الأعمى الجائع
أقامت جمعية إغاثة العميان برئاسة السيدة شمس سعد حفلةً خيريةً في سينما روكسي، وطلبت من الناظم شعرًا يُقال في الحفلة، وقد ألقت الأبيات السيدة لوريس بريدي، وهذا ما بقي منها في الذاكرة:
الفَجْرُ حَوْلَ سَرِيرِه يَتَبَسَّمُ
وَالفَجْرُ فِي عَيْنَيْهِ لَيْلٌ مُظْلِمُ
تَمْشِي أَشِعَّتُهُ عَلَى أَهْدَابِهِ
فَيَرُدُّهَا عَنْهُ سِتَارٌ مُحْكَمُ
وَتُنِيرُهُ الأَقْمَارُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
لَكِنَّ مَنْظَرَهَا عَلَيْهِ مُحَرَّمُ
ذَهَبَ القَضَاءُ بِنَجْمَتَيْهِ فَمَا الَّذِي
تُوحِي إِلَيْهِ شَمْسُهُ وَالأَنْجُمُ
هَذَا هُوَ الأَعْمَى، وَحَسْبُ فُؤَادِهِ
جُوعًا فَكَيْفَ بِهِ إِذَا جَاعَ الفَمُ
شَفَتَاهُ تَحْتَرِقَانِ مِثْلَ جُفُونِهِ
لَا الدَّمْعُ يُطْفِئُ مِنْ لَظَاهُ وَلَا الدَّمُ
هَذَا هُوَ الأَعْمَى الَّذِي شَرَّفْتُمُو
هَذَا المَكَانَ لِأَجْلِهِ فَشَرُفْتُمُ
سَيَظَلُّ ذِكْرُ جَمِيلِكُمْ فِي قَلْبِهِ
نَغَمًا عَلَى الدُّنْيَا بِهِ يَتَرَنَّمُ