح الأتراك محور تلك الحركة وهم أهل شجاعة وحرب كما تقدم، فأصبح البطش والفتك أكبر عوامل السيادة.
وكانت جنود الدولة العباسية في أوائلها العرب من مضر واليمن، والفرس — ونريد بالفرس سكان ما بين العراق وأطراف خراسان شرقًا إلى نهر جيحون (الأندوس)، ويدخل في ذلك أهل خوزستان وفارس وكرمان ومكران وسجستان وقوهستان وخراسان وغيرها — وقد قام هؤلاء بنصرة المسلمين انتقامًا من بني أمية أو رغبة في الملك، ومعظمهم من الجنود الأحرار بلا بيع ولا عتق، وإنما سموا الموالي إشارة إلى أنهم ليسوا عربًا على اصطلاح ذلك العصر. واختار الخلفاء جماعة منهم قدموهم في مصالح الدولة، فنبغ منهم الوزراء والأمراء والعلماء، وولاهم الخلفاء الولايات، فاستقلوا بها وأنشأوا الدول المستقلة تحت رعاية الخلافة العباسية كما سيأتي.
فلما تولى المعتصم واقتنى الأتراك بالترغيب أو الشراء، أصبح الجند العباسي أكثره من المماليك الأتراك وأخلد الخلفاء بعده إلى نصرتهم واختصوا بعضهم بالخدمة في بلاطهم، وجعلوا من بطانتهم في جملة الخدم أو الحرس، وتقدم بعضهم في مناصب الدولة حتى قادوا الجند واستبدوا بالأحكام. فانتقلت سياسة الدولة من أيدي الموالي الفرس — وأكثرهم من الشيعة — إلى الجند الأتراك وأكثرهم من السنة. وتمكن هذا المذهب منهم منذ جاهر الخلفاء العباسيون باضطهاد الشيعة، وأولهم المتوكل على الله. ورسخ الأتراك في مذهب السنة من ذلك الحين، ولا يزالون عليه إلى اليوم.
(٤) الخدم ونفوذهم في الدولة العباسية
أقدم من سمعنا به من الخدم النابغين في الدولة العباسية مسرور خادم الرشيد، ولم يكن له شأن كبير. وأول من قرب الخدم واستكثر منهم الأمين بن الرشيد، فإنه لما تولى الخلافة طلب الخصيان وابتاعهم وغالى فيم، فصيرهم لخلوته ليله ونهاره وقوام طعامه وشرابه وأمره ونهيه، وعين منهم جماعة سماهم الجرادية وجماعة من الحبشان سماهم الغرابية. ولم يقرب الأمين الخدم لحمايته أو سياسة دولته، ولكنه فعل ذلك انهماكًا في الترف والقصف. ومن أقوال الشعراء في عصره يصفون انصرافه إلى اللهو بالغلمان ويسمون بعضهم قولهم:
وكان لهوه من أعظم أسباب سقوطه.
(٤-١) سبب نفوذهم
(٤-٢) فرق الخدم وطبقاتهم
ولما تكاثر الخدم في دور الخلفاء جعلوهم طبقات وفرقًا تعرف بأسماء خاصة، وفيهم الرومي والتركي والحبشي والأرمني والسندي والبربري والصقلبي، في فرق أشبه بفرق الجند ولهم الرواتب والجواري.
والمراد في الأصل بالخدم الغلمان أو العبيد أو المماليك الذين يقيمون في دور الخلفاء أو الأمراء للخدمة فيما يحتاجون إليه من مهام المنازل. فكانوا يبتاعون الغلمان وفيهم الحائك والسائس والحجام والخباز وغيرهم. ثم صاروا يستكثرون منهم للاستعانة بهم في حماية تلك المنازل أيام الشدة، على قدر ما يستطيعون بذله من المال في ابتياعهم. وأثمانهم تتفاوت من مئة دينار إلى ألف دينار أو أقل أو أكثر. وربما بلغ عدد الخدم عند بعض الأمراء إلى خمسمائة غلام أو ألف أو أكثر. فغلمان بغا الشرابي أحد قواد الأتراك بلغ عددهم ٥٠٠، وزاد عدد غلمان يعقوب بن كلس وزير الفاطميين بمصر على ٤٠٠٠.
(٤-٣) القواد والوزراء من الخدم
فالخلفاء إنما لجأوا إلى تحكيم الخدم والخصيان استبقاءً لحياتهم أو إحياءً لنفوذهم، ودفع استبداد جند الأتراك. ولم يكن ذلك خاصًّا بالدولة العباسية، بل شمل معظم الدولة الإسلامية المعاصرة. ولا هو من مخترعات الإسلام؛ لأنه كان شائعًا في معظم الدول القديمة، فاسطفان المعتق (المولى) استبد بشؤون الدولة الرومانية من قتل وتنصيب وعزل، وكذلك سليمان الخصي وغيرهما.
(٥) تأثير النساء في سياسة الدولة
للمرأة تأثير كبير في أعمال الرجل، مهما يكن نوعها وفي أي عصر كان وأية أمة كانت، وإن اختلف مقدار ذلك التأثير باختلاف عادات الأمم وآدابها. فإذا كانت الدولة ملكية مطلقة كان للمرأة شأن كبير في سياستها، حتى في الإسلام مع شيوع الطعن في آرائهن وقولهم: أن مشاورتهن في الأمور مجلبة للعجز ومدعاة إلى الفساد. وما من عظيم من عظماء الإسلام إلا ونهى عن مشورتهن وإدخالهن في الأمور. قال المنصور في وصيته لابنه المهدي: «إياك أن تدخل النساء في أمرك»، وقال النخعي: «من اقتراب الساعة طاعة النساء»، وقال أبو بكر: «ذل من أسند أمره إلى امرأة»، ولعلي أقوال كثيرة في النهي عن مشورة النساء، ومع ذلك فقد أثرت المرأة في سياسة الدولة تأثيرًا عظيمًا.
(٥-١) أمهات الخلفاء
وتأثير النساء في الدولة من قبيل تأثير الأم في الأبناء، وقد بينا ذلك في باب الأمومة، ويعظم أثره على الخصوص في تأثير أمهات الخلفاء على أولادهن، ولا سيما في أواسط الدولة عند احتجاب الخلفاء واستسلامهم إلى الخدم.
على أن تسلط النساء في الدولة العباسية كان على معظمه في أيام المقتدر، لتسلط الخدم والحجاب، وقد اشتهر من النساء في ذلك العهد السيدة أم المقتدر والخالة وأم موسى الهاشمية القهرمانة، فهؤلاء كن يرتشين بالاشتراك مع موسى الخادم ونصر الحاجب والكتاب ونحوهم، ويمشين الأمور كما يردن ويريد هؤلاء، وكان لأم موسى المذكور دهاء ونفوذ، حتى تكفلت مرة بالخلافة لأحد العباسيين من أصهارها، وأخذت تبذل الأموال للقواد وغيرهم، فوشى بعضهم إلى المقتدر فقبض عليها وأخذ منها أموالًا عظيمة، وقس على ذلك نفوذ نساء القصور في الدولة العباسية، وهو من قبيل نفوذ الموالي في هذه الدولة؛ لأن أكثر أولئك النساء من غير العرب.
(٦) فساد الأحكام في الدولة العباسية
(٦-١) التنازع على النفوذ
بلغت الدولة العباسية عصرها الذهبي في أيام خلفائها الأولين، وخصوصًا الرشيد والمأمون بتدبير الوزراء الفرس ولا سيما البرامكة. فاتسع سلطانها في أيامهم وامتدت سطوتها على معظم العالم المعمور في ذلك العهد، فبلغت الهند شرقًا والمحيط الأطلسي غربًا وبلاد سيبيريا وبحر قزوين شمالًا وبحر فارس وبلاد النوبة جنوبًا. وقد بينا أقسامها وجغرافيتها في الجزء الثاني. فلما نكب البرامكة ثم استبد الجند التركي بالحكومة أصبحت الأحكام فوضى، وخصوصًا بعد المتوكل؛ لأنهم أقدموا على قتله وكان ذلك فاتحة جرأتهم على الخلفاء بعده من عزل وتولية وقتل وسمل. فعجز الخلفاء عن القيام بشؤون الدولة، وهم أصحابها المسؤولون عنها والأحكام تصدر بأسمائهم، وإن كانوا مدفوعين إلى إجراءاتهم ببعض أرباب النفوذ في بلاطهم، من الوزراء والقواد. فأقدرهم على إرضاء الخليفة أو أشدهم دهاءً ومكرًا يفضي النفوذ إليه، فإذا ملك قياد الحكومة بذل جهده في حشد الأموال، إذ لا يأمن أن يستبدل هذا الخليفة بآخر لا يرضاه، أو لعل بعض أعدائه يغلبه بدسائسه وسعايته فيعزله، فإذا لم يكن له مال عاش ذليلًا مهانًا. على أن القواد كانوا يحاولون الاستئثار بالنفوذ في بلاط الخليفة بالتهديد أو بالوشاية، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص.
(٦-٢) أنواع المصادرة ومقاديرها
دينار | |
٧٣٠٠ | من أحمد بن محمد البسطامي عن النصف مما بقي عليه من مصادرته لسنة ٣٠٠ﻫ. |
١١٠٠٠ | من علي بن الحسين الباذبيني الكاتب عما تولاه بالموصل. |
٣٠٠٠٠ | من محمد بن عبد الله الشافعي عما تصرف فيه لعلي بن عيسى. |
٨٠٠٠٠ | من محمد بن علي بن مقلة عما تصرف فيه. |
١٠٠٠٠٠ | من محمد بن الحسين المعروف بأبي طاهر. |
١٣٠٠٠ | من الحسن بن أبي عيسى الناقد عما ذكر أنه وديعة لعلي بن عيسى. |
٤٠٠٠ | ومنه أيضًا عن نفسه. |
٢٠٠٠٠ | من إبراهيم بن أحمد المادرائي. |
٣٦٣٦٠ | من عبد الواحد بن عبد الله بقية مصادرة والده. |
١٠٠٠٠ | من أحمد بن يحيي عن مصلحة وجبت. |
٦٠٠٠ | من إبراهيم بن أحمد الجهبذ عن صلحه. |
٤٠٠٠ | من محمد بن عبد السلام عما عنده من الوديعة لمحمد بن علي وإبراهيم المادرائي. |
٤٠٠٠٠ | من عبد الوهاب بن أحمد بن ما شاء الله عن صلحه. |
١٠٠٠٠ | من محمد بن عبد الله بن الحرث عن صلحه. |
٢٥٠٠٠٠ | من محمد بن أحمد عما تصرف فيه بالموصل وغيرها. |
١٥٠٠٠ | من إبراهيم المادرائي عن الباقي عليه. |
٣٠٠٠ | من أبي عمر بن الصباح عن الباقي على ابن العباس أحمد. |
٧٠٠٠ | من علي بن محمد بن الحواري وقتل. |
٧٠٠٠ | من هرون بن أحمد الهمذاني. |
٢٠٠٠ | من عبد الله بن زيد بن إبراهيم. |
١٥٠٠٠ | من عبد الله بن زيد صلحًا عن نفسه. |
٦٠٠٠٠ | من علي بن مأمون الإسكافي وقتل. |
٧٠٠٠٠ | من يحيي بن عبد الله عما تصرف فيه مع حامد. |
١٣٠٠٠٠٠ | من حامد بن عباس وقتل. |
١٥٠٠٠٠ | من محمد بن حمدون الواسطي. |
٤٢٠٠٠ | من علي بن عيسى. |
١٠٠٠٠ | من إبراهيم جهبذ حامد بن عباس. |
١٢٠٠٠٠٠ | من الحسن المادرائي. |
١٠٠٠٠٠٠ | ومنه أيضًا. |
١٠٠٠٠٠٠ | من محمد المادرائي. |
١٠٠٠٠ | ومنه أيضًا بخط آخر. |
درهم | |
٢٠٠٠٠ | من أبي الفضل محمد بن أحمد بن بسطام. |
٥٠٠٠٠٠ | من علي بن الحسن الباذبيني صلحًا عما تصرف فيه بالموصل وقتل. |
١٠٠٠٠٠ | من أبي عمر بن الصباح عن ضمانة الباقي من مصادرة أبي ياسر. |
١٠٠٠٠٠ | من عبد الله بن أحمد اليعقوبي. |
١٠٠٠٠٠ | من الحسن بن إبراهيم الخرائطي صلحًا عما اقتطعه من مال الرئيس. |
١٠٠٠٠٠ | من الحسين بن علي بن نصير. |
٢٠٠٠ | من علي بن محمد بن أحمد السمان عن ورثة قرقر. |
١٠٠٠٠ | من أبي بكر الجرجاني من ضياع بن عيسى. |
٢٣٠٠٠٠ | من الحسين بن سعد القطربلي. |
١٥٠٠٠٠٠ | من محمد بن أحمد … |
٣٠٠٠٠٠٠ | من أبي الحسن بن بسطام. |
٥٠٠٠٠ | من أحمد بن محمد بن حامد بن عباس. |
٢٣٠٠٠٠ | من سليمان بن الحسن بن مخلد. |
(٦-٣) ابتزاز الأموال
فالوزير يتولى الوزارة عامًا أو عامين، ثم يعزل أو يستقيل وله عدة ملاين من الدنانير، فضلًا عن الضياع والمباني، وقد اكتسب هذه الثروة بالرشوة ونحوها من أسباب المظالم. وكان الوزير لا يولي عاملًا على ولاية ما لم يقبض منه مالًا على سبيل الرشوة يسمونه «مرافق الوزراء». ومن أغرب حوادث التولية بالرشوة أن الخاقاني وزير المقتدر بالله ولي في يوم واحد تسعة عشر ناظرًا للكوفة وأخذ من كل واحد رشوة. وإذا لم يكن للعامل أو الناظر ما يفي المبلغ المتفق عليه مع الوزير، دفع بعضه معجلًا وأجل البعض الآخر إلى مدة معينة أو غير معينة، والخلفاء يعلمون ذلك ولا ينكرونه أو يرون فيه غرابة أو ظلمًا.
(٦-٤) الجاسوسية واللصوصية
فلما فسدت الأحكام في دار الخلافة، واستبد الوزراء والقواد بشؤون الدولة، رأى العمال في الولايات أن يجتزئوا من ذلك الاستبداد في ولاياتهم، فأخذوا يستقلون فتشعبت المملكة العباسية إلى ممالك يحكمها الأمراء من الفرس والأتراك والأكراد والعرب وغيرهم. ومنها ما جاءها التغلب من الخارج ففتحها، كما أصاب مصر لما فتحها الفاطميون.
(٧) تفرق المملكة العباسية
لما أصبحت الدولة العباسية فيما تقدم من فساد الأمور، والفوضى في سلطتها وأحكامها بين الفرس والأتراك، أو بين الوزراء والأجناد، أو بين الخدم والنساء، وذهبت هيبة الخلفاء بما أصابهم من التضييق والاحتقار، هان على عمالهم في أطراف المملكة أن ينفصلوا عنهم بأحكامهم الإدارية والسياسية، وأن يستأثروا بجباية أعمالهم وهو الاستقلال. وكان أسبقهم إليه أبعدهم عن مركز الخلافة. وأسبق عمال العباسيين إلى ذلك إبراهيم بن الأغلب في شمال إفريقيا استقل سنة ١٨٤ﻫ، ولا يعد استقلاله من نتائج فساد الدولة؛ لأنه حدث في عصر الرشيد والدولة العباسية في معظم سطوتها، وإنما ساعده على ذلك بعده عن مركز الخلافة. وأم استقلال العمال بذهاب هيبة الخلفاء أو اختلال شؤون الدولة، فالأسبق إليه الفرس ثم الأتراك فالأكراد، مثل تواليهم في التغلب على الخلفاء. وتدرج كل من هذه الأمم من العمالة إلى الإمارة إلى الملك أو السلطنة. فأول من استقل من الفرس العمال، فأنشأوا الإمارات الصغرى ثم الدول الكبرى، وكذلك فعل الأتراك والأكراد. فنقدم الكلام عن الفروع الفارسية، ثم نذكر الفروع التركية والكردية. أما العربية فسيأتي ذكرها في الكلام على العصر العربي الثاني.