تحية القدس
كانت جمعية اتحاد الشبان المسيحيين قد دعت الناظم إلى القدس لإلقاء محاضرة فيها، فافتتح كلامه بهذه الأبيات:
أَرْضَ النُّبُوَّةِ وَالحَدِيثِ المُنْزَلِ
أَوْحِي إِلَى قَلْبِي البَيَانَ وَمِقْوَلِي
الحِكْمَةُ الغَرَّاءُ مِنْكِ مَعِينُهَا
وَهَدِيلُ شِعْرِكِ فِي المُتَيَّمِ وَالخَلِي
دَاوُدُ تَاجُ المُلْكِ فَوْقَ جَبِينِهِ
وَبِكَفِّهِ قِيثَارَةُ المُتَوَسِّلِ
وَالجَوُّ هَيْمَنَةٌ تُذِيعُ عَلَى المَلَا
أَنْغَامَ أَوْتَارِ الحَكِيمِ الأَوَّلِ
رَوَّى دَمُ الفَادِي ثَرَاكِ وَعَطَّرَتْ
بُرْدَيْكِ أَنْفَاسُ النَّبِيِّ المُرْسَلِ
مَا رُومَةُ البَلَدُ المُخَلَّدُ ذِكْرُهُ
فِيكِ الخُلُودُ، وَأَنْتِ أَطْيَبُ مَنْزِلِ
•••
اللَّهُ فِي جَمْعِيَّةٍ قَامَتْ عَلَى
إِيمَانِهَا بِاللَّهِ وَالمُسْتَقْبَلِ
لَمَّا رَأَتْ عَهْدَ انْحِطَاطٍ عَهْدَهَا
هَبَّتْ لِتَرْقِيَةِ النُّفُوسِ إِلَى عَلِ
وَبَنَتْ لَهَا فِي الشَّرْقِ أَفْخَمَ مَعْهَدٍ
فَكَسَا جَمَالَ الرُّوحِ صُمَّ الجَنْدَلِ
أَحْيَا سُلَيْمَانًا فَهَلْ لِي وَحْيُهُ
حَتَّى أَكُونَ خَطِيبَ هَذَا المَحْفَلِ
غُذِّيتُ مِنْ «أَمْثَالِهِ» لِهِدَايَتِي
وَرُوِيْتُ مِنْ «إِنْشَادِهِ» لِتَغَزُّلِي
وَذَكَرْتُ هَيْكَلَهُ فَجِئْتُ مُسَلِّمًا
وَهَدِيَّتِي مِنْ عِطْرِ أَرْزِ الهَيْكَلِ