الصامتون
كان أحد الأدباء في مصر قد أرسل إلى الناظم — وهو في الإسكندرية — أبياتًا بهذا العنوان لشاعر إنكليزي مشهور وسأله ترجمتها شعرًا عربيًّا، وهي هذه:
كَمْ رَمَى الدَّهْرُ مِنْ يَرَاعٍ وَعُودٍ
فَفُجِعْنَا بِمُنْشِدٍ وَنَشِيدِ
وَوَقَفْنَا عَلَى القُبُورِ نُحَيِّي
مِنْ دُعَاةِ القَرِيضِ كُلَّ شَهِيدِ
وَنَسِينَا تَحْتَ الثَّرَى غُرَبَاءَ
حَمَلُوا «صَامِتِينَ» ثِقْلَ الوُجُودِ
لَمْ يَبُحْ مِنْهُمُ بِشَكْوَى لِسَانٌ
رُبَّمَا كَانَ مِنْ مُلُوكِ القَصِيدِ
لَهْفَ قَلْبِي عَلَى بَلَابِلَ مَاتَتْ
مَا سَمِعْنَا لَهَا صَدَى تَغْرِيدِ
لَا تُخَصِّصْ بِالدَّمْعِ مَنْ غَابَ عَنَّا
تَارِكًا ذِكْرَهُ بِكُلِّ صَعِيدِ
وِابْكِ قَوْمًا أَقْلَامُهُمْ لَمْ تُعَبِّرْ
عَنْ مَآسِي أَحْلَامِهِمْ وَالعُهُودِ
كَلَّلَ الشَّوْكُ هَامَهُمْ ثُمَّ سَارُوا
لِفَنَاءٍ، وَغَيْرُهُمْ لِخُلُودِ …