فيصل الثاني
في الحفلة التي أقامتها محطة الإذاعة اللبنانية لذكرى مولد الملك فيصل الثاني.
أَيُّ يَوْمٍ عَلَى الزَّمَانِ فَرِيدِ
بَشَّرَتْنَا بِهِ عَذَارَى العِيدِ
نَازِلًا فِي السَّوَادِ مِنْ كُلِّ عَيْنٍ
حَامِلًا ذِكْرَيَاتِ مَاضٍ مَجِيدِ
يَا لَسَيْفِ الحُسَيْنِ يَلْمَعُ فِي البِيـْ
ـدِ، وَجُنْدُ الحُسَيْنِ مِلْءُ البِيْدِ
ثَوْرَةٌ لِلشَّرِيفِ أَضْفَتْ عَلَى العُرْ
بِ بِفَجْرٍ مِنَ الحَيَاةِ جَدِيدِ
حَمَلَتْ لِلشَّآمِ تَاجًا عَلَى خَفـْ
ـقِ قُلُوبٍ لَهَا وَخَفْقِ بُنُودِ
فَاسْتَوَى لَحْظَةً كَفَتْهُ، فَخَطَّتْ
فِي جَبِينِ الشَّآمِ آيَ الخُلُودِ
أَصْعَدَتْ فَيْصَلَ البُطُولَةُ فِيهِ
دَرَجَاتِ المُسَوَّدِ المَعْبُودِ١
وَحَوَالَيْهِ مِنْ شَبَابٍ وَشِيبٍ
كُلُّ مَسْتَبْسِلٍ وَكُلُّ شَهِيدِ
لَمْ يَرُعْهُ المُسْتَعْمِرُونَ وَلَا أَجـْ
ـفَلَ مِنْهُمْ لِعُدَّةٍ أَوْ عَدِيدِ
غَيْرَ أَنَّ الأَقْدَارَ عَزَّ عَلَيْهَا
أَنْ يُضَحَّى بِحُلْمِهِ المَنْشُودِ
فَإِذَا لِلْعِرَاقِ مِنْهُ نَصِيبٌ
وَلَهُ فِي العِرَاقِ عِزُّ الرَّشِيدِ
دَوْلَةٌ شَادَهَا عَلَى أُسُسِ العَدْ
لِ وَحُبِّ الإِصْلَاحِ وَالتَّجْدِيدِ
وَكَسَاهَا مِنْ عَزْمِهِ حُلَلَ المَجـْ
ـدِ وَمِنْ حِلْمِهِ جَمَالَ الوُرُودِ
فَإِذَا مَا تَلَفَّتَتْ نَحْوَهَا اليَوْ
مَ قُلُوبٌ بِالحَمْدِ أَوْ بِالنَّشِيدِ
وَابْتَهَجْنَا لِعِيدِ فَيْصَلِهَا الثَّا
نِي، فَشَوْقًا لِرُوحِ ذَاكَ العَمِيدِ
تَرَكَ الجَدُّ لِلْعُرُوبَةِ غَرْسًا
سَوْفَ تُجْنَى ثِمَارُهُ فِي الحَفِيدِ
•••
إِيهِ بَغْدَادَ إِنَّ عِيدَكَ هَذَا
هُوَ عِيدُ الآمَالِ، عِيدُ الوُعُودِ
وَلِلُبْنَانَ حَقُّهُ فِي التَّهَانِي
فَهْوَ مَا زَالَ ذَاكِرًا لِلْعُهُودِ
أَيَّدَ اللَّهُ عَرْشَ فَيْصَلِ بِاليُمـْ
ـنِ وَأَحْيَا بِالِابْنِ مَجْدَ الجُدُودِ
١
المراد هنا فيصل الأول جد الملك الشاب.