السيف
للشاعر الفرنسي سولي بريدوم
لِدَفْعِ مَلِمَّةٍ أَمْ لِلرُّوَاءِ
تُهَذِّبُكَ الصَّيَاقِلُ وَالقُيُونُ؟
أَرَى حَدًّا أَدَقَّ مِنَ الهَبَاءِ
وَإِشْرَاقًا تَغُضُّ لَهُ الجُفُونُ
وَأَعْطَافًا تَلِينُ مَعَ الهَوَاءِ
وَتَقْطَعُ كُلَّ صُلْبٍ لَا يَلِينُ
وَلَمْ تُخْلَقْ لِأَعْمَالِ البِنَاءِ
وَلَا لِلْفَنِّ تَنْقُشُ أَوْ تَزِينُ
وَلَا لِلزَّرْعِ تَضْرِبُ فِي العَرَاءِ
فَيَخْرُجُ تَحْتَكِ الكَنْزُ الدَّفِينُ
جَبِينُكَ فَوْقَهُ قَطَرَاتُ مَاءٍ
وَمَا تَعَبٌ بِهِ عَرِقَ الجَبِينُ
وَقَدْ خَضَبُوكَ مِنْ شَمْسِ المَسَاءِ
رَقِيقَ الشَّفْرَتَيْنِ فَمَنْ تَكُونُ
وَأَيُّ مَزِيَّةٍ لَكَ فِي المَضَاءِ؟
أَنَا السَّيْفُ الَّذِي لِلْفَتْكِ يُدْعَى
وُجُودِي شَرُّ آفَّاتِ الوُجُودِ
تَمُدُّ لِيَ المُلُوكُ يَدًا فَأَسْعَى
بِقَبْضَتِهَا إِلَى فَتْحِ اللُّحُودِ
فَتَدْفَعُ بِي الجُنُودُ المَوْتَ دَفْعًا
وَشُغْلِي ضَرْبُ أَعْنَاقِ الجُنُودِ
وَيَهْوَى التَّاجُ مِنْ خَدَّايَ لَمْعًا
وَكَمْ لِهَوَايَ مِنْ تَاجٍ شَهِيدِ
وَلَا أَنْفَكُّ بِالأَطْمَاعِ أَرْعَى
حُرُوبَ النَّاسِ مِنْ بِيضٍ وَسُودِ
وَأَزْرَعُ فِي الدُّرُوبِ دَمًا وَدَمْعًا
وَأَقْطَعُ زَهْرَةَ النَّسْلِ الجَدِيدِ
إِلَى أَنْ تَلْبَسَ الأَجْسَادُ دِرْعًا
مَنَاعَتُهَا أَشَدُّ مِنَ الحَدِيدِ
يَحُوكُ نَسِيجَهَا «حَقُّ البَقَاءِ»