الدستور العثماني

يَا بَنِي عُثْمَانَ أَنْتُمْ أُمَّةٌ
أَصْبَحَتْ مَوْضُوعَ إِعْجَابِ الأُمَمْ
سَيُعِيدُ العَدْلُ تَارِيخًا لَكُمْ
طُبِعَ المَجْدُ بِهِ مُنْذُ القِدَمْ
فِي حِمَى جَيْشٍ عَزِيزٍ بَاسِلٍ
وَاسِعِ الهِمَّةِ كَشَّافِ الغُمَمْ
ضَرَبَ الظُّلْمَ بِسَيْفٍ قَاطِعٍ
شَقَّ مِنْهُ النُّورُ أَكْبَادَ الظُّلَمْ

•••

صِيحَ بِالتُّرْكِ فَكَانَتْ صَيْحَةٌ
أَيْقَظَتْ مِنْ ضَجْعَةِ المَوْتِ الهِمَمْ
وَسَرَى لِلْعَرْشِ مِنْهَا هِزَّةٌ
فَشَفَتْ يَلْدَزَ مِنْ ذَاكَ الصَّمَمْ
وَعَرَا الشَّرْقَ انْقِلَابٌ صَاعِقٌ
لَوْ تَمَنَّيْنَاهُ فِي الأَحْلَامِ لَمْ …
وَرَأَيْنَا دَوْلَةَ المَاضِي وَقَدْ
كَتَبَ المَوْتُ عَلَيْهَا «لَا رَحِمْ»

•••

يَا حُمَاةَ الدَّوْلَةِ الأَحْرَارَ يَا
نَاصِرِينَ السَّيْفَ فِينَا وَالقَلَمْ
كَمْ هَوَتْ أَعْلَامُ مَجْدٍ مِنْكُمُ
فِي سَبِيلِ الوَطَنِ السَّامِي العَلَمْ
مَا رَأَيْنَا قَبْلَكُمْ أُسْدَ وَغَى
دَمُهَا يَجْرِي وَلَا تَسْفِكُ دَمْ
نَضَّتِ السَّيْفَ انْتِقَامًا فَغَدَتْ
تَقْطُرُ الرَّحْمَةَ أَسْيَافُ النِّقَمْ

•••

طَالَ لَيْلُ الذُّلِّ حَتَّى خِلْتُهُ
أَبَدِيًّا فَإِذَا الفَجْرُ هَجَمْ
وَإِذَا القَبْرُ شُعَاعٌ نَيِّرٌ
إِنَّ فِي القَبْرِ عِظَاتٍ وَحِكَمْ
مُتْ لِتَحْيَا، كُلُّ شَعْبٍ لَمْ يَجُدْ
بِدِمَاهِ فَهُوَ مَوْجُودٌ عَدَمْ
لَوْ بَدَا الدُّسْتُورُ جِسْمًا قَائِمًا
لَرَأَيْتُمْ رِمَمًا فَوْقَ رِمَمْ

•••

يَا مُلُوكَ الأَرْضِ هَذِهْ حِكْمَةٌ
يَسْتَفِيدُ العَدْلَ مِنْهَا مَنْ حَكَمْ
إِنَّ لِلْأُمَّةِ قَلْبًا لَاهِبًا
مِثْلَ قَلْبِ الأَرْضِ مُشْتَدَّ الضَّرَمْ
وَيْلُ مَنْ يَمْشِي عَلَيْهِ إِنَّهُ
يَتَمَشَّى فَوْقَ قَذَّافِ الحِمَمْ
مِثْلَمَا يَنْفَجِرُ البُرْكَانُ يَنـْ
ـفَجِرُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ احْتَدَمْ

•••

هَلْ تَظُنُّ الجَيْشَ إِلَّا بَشَرًا
مِثْلَنَا فِيهِ شُعُورٌ وَأَلَمْ؟
لَسْتَ تَدْرِي يَوْمَ تَأْتِي سَاعَةٌ
يَسْتَفِزُّ المَدُّ ذَا البَحْرَ الخِضَمْ
يَوْمَ تَمْشِي الرِّيحُ فِي أَمْوَاجِهِ
وَهْيَ أَصْوَاتٌ وَأَرْوَاحٌ وَدَمْ
فَإِذَا لَمْ تَلْقَ مَنْ يَلْجُمُهُ
بِلِجَامِ العَدْلِ لَمْ تُغْنِ اللُّجَمْ

•••

قُلْ لِأَهْلِ الغَرْبِ عَنَّا حَسْبُكُمْ
إِنَّ لِلْأَتْرَاكِ بَأْسًا وَكَرَمْ
حَرَّرُوا الشَّرْقَ وَذِي أَعْمَالُهُمْ
جَدَّدَتْ صَبْوَتَهُ بَعْدَ الهَرَمْ
وَلِمَنْ يَطْمَعُ فِي تَفْرِيقِنَا
كَانَ لِلتَّفْرِيقِ عَهْدٌ وَانْصَرَمْ
غَيْرُ دِينِ الحُبِّ لَا دِينَ لَنَا
نَحْنُ فِي البُؤْسِ سَوَاءٌ وَالنعَمْ

•••

فَسَلَامًا أَيُّهَا العِلْمُ الَّذِي
أَطْلَقَ العَقْلَ وَبِالعَدْلِ قَسَمْ
وَسَلَامًا أَيُّهَا السَّيْفُ الَّذِي
نَصَرَ العِلْمَ وَمَا خَانَ القَسَمْ
وَسَلَامًا يَا هِلَالًا نُورُهُ
فَي سَمَا العِيدِ الجَدِيدِ اليَوْمَ تَمْ
أَنْتَ طُفْتَ الأَرْضَ قَبْلًا غَازِيًا
سَتَطُوفُ الأَرْضَ سِلْمًا يَا عَلَمْ
١٩٠٨

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤