لو كان دمعي …
نشرت بصحيفة مدرسة الجيزة الثانوية في مايو سنة ١٩٢٦، وكان تلميذًا في السنة الرابعة.
***
لو كان دمعي مُذْهِبًا أشجاني
ما بِتُّ يومًا في الحياة أعاني
إني وإن طال البكا لمعذَّب
دامي الفؤاد مقرَّح الأجفان
ماذا جنيت لكي أعيش معذبًا
تُفني شبابي كثرةُ الأحزان؟!
•••
يا دهر رفقًا قد غدوت معذبًا
أُمسى وأصبح في دجى الأشجان
في كل يوم حادث ومُلمَّة
تدعو الوليد إلى المشيب الداني
فالعين تبكي والفؤاد مقرح
والعمر يُقْضَى والحبيب سلاني
والدهر يرجو أن أذِلَّ لبطشه
والجد يأبى أن يذل لثاني
يا دهر لا تك قاسيًا متنمرًا
حتى أقوم بواجب الأوطان
ومن التخاذل أن أراك مجرِّدًا
سيفَ القتال على الضعيف الفاني
•••
جفني وجسمي والفؤاد بباطني
باكٍ سقيمٌ دائمُ الخفقان
ولقد نظمت الشعر شيمة معشر
حسبوه يُعقب راحة السلوان
فطفقت أنظمه طروبًا كلما
غنَّى الهَزار على غصون البان
وجريت أنظمه حزينًا كلما
ناح الحمام فهاج شجو العاني
يا شعر أنت لجرح قلبي بلسم
وعزاء نفسي في خطوب زماني