مبضع وقلم وسيف
رثاء الدكتور نجيب صليبي حاكم الفليبين
يَا شِعْرُ جُدْ بِنَدًى رَطِيبِ
أُرْوِي بِهِ قَبْرَ النَّجِيبِ
قَالُوا غَرِيبُ الدَّارِ غَا
بَتْ شَمْسُهُ قَبْلَ الغُرُوبِ
قُلْتُ الَّذِي مَلَكَ البَيَا
نَ وَكَانَ مَفْخَرَةَ الشُّعُوبِ
وَمَشَى اسْمُهُ فِي كُلِّ قُطـْ
ـرٍ لَا يُسَمَّى بِالغَرِيبِ
•••
مَا القَبْرُ فِي حَجَرٍ يُقَا
مُ وَزُخْرُفِ الفَنِّ العَجِيبِ
هُوَ لِلْبُطُولَةِ حِينَ تُنـْ
ـشَدُ فِي الخَوَاطِرِ وَالقُلُوبِ
فَيُنِيرُ مِنْ أُفُقِ الضَّمِيـ
ـرِ دُجَى المَشَاكِلِ وَالخُطُوبِ
وَيَخُطُّ نَهْجًا لِلْأَدِيـ
ـبِ إِذَا الْتَوَتْ طُرُقُ الأَدِيبِ
•••
إِنِّي أَرَى حَدَّيْنِ يَسْـ
ـتَبِقَانِ فِي كَفِّ الطَّبِيبِ
قَلَمٌ يَسِيلُ، وَمِبْضَعٌ
مَا جَفَّ إِلَّا عَنْ خَضِيبِ
هَذَا إِلَى الجِسْمِ المُصَا
بِ وَذَاكَ لِلرَّأْيِ المُصِيبِ
قَطَرَاتُ حِبْرٍ أَوْ دَمٍ
نَزَلَتْ عَلَى تُرْبٍ خَصِيبِ
سَوْدَاءُ أَوْ حَمْرَاءُ غَا
يَتُهَا القَضَاءُ عَلَى العُيُوبِ
عَلَمُ النُّبُوغِ يَرِفُّ بِاللـْ
ـلَوْنَيْنِ فِي الأُفُقِ الرَّحِيبِ
•••
يَا مُوحِشًا لُبْنَانَهُ
مِنْ قَبْلِ ذَا السَّفَرِ الرَّهِيبِ١
أَنَا إِنْ رَثَيْتُكَ لَا أُقَلـْ
ـلِدُ أَوْ أُبَالِغُ فِي النَّحِيبِ
لَا البَدْرُ هَاوٍ مِنْ ذُرَا
هُ وَلَا الطَّبِيعَةُ فِي شُحُوبِ
لَكِنَّ لَحْنًا لِلْمَكَا
رِمِ نَامَ فِي الوَتَرِ الطَّرُوبِ
يَتَأَلَّمُونَ لَهُ إِذَا افـْ
ـتَقَدُوكَ فِي اليَوْمِ العَصِيبِ
هِيَ دَمْعَةٌ جَمُدَتْ عَلَى
شَفَةِ المُرَتِّلِ وَالخَطِيبِ
•••
فِي ذِمَّةِ التَّارِيخِ مَا
قَدَّمْتَهُ يَا ابْنَ الصَّلِيبِي
عِلْمًا وَإِقْدَامًا وَتَضـْ
ـحِيَةً وَحُبًّا لَلْقَرِيبِ
ذِكْرٌ يُطِلُّ مِنَ الحِبِيـ
ـبِ مُجَدِّدًا رَسْمَ الحَبِيبِ
يَمْشِي عَلَى نَغَمَاتِ عُو
دٍ أَوْ عَلَى نَفَحَاتِ طِيبِ
١
إشارة إلى طول إقامته بعيدًا عن لبنان.