ليلة أُنْس
وأحيا السيد بولس فياض ليلة أُنْس وسمر في داره بعالية، جمعت بين رجال الحكومة والوجاهة والأدب، وطُلِب من الناظم أن يستعدَّ لإلقاء كلمة فيها، فألقى في منتصف السهرة هذه الأبيات:
يَا جَلْسَةً فِي دَارِ بُو
لِسْ مَا مَلِلْتُ بِهَا جَلِيسِي
فَنَعِمْتُ باِلنَّظَرَاتِ وَالـْ
ـبَسَمَاتِ وَالقَدِّ المَيُوسِ
وَفَتَحْتُ نَحْوَ الأُفْقِ بَا
بَ السِّجْنِ لِلْقَلْبِ الحَبِيسِ
وَلَبِسْتُ مِنْ طَرَبِ الشَّبَا
بِ وَنَشْوَةِ الذِّكْرَى لَبُوسِي
يَوْمَ الخَمِيسِ، جَمَعْتُ فِيـ
ـكَ العُمْرَ يَا يَوْمَ الخَمِيسِ
•••
لُبْنَانُ أَنْتَ عَلَى الشِّفَا
هِ وَفِي العُيُونِ وَفِي النُّفُوسِ
تَتَرَنَّمُ الدُّنْيَا بِمَا
أُودِعْتَ مِنْ كَنْزٍ نَفِيسِ
فِي جَوِّكَ الصَّافِي وَطِيـ
ـبِ شَذَاكَ وَاللَّيْلِ الأَنِيسِ
وَمَنَاظِرَ تَخْتَالُ فِيـ
ـهَا كَالقَلَائِدِ لِلْعَرُوسِ
خَلْفَ البِحَارِ رِجُالُكَ الـْ
أَحْرَارُ شَامِخَةُ الرُّءُوسِ
وَهُنَا الوَفَا بَعْدَ الجَفَا
وَتَبَسُّمِ الدَّهْرِ العَبُوسِ
وَهُنَا الأَمَانُ، وَإِنْ تَكُ الـْ
أَهْوَاءُ حَامِيَةَ الوَطِيسِ
وَطَنِي فِدَاكَ دَمِي، وَلَوْ
أَسْطِيعُ قُلْتُ فِدَاكَ كِيسِي
أَلْهَمْتَنِي بِالأَمْسِ أَزْ
كَى مَا يُرَاقُ عَلَى الطُّرُوسِ
وَاليَوْمَ حَسْبِي مِنْكَ لَيـْ
ـلَتَنَا المُضِيئَةَ بِالشُّمُوسِ
أَعْدَدْتُ مِنْ شِعْرِي لَهَا
خَمْرًا تُدَارُ بِلَا كُئُوسِ
أَدْعُو لِلُبْنَانَ الحَبِيـ
ـبِ بِهَا وَأَدْعُو لِلرَّئِيسِ